عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2017, 02:46 AM
المشاركة 49
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فيرونيكا روث: لا تهتم بنصائح الكتابة، فقط اجلس واكتب:
ترجمة : مصطفى عبد ربه

لا تقلق. هذا طبيعي.
لا تظل حيث أنت، ولا تتسلق نزولا.


هناك كثير من نصائح الكتابة تطفو في فضاء الإنترنت، وأيضا كلها أحكام وقوانين فيها كثير من “لا تهتم بنصائح الكتابة، فقط اجلس واكتب”. (في الحقيقة، كان هذا شعاري على مدار السنة والنصف الماضية) وبعض هذه النصائح يتضمن:

تمارين التعرف على شخصيتك الرئيسية: الاستبيانات، الاختبارات القصيرة، الكتابة الحرة .. إلخ
تمارين التخطيط للحبكة: قسّم روايتك على الرسم البياني أعلاه؛ خطط لكل مشهد، وكن متأكدا من كل تحولات الرواية، سواء من موضع إيجابي إلى موضع سلبي أو العكس.
“اكتب واقرأ” – تمارين (اقرأ مخطوطتك بصوت عالٍ – لا تستخدم الأحوال – بادِلْ بين الجمل الطويلة والقصيرة .. إلخ)

هناك نقاشات عديدة حول ما إذا كنتَ “مرتجلا” أم “مخططا”. الشخص الذي يكتب من البداية إلى النهاية، أو الشخص الذي يقفز هنا وهناك.

بعضكم يعرف جيدًا أيّ من هؤلاء هو (لديك خطّ، وأنت تعرف أي أجزاء النصيحة سوف يفيدك. لديك روتين) وبعضكم قد يشعر بأنه ضائع بلا أمل. نصيحتي لكلا المعسكرين، من خلال خبرتي، تسلق جبل المخطوطة هو نفس الشيء:

دعك من خط سيرك.
اترك القلق بشأن سير العملية.
دعك من محاولة إيجاد مسار خاص بك.
اترك كل ما سبق.

عندما تصل إلى تلك النقطة في المخطوطة التي تجعلك تعترف بالهزيمة، وأن الأدوات التي استخدمتها لم تعد مفيدة بقدر ما، ضع في اعتبارك استخدام أدوات شخص آخر.

هل أنت مرتجل؟ جرب التخطيط. هل أنت مخطط؟ جرب، حرفيًا، حرق المخطط التفصيلي! (بطريقة آمنة! في سلة المهملات مثلا). هل أنت ساعٍ إلى الكمال؟ جرب أن تكتب أسوأ مشهد تستطيع كتابته. هل أنت صارم من البداية للنهاية؟ اكتب أي مشهدٍ يُلهبُ فجوة في رأسك وسدَّ الفراغات بعد ذلك. مهما فعلت لا تقبض بإحكام شديد مهما كانت هويتك ككاتب قد تشكلت، جربّ وغيّر وسوف تنمو.

ليس من المهم أن تظل نفس الكاتب الذي أنت عليه الآن، وليس مهما أن يكون لديك روتين واضح أو نموذج. لقد بدأت روايتي الأولى من المنتصف، دون مخطط تمهيدي، وأنهيت كتابي الثالث بمخطط تفصيلي كُتب من البداية للنهاية. أظن أنني عرفتُ أي نوع من الكُتّاب كنت، ولكن في النهاية وجدت أن هذه التعريفات تحدّ أكثر مما تُحرر. لو استطعت أن أصرف هذه التعريفات من ذهني، لاستطعتُ أن أكون الكاتب الذي يكون كما تريده القصة أن يكون.

والأهم من التعريفات التي نتشبث بها هو أن ننهي القصص التي نتحرق كي نرويها.

إذن؛ املأ صندوقك ككاتب بالعديد من الأدوات قدر ما تستطيع، حتى لو تراءى لك أنها سخيفة أو ليست مفيدة. أنت غير مضطر لأن تصنع مخطًطا تفصيليًا، أو تملأ استبيانات شخصية، أو أن تكتب كتابة حرة، أو تحتفظ بدفتر يوميات، أو ترسم خرائط لا تحتاجها. ولكن هذه الأدوات تساعدك كي تستأنف الكتابة، إذا لم تعد الأدوات القديمة غير صالحة للعمل.

وضع في اعتبارك أنك ستصاب باليأس. اليأس من الكتابة، اليأس من إخراج الرواية على الورق، اليأس من السماح للشخصية الرئيسية بالكلام، واليأس من الانتهاء. الوصول إلى غاية اليأس سوف يجعلك تجرب أي شيء وتعمل على إنجاحه. لديك ميعاد نهائي. 30 نوفمبر. يمكنك أن تفعلها. ولكن عليك أن تلقي أفكارك المسبقة عن نفسك وعن كتابتك من النافذة.

لا توجد مخطوطة مثالية من أول مرة. لا تقلق حيال الكمال من الآن. لكنك ستشارك في هذا الشهر السحري

سوف تبتعد عن الناس تماما، وتأخذ جرعات مفرطة من الكافيين، لأنك تصدق أن هذا يدفع مخطوطتك قدما في شهر وسوف يساعدك بطريقة ما. هذا يعني أنك تحتاج إلى الجموح، حرية عطشى لكاتب يريد أن يصل إلى النهاية.

لا تكن مدرعا ولا مخططا، لا صارما ولا مؤدٍ لتمرينات، لا حريصا على البداية والنهاية، ولا قافزا، لا تكن شيئا باستثناء أن تستمر في التسلق.


https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..