الموضوع: شكوى
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2021, 05:47 PM
المشاركة 24
نوري داود
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: شكوى
أستاذتي ثريا نبوي الفاضلة
ألف ألف شكرٍ لما قمت به من عمل إن شاء الله يسجل في ميزان حسناتك
وأرجو أن يتسع وقتك للإطلاع على الترميمات الأخيرة:

ما كنت بالحبرِ أبني للهوى صوراً = أو كنت للّهوِ اشدو القول بالنغمِ
لا نبني الصور وليتنا نُصرّعُ البيتَ ليكون الاستهلالُ أقوى
غيرتها إلى
ما كنت بالحبرِ أُعلي للهوى قمماً = أو كنت للّهوِ اشدو القول بالنغمِ
وهذا البيت ليس الأول في القصيدة والأبيات أخذتها من قصيدتي الطويلة

يا حسرةً في صميمِ القلبِ موجعها = على عبادٍ شروا التفريق باللُّحمِ
لُحَم : جمع لُحمة= القرابة
كما قال شوقي
عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلًا أُعَزُّ بِهِ * في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ
أحمد شوقي

ولكن هل يجوز أن أغير( شرَوا) إلى (شرُوا) للضرورة الشعرية ليستقيم الوزن
إذا لا يجوز سأغيرها إلى
يا حسرةً في صميمِ القلبِ موجعها = على عبادٍ رضوا بالظلمِ والوصَمِ



شكوى

ما كنت بالحبرِ أُعلي للهوى قمماً = أو كنت للّهوِ اشدو القول بالنغمِ
بل كانَ شكوى وبثّاً ناحَ مهلكةً = لمّتْ بأمّتنا من دونِ مُلتأمِ
اشكو إليك حبيب الله ما اقترفوا ... وما أضاعوا من الفرقانِ والرحمِ
يمزّقون نسيجاً كنت تنسجُه = خيطاً لخيطٍ من الآياتِ والعِصَمِ
فما استكانوا لدينٍ لمّ فرقتهم = ولا لعرفٍ ومعقولٍ كمقتسمِ
قوم أضاعوا الصلا من بعد طاعتِهم = والشهوةَ اتّبعوا من دونِ مُحتشمِ
غدا الكتابُ بآياتٍ مزخرفةٍ = فوق الرفوفِ كموروثٍ من القِدمِ
سادَ الديارَ من الأجناسِ أرذلهم = وكلّ واهٍ عديم الدينِ مجترمِ
كالذئبِ باتوا ولاةً في رعيّتهم = وللغريب كفأرٍ خافَ من قَرِمِ
حبلُ الزمامِ لأشباهِ الرجالِ غدا =والنوقُ والخيل للتزيين والرسمِ
بلا صهيلٍ خبتْ خيلُ الوغى فعيتْ = بلا سروجٍ فضاق الظهرُ بالشحمِ
عند السباق كسُكّيْتٍ غَدَوا كللاً = والآخرون كلهْموْمٍ لمختتمِ
لقولِ صدقٍ بدت أفواهُهُم بُكُـمَاً = وللسماعِ تُغَشّى الأذنُ بالصممِ
وفي الصدورِ قلوبٌ غير مبصرةٍ = تعمى عن الحقِ في قولٍ وفي قلمِ
البيضُ تبحثُ عن أيدٍ تخُضّبها = والخيلُ تبحثُ في المحرابِ عن شِيمِ
أعمى الرّناءُ قلوباً صبّ حاملُها = للهوِ والخدرِ لا للهنديةِ الحُذمِ
في الجهل تاهوا ، أضاعوا كلّ معرفةٍ = كمنْ جيادَ الرُبى قادوا بلا لجُمِ
يا حسرةً في صميمِ القلبِ موجعها = على عبادٍ رضوا بالظلمِ والوصَمِ
نفسي بأنياب أُسْدٍ من تألّمِها = والريقُ جدبٌ إلى سيلِ الدماءِ ظمي
كفقمةٍ حالُنا والقرشُ يتبعها = والجرفُ يسعفها في مهلكٍ وخمِ
من ينشدُ العزّ ممّنْ عزّه ضعة = كباحثٍ في رمادِ النارِ عن ضرمِ
فكلّ حيّ له أذْنٌ لمهجتِه = تعساً لعبدٍ من الإذلالِ لم يقمِ
لم أخشَ منهم سهاماً حين أرجُمُهُمْ = فراكبُ الذئبِ لا يخشى من الغنمِ