عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2010, 02:00 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

يا مدينة الوهم
تحت الضباب الداكن ظهر يوم شتوي
السيد ايوجنيدس ، تاجر أزمير
بلحيته النابتة ، وجيبه المحشو با لزبيب
وبوليسة الشحن الى لندن ، وخطاب الضمان الجاهز
دعاني بفرنسيته ذات اللكنة الديموطيقية
للغذاء في فندق كانون ستريت
ثم قضاء عطلة نهاية الأسبوع في المتروبول

عند ساعة الغسق ، عندما ترتفع العينان والظهر
من على المكتب ، عندما تتمهل الآلة البشرية
كسيارة أجرة تخفق بمحركها تحت الطلب
أنا تايريزياس ، وان كنت ضريرا أخفق بين جنسين
رجلا هرما بثديين أنثويين مجعدين ، أستطيع أن أرى
ساعة الغسق ، وساعة المساء تسعى بنا
الى البيت ، وتعود با لملاح من البحر الى البيت
والتايبست الى البيت ساعة تناول الشاي
فتزيل بقايا افطارها ، وتشعل
موقدها ، وتفرغ طعاما محفوظا
وخارجا النافذة نشرت بلا حرج
قمصانها وقد أو شكت على الجفاف تحت لمسات آخر
أشعة الأصيل
وتكومت على الكنبة في الليل تصبح فراشا
جوارت ، شبا شب ، قمصان داخلية شفافة ، ومشدات
أنا تايريزياس ، رجل هرم بحلمتين مجعدتين
استوعبت المشهد وتنبأت بما سيجري
أنا أيضا انتظرت الضيف المتوقع
انه هو ، يصل ، هذا الشاب عقيقي الوجه
مجرد كاتب صغير عند سمسار منازل ، ذو حملقة جريئة
جاء من الحضيض تكلله هالات الثقة
مثل قبعة حريريرية على رأس مليونير من براد فورد
وكما يخمن دائما ، كان الوقت مواتيا
فا لفتاة انتهت من وجبتها ، وسرى فيها الضجر والانهاك
شرع في مداعباته ليغرقها في أحضانه
لم يلق منها صدأ ، ان لم ترغبه
جرفته الرغبة فحزم أمره ، هاجمها على الفور
وأياديه المستكشفة لا تلقي مقاومة ؟
فغروره ليس في حاجة الى استجابة
واعتبر عدم المالاة ترحيبا به
وأنا تايريزياس قاسيت كل هذا من قبل
مررت به على نفس الكنبة أو الفراش
أنا الذي جلست أسفل أسوار طيبة
وجلت بين الموتى في أسفل الأعماق
تفضل عليها بقبلة شامخة أخيرة
وتلمس طريقه عندما وجد السلم معتما


والآن تستدير وتنظر لحظة في المرآة
تكاد لا تشعر برحيل عشيقها
وسمح وجدانها بمرور خاطر لم يكتمل
(الآن بعد آن وقع ما وقع : لا آكتم سعادتي بانتهائه )
فعندما ترتكب فتاة حسناء حماقة
وتذرع غرفتها بمفردها جيئة وذها با
فانها تصفف شعرها بيد آلية
وتدير اسطوانة في الجراموفون


هذه الموسيقى تزحف حولي فوق صفحة المياه
وبطول النهر ، صعودا الى شارع الملكة فيكتوريا
آه أيتها المدينة ، أحيانا يبلغ مسامعي
با لقرب من حانة عامة في شارع التيمز السفلي
أنين الماندولين العذب
وشخشخة وثرثرة من الداخل
حيث يستجم صيادو السمك وقت الظهيرة
وحيث جدران كنيسة الشهيد ماجنوس تنطوي على
روعة لا توصف من صور أيونية بيضاء وذهبية


النهر يتصبب عرقا
من زيت وقار
السفائن تنساب
مع المد المواتي
بأشرعة حمراء
منتشرة
تجاه الريح ، تتأ رجح على الصاري الراسخ
السفائن تغسل
ألواحها المنسابة
هابطة الى مرسى جرينتش
عبر جزيرة الكلاب
وليلا لا ليا
ولالا ليالالا


