عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2020, 07:36 PM
المشاركة 16
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: بلادنا فلسطين للمؤرخ ( مصطفى مراد الدباغ )



(4)
بيفن (مشروع)


بينما كانت المفاوضات جارية مع اللجنة العربية العليا لفلسطين* والوكالة اليهودية* في إنكلترا في إطار مؤتمر لندن* تقدم الوفد البريطاني في 7/2/1947 بوثيقة فيها مقترحات جديدة ضمن ما عرف بمشروع بيفن وزير الخارجية العمالي.

تحدث المشروع عن فشل بريطانيا في محاولتها إيجاد تعاون بين اليهود والعرب، واعترف بأن الوقت قد حان للبدء بإقامة حكم ذاتي. وقد مثل المشروع آخر محاولة لإطالة أمد الحكم البريطاني على فلسطين. وهو يقوم على وضع فلسطين تحت الوصاية البريطانية لمدة خمسة أعوام لإعدادها للاستقلال في دولة موحدة ذات حكومة مركزية. ويزاول السكان خلال المدة المذكورة نوعاً من الحكم الذاتي في مناطق تحدد حسب أكثرية العرب أو اليهود فيها. أما بالنسبة إلى الأقليات في هذه المناطق المحددة فيضمن المندوب السامي البريطاني لها حرية العبادة واتباع محاكم منفصلة للأحوال الشخصية، وإقامة معاهد تعليمية خاصة واستعمال اللغة القومية والتمثيل في المجالس المحلية التشريعية والحصول على حصة مناسبة في الوظائف العامة. ويترك إقرار نقل الملكية الزراعية إلى السلطات المحلية.

وحدد المشروع حجم الهجرة اليهودية بمائة ألف شخص في سنتين، ثم تتوقف بعد ذلك على “قدرة الاستيعاب الاقتصادية” التي يقررها المندوب السامي بالتشاور مع المجلس الاستشاري. وفي حال تعذر الاتفاق تقرر النسبة هيئة تحكيم تعينها الأمم المتحدة. أما هذا المجلس الاستشاري فيؤلف من ممثلين عرب ويهود، على أن تبقى السلطة التشريعية والتنفيذية العليا بيد المندوب السامي. وينتخب بعد أربع سنوات مجلس تأسيسي. وإذا توصلت الأكثرية العربية والأكثرية اليهودية في المجلس إلى اتفاق تتخذ الخطوات لإقامة دولة مستقلة. وإلا يحال الأمر إلى مجلس الوصاية في الأمم المتحدة.

رفض الجانب العربي المشروع لتضمنه تقسيم فلسطين إلى مناطق عربية ويهودية، ولسماحة لمائة ألف يهودي مهاجر بالدخول دون وضع حد للهجرة في المستقبل. أما الوكالة اليهودية فقد رفضت المشروع أيضاً لأنه لم يتضمن صراحة إقامة دولة يهودية، ولأنه يقضي بحل الوكالة اليهودية. وتقدم موشي شرتوك من الوكالة بمقترحات مقابلة تتضمن إعلان دولة يهودية في “منطقة كافية” من فلسطين، لأن المناطق المخصصة لليهود حسب مخطط الحكم الذاتي الإقليمي غير كافية للتوسع المستقبلي.

كان بيفن متأثراً إلى درجة كبيرة بالحالة الاقتصادية لبريطانيا، وقلقاً مما يسمى “الخطر السوفييتي”، وكان يشعر أن نجاح بلاده في التغلب على كلتا المعضلتين يعتمد على الهيمنة على الشرق الأوسط ونفطه، ولن يمكن ذلك بدون حل القضية الفلسطينية بشكل بقبله العرب. وهكذا بذل ما بوسعه لإقناع الوفد العربي بقبول المشروع، أو المساومة حوله، ولكن بدون طائل. وأصر الوفد العربي على إعلان فلسطين دولة عربية. واضطر بيفن إلى الإعلان في 14 شباط عن فشله في تحقيق المشروع وعزمه على إحالة القضية إلى الأمم المتحدة بدون أية توصية من جانب الحكومة البريطانية.