عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 06:45 AM
المشاركة 23
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الجراد والقمـّل




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




أما بالنسبة للأنواع الأخرى من الحشرات الضارة فنجد أن القرآن الكريم قد أشار إليها في الآيتين 133، و134 من سورة الأعراف، يقول الله عز وجل: ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ءَايَات مُفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ * وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِى إِسْرَآءيلَ ).


هذا إخبار من الله عز وجل عن قوم فرعون وعتوهم وعنادهم للحق وإصرارهم على الباطل، فأرسل عليهم الطوفان أي الموت الذريع أو المطر الشديد الذي غشي أماكنهم ودخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين لمدة سبعة أيام. وأرسل عليهم الجراد وهي حشرة خضراء ضارة لها قوائم خلفية نطاطة تكون أسرابا ضخمة تهبط على المناطق المزروعة والشجر وتقضي عليها.


وقد تعرضت جمهورية مصر العربية في سنة 1904م لهجوم كبير من تلك الأسراب من الجراد مما أدى إلى حجب ضوء الشمس وكاد أن يقضي على نسبة كبيرة من المحاصيل الزراعية إن لم يكن كلها، لولا سقوط الأمطار التي قضت على هذه الأسراب. وفي شهر أبريل 1988م تعرضت البلاد لموجة شديدة الحرارة أدت لمحاولة دخول أسراب من الجراد عن طريق ليبيا لولا هطول الأمطار الغزيرة التي جعلت تلك الأسراب تحول اتجاهها رغم أن هذا التوقيت من العام لم تتعود فيه البلاد لسقوط أمطار إنما هي عظمة ورحمة من الله سبحانه وتعالى.


وقيل إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا دعا على الجراد قال: (

اللهم أهلك كباره واقتل صغاره وأفسد بيضه واقطع دابره وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا إنك سميع الدعاء). وعن الجراد قال أحد الصالحين: ( قبح الله الجرادة فيها خلقة سبعة جبابرة، رأسها رأس فرس، وعنقها عنق ثور، وصدرها صدر أسد، وجناحها جناح نسر، ورجلاها رجل جمل، وذنبها ذنب حية، وبطنها بطن عقرب)

كما أرسل الله سبحانه وتعالى على قوم فرعون القمل، وهو السوس الذي يخرج من الحنطة، وقيل هو صغير الجراد الذي لا أجنحة له، غلب على البيوت والأطعمة ومنعهم النوم، وهو رغم صغر حجمه يمثل خطورة كبيرة بل هو عقاب يسلطه المولى سبحانه وتعالى على قوم قد وصل بهم الكفر والتعنت والكبرياء مبلغه ليجعلهم عبرة لمن بعدهم، وأن يبتليهم في صحتهم بهذا البلاء الذي يكسر كبرياءهم. وقد تحقق ذلك في توسلهم إلى سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ بالدعاء لرفع هذا البلاء الذي أصابهم.


إذا نظرنا إلى حشرة القَمْل التي تشبه القـُمـل pediculus humanus من الناحية العلمية نجد منه ثلاثة أنواع، قمل الرأس والجسم والعانة، وهو ينقل مرض التيفوس والحمى الراجعة وحمى الخنادق. وأرسل الله عليهم الضفادع فملأت البيوت والآنية فلا يكشف أحد ثوبا أو طعاما إلا وجد فيه ضفدعا. وأرسل عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون دما، ولا يستسقون من بئر ولا نهر إلا عاد دما.




يتبــع .....