عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2011, 05:36 PM
المشاركة 197
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (31)





نُورٌ على نُوْر





لكِ .. لا لغيركِ أزهرتْ كلماتي
فصفاءُ وجهِكِ واضحُ القَسَماتِ


نفْسٌ كما المشكاة شعَّ ضياؤها
مصباحُها يجلو ظلامَ حياتي


شفَّافةٌ كزُجاجةٍ قدسيَّةٍ
وسناؤها ينسابُ في خَلواتي


عزفتْ على وترِ الجراحِ نشيدَها
فهفا الفؤادُ لأعذبِ النَّغماتِ


وسَمَتْ لعلِّيِّين تهزأُ بالدُّنى
وتُقيمُ ليلَ السُّهدِ بالصلواتِ


فكأنَّها حوريةٌ هبطتْ إلى
دنيا الشقاءِ فآنستْ قبساتي


أحببتُها للطُّهرِ للأَلقِ الذي
مُذْ كنتُ طفلاً ضاعَ في الفلَواتِ


أَرِدُ السَّرابَ ولا أُكذِّبُ لمعَهُ
أبغي ضياعَ الوقتِ في الحسَراتِ


كم من بعيدٍ كنتُ أركضُ خلفَه
حتى وَهتْ خلفَ المُنى خطواتي


ستونَ عاماً بل تزيدُ ولم أجدْ
إلَّاكِ من يُصغي إلى همساتي


ستونَ .. لم تمسحْ دموعَ كآبتي
كفٌّ تلمُّ العِطرَ من عَبَراتي


* * *

يا بنتَ داليةِ الصفاءِ عواطفي
عنقودُ آمالٍ بكَرْمِ مهاةِ


أَوَ تُدركينَ بأنَّ حبَّكِ في دمي
يَسري فتُسرِعُ في اللِّقا نَبَضَاتي


عوَّذتُه من كلِّ وسواسٍ غوى
ووقفتُهُ للهِ في سُبُحاتي


فتَخيَّري بين اللقا وقطيعةٍ
تُودي بنفْحِ أزاهرٍ عَطِراتِ


وخُذي يَراعي واكتُبي لي أحرفاً
إنِّي أخافُ الخوفَ من كلماتي


فأنا وراعفةُ الهمومِ وما أرى
حولي يؤكِّدُ للمُنى وثباتي


تستنفرُ الكلماتُ جيشَ مواجعي
وتحطِّمُ الأيامُ صُلبَ قناتي


ولقد أتيتُ إليكِ أحملُ خافقي
فترفَّقي بالعتْبِ والنظَراتِ


واستنطِقيهِ إذا رغبتِ لعلَّه
يُنبيكِ عن سهري وعن آهاتي


أو قلِّبيهِ براحتيْكِ وأَيقظي
نبضَ الحياةِ وفجِّري صبواتي


إنِّي أخافُ عليكِ منكِ فخفِّفي
إمَّا عتبتِ حرارةَ النبراتِ


وتحمَّلي هفواتِ قلبٍ مُولعٍ
يبغي الصفاءَ وسامحي هفواتي


أو .. فاتركيني للشقاءِ وأَجْمِلي
بالهجرِ كي لا تُمعني بأَذاتي


فأنا إمامُ العاشقين وخافقي
وقفٌ لأهلِ اليُمنِ والبركاتِ


ولأنتِ شريانٌ دمايَ سَرتْ بهِ
وصفاؤها يَجْلو عَمى مِرآتي


وحنينُها عبقُ الوفاءِ على المدى
وضياؤها سطعتْ به آياتي


فدَعي رحى الأيامِ تطحنُ ما بدا
عفواً ولا تقِفي على عثراتي






1998