اليزابيت وليستر
يضربان المياه بمجاديف
من سفينة بزغت مؤخرتها
محارة متأ لقة
بطلاء أحمر وذهبي
والأمواج المتراقصة في رشاقة
تداعب الضفتين
والريح الجنوبية الغربية
على صفحة المياه
مع جلجلة الآجراس
داخل أبراج بيضاء
وليلا لا ليا
ولا لا ليالا لا

عربات الترام والأشجار الملتحفة با لتراب
في ها يبري ولدت . وفي ريتشموند وكيو
فقدت بكارتي . في ريتشموند رفعت ركبتي
وأنا منبطحة أرضا داخل قارب ضيق

قدماي في مورجيت ، وقلبي
تحت قدمي . بعد أن وقع ما وقع
بكى ، ووعد ببداية جديدة
لم أفتح فمي بأي تعليق . فما عساي أن أستنكر ؟

على رمال مارجيت
يمكنني أن أصل
اللاشيء با للاشيء
الأظافر المكسورة لأبد قذرة
وأهلي البسطاء الذي يتوقعون
اللاشيء

لالا
ثم الى قرطاج جئت

انها تحترق تحترق تحترق تحترق
يا الهي انتشلني خارجا
يا الهي انتشلني

انها تحترق


الموت غرقا

فليباس الفينيقي الذي مات منذ أسبوعين
نسى صراخ النورس ، وتقلبات البحر العميق
وحسابات الربح والخسارة
تيار في أغوار أليم
التقط عظامه وسط همسات . وفي صعوده وهبوطه
اجتاز مراحل العمر والشباب
داخلا الدوامة
وثني أو يهودي
يا من تدير المقود وتنظر تجاه الريح
فليكن فليباس عبرة لك ، ذات يوم كان وسيما وفارعا مثلك


ما قاله الرعد
بعد أن توهجت الشعلة الحمراء على عرق الوجوه المنهمر
وبعد أن ساد الصمت بصقيعه الحدائق
وبعد أن تربع الأسى على البقاع الحجرية
تعالى الصراخ والعويل
برجع الصدى في السجن والقصر
وقعقعة الرعد في الربيع فوق الجبال النائية
هذا الذي كان حيا صار الآن ميتا
وصبرنا يكاد ينفذ

هنا لا ماء وانما صخور فحسب
صخور ولا ماء والطريق الغارق في الرمال
طريق يتلوى في صعوده وسط الجبال
جبال من صخور بلا ماء
لو كان هناك ماء لتوقفنا وشربنا
وسط الصخور لا يمكن للانسان أن يتوقف ويفكر
فالعرق جف والأقدام غاصت في الرمال
لو كان هناك ماء فحسب وسط الصخور
فوهة الجبل الميت بأسنانها النخرة لا تملك أن تبصق
هنا لا يمكن للانسان أن يقف أو يرقد أو يجلس
حتى السكون هجر الجبال
لم يبق سوى وجوه عابسة تمزج الغضب با لسخرية المرة
خلف أبواب دور تشققت جدرانها
لو كان هناك ماء

ولا صخور
لو كانت هناك صخور
وكذلك ماء
ينبوع ماء
بركة وسط الصخور
لو كان هناك صوت الماء فحسب
وليست السايكادا
وأزيز العشب الجاف
بل خرير ماء فوق صخرة
حيث يصدح طائر مغرد وسط أشجار الصنوبر
دريب دروب دروب دروب دروب دروب دروب
ولكن لا ماء

من هو ثالثنا السائر دوما الى جوارك
عندما أحصى عددنا ، لا أجد سواك وسواي معا
لكن عندما أتطلع أمامي الى الطريق الأبيض
هناك شخص آخر دوما الى جوارك
ينساب متلحفا بعباءة بنية ، مدثرا رأسه بغطاء
لا أدري ان كان رجلا أم امرأة
لكن من ذلك السائر الى جوارك ؟

