الفوز
إلى الأوجاع دنيانا تسيرُ = وعند الضيقِ بخلًا لا تُعيرُ
تسوقُ الناسَ آمالٌ طوالٌ = وفي أوداجها الأجلُ المغيرُ
وتقتلُ بعضها من أجل فانٍ = ويُرشدها لما تهوى الضريرُ
تناسى الخلقُ أنّ الموت حتْمٌ = وأنّ الحشرَ ميقاتٌ عسيرُ
إذا تحلو لك الأيّامُ دهرًا = تيقّنْ سوف تنبذُك السرورُ
وتفقرُ بعد أمولٍ وجاهٍ = وأطيانٍ تزيّنها القصورُ
وتهجرُك الأحبةُ بعد حينٍ = كأنّ الجمعَ في ريحٍ بذورُ
وتقعدُك السقامُ بأيّ وقتٍ = كأنّك بالمنيّةِ تستجيرُ
عظامُك بالهشاشةِ خاويات = كما العضلاتُ يوهنها الضمورُ
وبالحسراتِ منْ عجزٍ تهاوت = بك الآمالُ والشغفُ الجسورُ
تروّعك المصايبُ بعد أمنٍ = كزغلولٍ تناهشه الصقورُ
وتحملك الأقاربُ في عجالٍ = بما تخشى لتحضنَك القبورُ
إذا ترجو بيومِ الدينِ فوزًا = وتنجو من لهيبٍ يستطيرُ
تذكّرْ أنّ مَنْ يحكمْ فربٌّ = شديدٌ في العقوبةِ لا يجورُ
وتنس اللهَ رحمنًا رحيمًا = إذا بالذنبِ تُغريك الشرورُ
وإنْ ترجُ الإنابة منْ ذنوبٍ = تيقّنْ أنّ مَنْ يُرجَ الغفورُ
وإنْ في الذنب تعمل في خفاءٍ = يراقبْك المهيمنُ والخبيرُ
تحصّنْ بالمخافةِ من مليكٍ = له الأكوانُ تخشعُ والدهورُ
الا تصحو من الاحلام يومًا = لتدرك أنّ دنياك العقورُ
وأنّ الفوزَ إيمانٌ وصبرٌ = وفعلُ الخير والحقُّ المنيرُ
متى يُبعدْك ربّك عن عذابٍ = له النيرانُ أبوابٌ ودورُ
ويُدخلْك الجنانَ ودارَ خلدٍ = فذاك الفوزُ والحظُّ الكبيرُ