عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2014, 09:23 AM
المشاركة 1112
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- تدور أحداث الرواية في فضائين متقابلين داخليا: فضاءفاس وهو فضاء حميمي عريق في أصالته مرتبط بلالة الغالية، إثنوغرافي بعاداتهومعماريته خاصة فاس القديمة بدروبها وسكانها وحيواناتها وحرفها مع التمدين الحداثيفي فاس الجديدة.

- أسهب الكاتب في وصف فاس القديمة مستعرضاقسماتها الفسيفسائية ومظاهرها البانورامية وأشكالها السياحية على طريقة عبد الكريمغلاب في دفنا الماضي على عكس عز الدين التازي الذي اعتبرها مباءة وموت ونهايةوجودية وعبثية.

- فإذا كان الكاتب قد ركز كثيرا على وصف فاس محاولا استرجاع ذكرياتهاوذكريات الأم، فإن الرباط لم يكن إلا فضاء عابرا؛ لأنه لا يؤشر سوى على الهروبوالتحول الرجولي.

- يزاوج الكاتب في نقله للفضاء بين الطريقة الكلاسيكية في الإسهابالوصفي الواقعي والطريقة التي تبنتها الرواية الجديدة في العبور السريع على المكانللتركيز على الأشياء بدل الأفضية وما يمت بصلة إلى الإنسان.

- وتخضر( الدارالكبيرة) بفضائها العريق في الرواية لتبين الطابع الإنساني والعائلي الذي يملأ هذهالدار بوجود لالة الغالية ولتحيل على فضاء الطيبوبة والأصالة على عكس الرباط التيتحضر بفضاءات المقاهي والشوارع الحزينة ووجوه المستعمرين وقساوة الحياة والظروفالمادية الصعبة.

- ويغلب على هذه الفضاءات الطابع الحزين والروح الجنائزية وشبح الموتبوفاة الأم.

- إن قارىء( لعبة النسيان) الذي ليس" من الضروري أن يكون قد عاش- يقولأحمد اليابوري- أو تعرف مباشرة، على مثل تلك الدار الفاسية، يشعر بالوحشة خاصةعندما يتتبع التفصيلات المتصلة بالأبواب الثلاثة التي يفضي بعضها إلى بعض، والتيتذكرنا بنماذج من ( ألف ليلة وليلة) حيث لا يتم الوصول إلى الكنز إلا بعد اختراق عددمن الأبواب والممرات والمتاهات.

- غير أن ما يحد من هذه الوحشة بل ويكاد يلغيها، هوحضور الأم ( الكنز)، كعلامة إنسانية مشرقة دافئة وسط عالم الأشياء والأشكال، من هناطابعها الرمزي، بل والأسطوري من منظور دلالة الفضاء العتيق: في هذه الدار أشياءكثيرة، لكن أهم ما فيها الأم" .

- يتخلل هذه الأفضية لونان بصريان هما: الأبيض ( الوفاة/ الموت)، والسواد( الحياة بمتناقضاتها وصراعاتها السيزيفية)، إنها لعبةالألوان " التي تمثل مجال الصراع الذي يعيشه البطل بين الماضي والحاضر، بين المثلوإرغامات المعيش.

- وتلتقي نهاية هذه اللعبة على مستوى الألوان بنهاية اللعبة علىالمستوى الروائي، في محاولة اقتناص اللحظة البدئية خارج ثنائية الأسود والبض،الواقع والحلم" .

- يلعب المكان دورا مهما على مستوى الذاكرة والحلم واسترجاعالزمن الضائع واستعادة حضور الأم ووفاتها.

- فاس هي المكان المحوري في الرواية؛لأنها ترتبط بالمهد الأمومي.

- هذا ولقد اعتمدت لعبة النسيان في قسمها الأول " المرتبط بما قبيل الاستقلال، على الاستذكار الطفولي للمكان، لذلك بقي اتساعه محدوداوأبعاده ضيقة

- إن ما يميز الفضاءات في القسم الثاني من الرواية- قسم ما بعدالاستقلال- هو تمزقها المادي وانعزالها عن بعضها البعض، بحيث تفقد المسافات الواصلةبين الأجزاء المكانية.

- هذا يعطي الانطباع بتشتت أحداث الرواية وبقفزات غير محسوبةولكن حين يدرك القارىء أن الفضاءات هنا هي ماديا فضاءات شكلية صورية غير مقصودةلذاتها مباشرة أو ضمنيا، وحين يدرك أنها فضاءات اجتماعية ونفسية ووجدانية سواء فيرموزها المادية أو علاماتها، فنكاد نلمس تلك الأبعاد الاجتماعية والنفسيةوالوجدانية بحواسنا دون أن نتأمل ونعمق التفكير كثيرا..." .

- وتبرز في الروايةفضاءات علوية ( طبقات الدار الكبير)، وفضاءات سفلية، أو الفوق والتحت من خلال تواصلعاطفي وإنساني.