ما هذا الصوت المدوي في الفضاء ؟
همهمة الأمهات الندابات
ما تلك الحشود ذات الرءوس المغطاة المتكأكئة
فوق تلال لا يحدها البصر ، تتعثر في أرض مشققة
لا يحدها سوى الأفق المنبسط
ما المدينة الرابضة أعلى الجبال
شقوق وترميمات وتفجرات في الهواء البنفسجي
أبراج متهاوية
أورشليم أثينا الأسكندرية
فيينا لندن
كلها أوهام

لفت امرأة شعرها الطويل الفاحم با حكام
وعزفت لحنا هامسا على تلك الأوتار
وخفافيش بوجوه أطفال في الضوء البنفسجي
أطلقت صفيرها وضربت بأ جنحتها
ثم هبطت برءوسها صوب جدار لطخه السواد
ورأسا على عقب رأت في الهواء أبراجا
تقرع أجراس الذكرى ، تعلن الوقت
ومن الصهاريج الخاوية والآبار الناضبة انبعثت أصوات تغني
في هذه الفجوة المتداعية وسط الجبال
وفي ضوء القمر الواهن ، يردد العشب أغنيته
فوق المقابر المتاوية ، حول الكنيسة الصغيرة
ها هى الكنيسة الخاوية ، أصبحت بيتا للريح
بلا نوافذ ، وبابها يتأرجح
لم يعتل حافة السطح سوى ديك
لا يمكن للعظام اليابسة أن تؤذي أحدا
كوكو ريكو كوكو ريكو
في ومضة برق أعقبتها هبة ريح رطبة
جالبة للمطر

بدا نهر الجانج غائرا ، وأوراق الشجر الرخوة
في انتظار الأمطار ، في حين تجمعت السحب القاتمة
على مسافة نائية ، فوق هيما فانت
وربضت الأدغال متكورة كسنام ابل في سكون
عندئذ تكلم الرعد
دا
داتا : ماذا أعطينا ؟
يا صديقي ، قلبي يخفق با لدماء
في جرأة مرعبة للحظة استسلام
لا يتراجع عنها أولو الألباب والحصافة
بها ، وبها فقط ، أثبتنا الوفيات
أو في ذكريات ينسجها عنكبوت خير
أو تحت أختام قام بكسرها وفضها المحامي النحيل
في حجراتنا الخاوية
دا
دا يا دفام : سمعت المفتاح
يدور في ثقب الباب مرة ، يدور مرة واحدة فقط
نفكر في المفتاح ، كل يرسخ سجنه
يفكر في المفتاح ، كل يرسخ سجنا
فقط عند حلول الليل ، سرت اشاعات أثيرية
تحيي للحظة كرويولانوس الكسير
دا
دامياتا : استجاب الزورق
فرحا باليد الخبيرة با لقلع والمجداف
كان البحر مستكينا ، وكان لقلبك أن يستجيب
فرحا لدعوته ، يخفق طاعة
للأيدي المسيطرة
جلست على الشاطىء
أصطاد سمكا ، والسهل القاحل خلفي
هل يمكن أن أبعث النظام في أرضي وهذا أضعف الايمان ؟
جسر لندن يتهاوى يتهاوى يتهاوى
أتوسل اليك بحق الفضيلة التي ترفعك
الى الأعالي ، والنيران التي طهرت نفسك
أن تنظر الى آلامي في اللحظة المناسبة
حتى أصبح كعصفر الجنه
ايه يا عصفور أيها العصفور
ها هو أمير أكويتين صاحب البرج المتهاوي
هذه الشظايا جعلت منها شاطئا الجأ اليه من أطلالي
سأرضيكم عندئذ . أما هيروينمو فقد عاوده الجنون
امنح . ارحم . اكبح جماح نفسك
سلام لا يدركه بشر . سلام لا يدركه بشر . سلام