عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2011, 06:35 PM
المشاركة 510
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صالح بن علي بن ناصرالحارثي

مولده ونشأته
ولد الشيخ صالح بن علي بن ناصر بن عيسى بن صالح بن عيسى بن راشدالحارثي في حديقة مضوت بالمضيرب. وذلك في سنة 1250هـ،
استشهد والده في معركة فيبلدة سيوي (مدينة في الصومال وهي تابعة في الوقت الراهن لدولة كينيا) في أفريقياأثناء قيادته أحد جيوش السلطان سعيد بن سلطان ضد القبائل الخارجة عن طوع السلطان. وكان جده أيضاً قد استشهد في معركة قادها في عهد السلطان السيد سعيد بن سلطان فيشمال الشرقية، وذلك قبيل ولادته.

أما أمه فهي من السمرات وكان لها فضل في نبوغالشيخ صالح إذ بذلت كل ما في وسعها لتربيته التربية الجسمية والذهنية الصحيحة ويذكرأنها وفرت له مربية معروفة بطلاقة اللسان وقوة البلاغة والمنطق. تربّى على يدهجده عيسى الذي كان رئيسا على قومه الحرث فتعلّم منه القيم النبيلة والأخلاق الفاضلةغير أن جدّه توفي عنه وهو لا يزال في الثامنة من عمره.

وكان وهو في هذه السن يذهب بصحبة أخيه ناصر إلى مسقط لتهنئة السلطان سعيد بن سلطان (كلما قدم إلى أرضالوطن) حيث جرت العادة عند العمانيين بأن يقوم الشيوخ والزعماء بزيارة السلطانعندما يعود من زنجبار-. وأثناء إحدى المقابلات أراد السلطان أن يختبره فسأله أنيلبس بدلا من خنجره الفضي خنجرا مطليا بالذهب غير أنه رفض، ثمّ سأله عن اسمه فقالله اسمي عامر، فقال السلطان أنا اسميك صالح فوافق على هذا الاسم وأصبح اسمه صالحمنذ ذلك الحين، ثم قال له: (أنتم أولاد علي بن ناصر، النار تخلّف رمادا) فأجابه علىالفور: (نار الكرب تخلف رمادا غير أن نار السمر تخلّف جمرا) فاستغرب السلطان منإجابته وتنبأ له بمستقبل زاهر.

دراسته
درس في فترة طفولته القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية على يد نخبة من المعلمين في بلدة (القابل) وبعد أن نضج واتسعتمداركه، سعى رحمه الله إلى تطوير قدراته في المجالات السياسية والعسكرية، فبدأ يبحثعن الرجل المتمكن من هذا العلم، وبعد التقصي وجد ضالته المنشودة في الشيخ العلاّمةسعيد بن خلفان الخليلي المقيم في بلدة بوشر من أعمال مسقط، فشدّ الرحالإليه.


إمام محتسب
كان رحمهالله إماما محتسبا بمنزلة إمام الدفاع وهو منصب معروف في المذهب الإباضي، ولميُرْوَ عنه أنه أقام حدا من الحدود ربما يعود ذلك إلى خطيرة ربما استوجبت إقامةالحد بخصوصها، حينما حاول رجلان من قطاع الطرق الهروب من السجن فأمر الجند بأنيطلقوا عليهما النار وقد تم ذلك بالفعل.


تعلقه بالنخل
كان مهتما بالنخيل، وفي كل صباح يتعهد مزارعه بالرعايةحتى في الأيام العصيبة يخرج وبيده آلة حديدية فيزرع ويقلِّم الأشجار ويأمرالمزارعين بما تحتاج إليه النخلة من متابعة.

دعاؤه المفضّل
كان يحب هذا الدعاء ويردده في كل حين (اللهم نريد علوافي الآخرة ولا نريد فسادا) ولعلّه يشير إلى الآية الكريمة (إنما الدار الآخرة للذينلا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا).

صلته بعلماء عصره
لقبّه علماء عصره (بذي الجناحين) ويقصدون بذلك الرئاسة في العلم والسيف، وكان علماء عصره يحترمونه ويقدرونهويعتبرونه المرجع في حل المشكلات، وكان مجلسه عامرا بهم، ومن جانبه يبادلهمالاحترام ويزورهم أينما كانوا ويستفيد من علومهم ويستمع لنصائحهموآرائهم.


