عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
1471
 
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6


عبد السلام بركات زريق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9,393

+التقييم
1.84

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
سوريا - حماة

رقم العضوية
9229
01-12-2021, 08:21 PM
المشاركة 1
01-12-2021, 08:21 PM
المشاركة 1
افتراضي التَّوأَمَــان

.
التَّوأَمَــان
.
.
.

مرَّتْ على الثغرِ الصَّديِّ مباسِمُهْ
وهَفتْ إلى الجُرحِ النديِّ نسائِمُهْ

فَسَرى بأوردتيْ أُعيذُ به الضّنى
أنْ يحتويهِ ، وللهناءِ أُقاسمُهْ

وغفا على زَندي أَحارُ بأمرِهِ
أحقيقةٌ أمْ أنَّ ربَّكَ راسِمُهْ

سَعَفُ الحنينِ ووجنتاهُ على يدي
يَهوى البعادَ فكمْ تشقُّ مغانمُهْ

يا ليتني ما بينَ وصلكَ والنّوى
طيفٌ تُشلُّ على الحيادِ عزائمُهْ

مُتَجلِّدٌ إنْ كنتَ أو ما كنتَ لي
فالرائحاتُ الغادياتُ حمائمُهْ

حسبيْ من الأهواءِ طيفُ صبابةٍ
ورؤًى بذاكرةِ الضَّياعِ تنادمُهْ

فأنا الملوَّعُ في الأماكنِ كلِّها
إنْ غابَ أو سِيقتْ إليَّ نعائمُهْ

وأناملي تهوي على أوتارِهِ
وفمي على نايِ الوصالِ يُناغمُهْ

في بُعدهِ أغضيتُ عنهُ مهابةً
هلّا بقُربٍ قد تُحلُّ طلاسمُهْ؟

وأَمرُّ في دربٍ مشيناها معًا
وخُطايَ تحذرُ أن تُداسَ براعمُهْ

أستنطِقُ الأحجارَ هل صافحتِهِ ؟
فإذا بكى حَجَرٌ فإنِّي لاثمُهْ

والنملُ يُشعِلُ بالحياةِ جُحورَهُ
وكأنَّه مثلي تُشَبُّ ضرائمُهْ

يا ذِكرياتٌ كم جَهِدتُ لطَمْسِها
دِنًّا تشوَّفَ للصّبابةِ خاتمُهْ

فمضى يشمُّ على الأناملِ عطرَهُ
ويُعاتبُ الأحلامَ كيفَ تُصارمُهْ؟

لا بُدَّ من سُكرٍ بذاتِ تَفَجُّعٍ
فالصحوُ نومٌ لا يُخلَّدُ نائمُهْ

وهنا تثاءبَ فاعْتَرتني هِزَّةٌ
وجرتْ على الكفِّ النديِّ ولائمُهْ

وهنا جَلسْنا يومَ عَانَقْنَا المَدى
تهتزُّ في جِذعِ الشبابِ مواسمُهْ

يا ضَيعةَ الأحلامِ فاتَ زمانُهُ
وزمانُها رُوحُ الحياةِ تُلازمُهْ

يا توأمانِ سَمَا الجمالُ بواحدٍ
واستعجلَ العُمرَ المُضَيَّعَ تائمُهْ

غسلتْ عليهِ الرِّيحُ رِجسَ عَنائها
واستوقفَتهُ يدُ النَّقاءِ تُحاكمُهْ

لا ينفعُ الإشفاقُ ما كتبَ القضا
أو تنفعُ الشيخَ المريضَ مراهمُهْ

هِيَ بُرهةٌ أنفدتُ فيها لهفتي
فثَمِلتُ ما هبَّتْ عليَّ نسائمُهْ

ما كانَ من عتَبِ الهوى فلِمُقلتي
أو كانَ مِنْ دَينٍ فإنِّي غارِمُهْ
.
.
.

2 - 5- 2014