عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2014, 04:00 AM
المشاركة 10
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
السعداء فوق التراب ... بين الحقيقة والسراب

قصص رائعة لأناس عرفوا السعادة فلزموها...

الحمدلله والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ومع قصتنا الثامنة:

فتاة تكافح للصلاح في بيئة فاسدة

حقيقة قصة اليوم أنا نفسي لا أفهم ماذا جرى لكنها قدرة الله تعالى..

منذ قرابة السنة، رأيت فتاة في مناسبة، نظرت إليها فإذا بعينيها تحملان حزنا عميييقا أعمق من سنها الصغير جدا، فلما انتهت المناسبة طلبت منها زيارتي فقالت: إن شاء الله...

مر أكثر من شهر وفي يوم جاءتني مثقلة بالهم تخنقها العبرات، كيف تحكي وماذا تقول وفي القلوب تطرق طبول ...

دموعها غزيرة حياتها مريرة مشاكل البيت جدا كبيرة فكرت مرارا في الهروب من البيت
لم تجد من يحتوي حزنها من يدلها على حلول لمشاكل لا تستوعبها فالأخ الأصغر اغتصب والفقر في الأسرة مدقع يدب والأخ الآخر للحشيش صاحب والأكبر للإباحية راغب والأبوان في واد ثان على لقمة يابسة يبحثان والبيت ضيق والحياة ضنك ولا أحد فيهم يصلي ركعة ولا يسكب للندم دمعة ...

تتوق إلى النقاء والطهر والتفوق والصلاح، إلى المعرفة والفكر إلى الرزق الحلال والكفاف عن الناس، إلى الخروج من هذه البيئة التي قتلت فيها كل المشاعر الجميلة تجاهها، تبكي أخاها الصغير الذي اغتصب غدرا ومرض نفسيا وتشكو أخاها الذي يعاملها بقسوة وتحتقره وتشمئز من اكتشاف غرقه في الإباحية، وتبكي أمها القاحلة المشاعر الساخطة صباحا وعشية وأخاها الذي لا يصحو ويخمر عقله بمخدرات ويسرق لينسى الدنيا...

أسقط في يدي حقيقة، مشاكل تحتاج وقتا طويلا جدا للحل...

لكن وفقني الله لأن أقول لها شيئا واحدا: لازمي الاستغفار، وتابعت معها بفضل الله تقريبا بشكل يومي...والله الذي لا نعبد غيره، يوما بعد يوم صارت هي من تذكرني بالاستغفار، تحولت من فتاة حسودة حقودة على المجتمع إلى فتاة تحب كل الناس، مع بعض التشجيع والمحبة تفوقت في دراستها ونجحت بامتياز ، كانت تحب أستاذها في صمت، صارت تحبني :p نعم والله ولا أحكي هذا رياء حاشا لله ولكن بفضل الله وفرت ما تحتاج من اهتمام ورعاية وحب فانتقلت من تعلق به إلى وعي أنه من الأفضل أن تملأ بحبي قلبها لكي لا تضيع فحب فتاة مثلها في الله ليس أبدا مثل تعلق برجل مهما كان، صارت تتطور تطورا عجيبا في فكرها، زيها تأثر، سلوكياتها تغيرت، في ظرف عشرة أشهر وصلت ما شاء الله لما يصل إليه المرء في سنوات...

وكمثال على مواقف مدهشة رزقها الله فيها من فضله..

في بداية العام الدراسي الماضي لم تستطع شراء لباس جديد لا سيما وأنها قررت أن يكون زيها فيه كل الشروط التي تحميها وتحمي كل من يراها من فتنتها... مر أسبوع وهي ملازمة الاستغفار كعادتها فرزقها الله من فضله بمال لم تحتسبه وذهبنا معا واشترت كل ما يلزمها بفضل الله تعالى .... ولازال الاستغفار مستمرا حتى يغير الله أسرتها بها وما ذلك على الله بعزيز...
وتحولت بفضل الله حياة قلبها إلى زهر وريحان ورأت أمور يعجز عن وصفها اللسان وتحولت من عيش دور الضحية إلى الحياة بمسؤولية وتقزيم الابتلاءات أمام قدرة الله تعالى، طلبت من الله جوالا لتحمل فيه قرآن ودورات وأناشيد فأكرمها الله به في أقل من شهر، طلبت من الله أن يرزقها الله مالا لتعالج أسنانها فكفاها الله من حيث لا تحتسب، طلبت من الله لين والدتها فأكرمها الله بتعامل أفضل بكثير مما كانت تراه، طلبت من الله أن يكفيها الله عن الناس بحلاله، فأكرمها بمال كل مرة لا تحتسب من أين يأتي فتصرفه في الخير بفضل الله تعالى......................... ........ الخ

كل يوم تكتشف الكثييييير من فضل الله وتتعمق في جنة الله في أرضه

أسعدها الله تعالى وكل إنسان...

والحمدلله ربنا على أفضالك ونعمك التي لا تعد ولا تحصى

بقلم:نزهة الفلاح