الكتب التي أرختل حياته
هناك مجموعة من الكتب تناولت سيرة الشيخ صالح بن عليلكتّاب عرب وأجانب. غير أننا سنورد هنا ما قالته بعض كتب الأعلام، وأيضا ما ذكرهمرتب كتاب عين المصالح الذي ألّفه الشيخ صالح بن علي.
- جاء في معجم الأسماءالعربية (الشيخ صالح.. علاّمة عماني من أبرز علماء التراث العربي في عمان له مؤلفاتمنها (عين المصالح في أجوبة الشيخ صالح) ونسبه يعود إلى الحجاز.
- وذكر كتابالأعلام لخير الدين الزركلي (صالح بن علي الحارثي فقيه إباضي من أعيان الدولةالعمانية أخباره كثيرة مع الإمام عزان بن قيس والسلطانيين تركي بن سعيد وفيصل بنتركي. استشهد في إحدى وقائعه ودفن بسمائل).
كما أشار مرتب كتاب عين المصالح إليهبأنه (وقف عمره على الدفاع عن حرمات الدين وجهاد البغاة المعتدين من الجبابرةوالمفسدين وسارت بصيته الركبان واشتهر فضله في سائر البلدان وكان ذا غيرة على دينهشديدة ومفاخرة عديدة وخصاله حميدة سيدا جليلا، وقورا مؤيدا منصورا، مسددا بعيدالهمة عالي الصيت، ذا إقدام هائل كما وصفه القائل:
ترى شخصه فوق السرير وإنه لههمم فوق النجوم الثواقب
فيمنحك المهيمن خير فتــح وتظفر في العواقببالأجور).


استشهاده
خرج في يومالأربعاء السادس من ربيع الآخر سنة 1314هـ ليوقف مجموعة خرجت عن الحق في سمائلفأصيب برصاصة طائشة في فخذه الأيسر الشريف، وقد لقي ربّه في عصر ذلك اليوم بعد أنأقّر الله عينه بنيل مطلوبه. وقد رثاه شعراء زمانه وبكته الأمة الإسلامية بكاءامريرا، يقول الشيخ السالمي:
وكم مجد علوت وكم علاء سموت وكم قمعتالمعتدينا
فمن للمجد بعدك والمعالي ومن للحكم بين المسلمينا
لقد قضَّيتَ عمركفي مرام تقاصر عنه جلُ الأقدمينا
أعطيت الشهادة وهي أعلى مقام نالهالمتقربونا
فإن نرزأ بمثلك يا همام فبالمختار قبلك قد رزينا
لقد دُفنت بقبرأنت فيه خصال الأكرمين الأفضلينا
جزاك الله عن ذا الدين خيرا جزاء المحسنينالمخلصينا


وفي قصيدة أخرى قال:
لهفي أبا عيسى عليك ولم يكن لهفي بنافع
ماإن رزئت بمثل فقدك في الأقارب والأشاسع
كم حادث لولا مصابك ماله صبريبواسع


وقال محمد بن شيخان السالمي:
تبلج صبح الحق من مطلع الهمم فسبحان من أفنى به حلة الظلم
وفاحت رياح النصر تنشر للورى غواليها كادت تقوم لها الرمم
إذا رزق الله السعادة عبده أقام إلى إسعاده السيف والقلم
ومن كان ميسور المساعي ولم يقم بأشرفها أهدى له العجز كلّ ذم
وإن صد صاد والموارد حوله تكّرع في حوض التأسف والندم
ومن بذل النفس النفيسة في العلى ولم يدرك المطلوب يعذر ولم يلم
ومن يحيى مرعى للعدى آمنا رعوا ومهما أصابوا غرة منه يخترم
لخصمُك داء في الحشى وعلاجه شراب الدما منه فعالج به الألم
واشهد أن المجد شهد ودونه مكاره فاشهدهن والسم في الدسم
وإنّ العلى مستحسن حيثما أتى ولا سيما إن جاء في طاعة الحكم
أرى الناس أشباها ولكن تباينوا فتختلف الأثمار في اللوم والكرم
فهذا جنى الدر الكريم وذا جنى سواه وكل عند ربك لم يضم
وهل ظالم أرخى بذا العصر مفسد ونور بدا من صالح يكشف الظلم
هو الليث في الدهما هو الليث في الوغى هو البدر في الظلما هو الدهر في الهمم
فتى شبّ في مهد المكارم لم يقل نعم أبدا إلا وتتبعها نعم
تلوح بروق الجود في سحب كفه فما اسُتسقيت إلا وتنسكب الديم
وفيه خصال ليس يدرك كنهها تعالى بها والدر يمتاز بالقيم
ففي تاجه العليا وفي وجهه التقى وفي كفه النعمى وفي سيفه النقم
وأيده المولى بأشباله فهم كرام المساعي أبطن الجود والكرم