حشرجةُ الأسى
**
النيلُ فاضَ بمائه حنقاً وثار على الفراتِ
وغزا المدى بعضَ المدى والقتلُ أودى بالحياةِ
و الصبحُ طَوَّقَهُ ظلامُ الليل يركضُ في الفلاةِ
وأنا وأحلامُ الصبا صرعى وطيفُ الأمنياتِ
يغتالنا وجعُ الحنين إلى نعيم الذكرياتِ
حيث الورودُ مُزَيِّنـــــاتٌ رَوضَنا والمُلْهِمـــــــــاتِ
والأرض تضحكُ للسما في حفل تكريم النباتِ
كان الزمانُ موشحاً بالحسن في كل الجهاتِ
حتى استدار فغادرت معه المحاسن باكياتِ
قالوا: يعودُ . وقد يفوز المرء من بعد الفواتِ
فسألتُ . كيف؟ ولا أرى مما يُقالُ لنا بآتِ
ذهب الرجـــــــــاءُ ولمْ يَعُدْ غيرُ الثباتِ على الثباتِ
في صولة الابطال -في الميدان - في وَجْهِ الظُّباتِ
يا دار عبلة ما البكاء عليك من طبع الكماةِِ!
الحي أمسى مغنماً بيد الأراذل والطغاةِ
إن كان عنترةُ احتفى بك في العصور الخالياتِ
فمن الذي يحمي الديارَ اليوم..يفتك بالبغاةِ
أين الأماجد لم يعد يا دارُ فيهم من حماةِ
فُتنوا بزخرفة الحياة وبالخنا والعارياتِ
وطغى الضلال على الهدى والجمع صار الى شتاتِ
والخلق ينهش بعضهم بعضًا كنهشِ الضارياتِ
ويئن جسم الكون من غضب الإله على العصاةِ
نار القطيعة أُضرِمت بين الرعية والرعاةِ
والأرض ميدان الردى والجو ساح القاذفاتِ
ذهب الذين حياتهم نورٌ وجســــــــــــرٌ للنجاةِ
وبقى الذين وجودهم موت وعيش في سُباتِ
عبدالفتاح الصيري
*
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 01-01-2021 الساعة 10:35 AM
سبب آخر: تعديل النص بناءً على طلب الشاعر