عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2012, 02:39 PM
المشاركة 234
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يحيى يخلف
قاص وراوئي
ولد في سمخ من أعمال طبريا عام 1944. وقد رحل عنها والأهل عام 1948.. درس الثانويةثم التحق بجامعة بيروت العربية وحصل على الإجازة في الآداب عام 1969.. عمل فترة فيالتعليم.. ثم عمل في مراكز مختلفة في مجال الثقافة مع الثورة الفلسطينية وكانأميناً عاماً لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين لمدة في المنفى، كما شغل منصبمدير دائرة الإعلام والثقافة في م. ت. ف. ترجمت أعماله إلى عدة لغات.
* منأعماله: «المهرة» قصص/­ بغداد 1973, «نجران تحت الصفر» رواية/­ بيروت 1976, «نورماورجل الثلج» قصص/ بيروت 1978, «ساق القصب» قصص للأطفال/­ بيروت 1981, «تفاحالمجانين» رواية/­ بيروت 1981, «نشيد الحياة» رواية/­ بيروت 1985, «بحيرة وراءالريح» رواية 1988, «تلك المرأة الوردة» قصة/­ القدس 1990, «تلك الليلة الطويلة» راوية 1993, «نهر يستحم في البحيرة» رواية 1996..
* «خاص». عنه في: 1/517 -­ 2/1225 -­ 6/497.

==
الأديب يحيى يخلف

· الأديب يحيى يخلف
الصنف:
موسوعة الأعلام
المؤلف:
أ. عثمان محمد عثمان
تناولت في هذا البحث سيرة حياة كاتب وروائي كبير، بزغ نجمه في سماء الأدب العربي في القرن العشرين. واستطاع بما فطر عليه من مواهب وما مر به من أحداث وتجارب أن يخلد اسمه في سجل العربية الخالد.
وما زال نهر عطاء يحيى يخلف متدفقا حتى كتابة هذه السطور، يغذي به قضية شعبه الأساسية التي لم يبخل عليها يوما بما يملك.
وقد اعتمدت في بحثي هذا على كثير من المعلومات القيمة التي زودني بها الكاتب يوم التقيته بمقر المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم في مدينة رام الله.
قمت بتقسيم هذا البحث إلى ثلاثة فصول:
الأول: تحدث فيه عن سيرة هذا الأديب منذ أن أبصر النور لأول مرة في قرية "سمخ" بالقرب من بحيرة طبرية سنة 1944 وحتى كتابة هذا البحث.
الثاني: عرضت فيه لأهم الأفكار والسمات الأساسية التي تميزت بها كتاباته.
الثالث: خصصته لعرض أهم أعماله الأدبية، وقمت بتقسيمها إلى:
عن دائرة المعارف الفلسطينية

==
قضية فلسطين والأدب يحيى يخلف نموذجاً


عن دار الأسوار في عكا صدرت مؤخراً دراسة الناقد المصري "حسين عيد" المعنونة: "قضية فلسطين والادب، يحيى يخلف نموذجاً"، يستعرض عيد عبر عدة فصول اعمال الكاتب يخلف في مراحله المختلفة والتي تشمل القصة القصيرة والرواية، متدرجاً من بداياته في مجموعته القصصية "المهرة"، وصولاً الى كتابه "يوميات الاجتياح والصمود".
تنقسم الدراسة الى اربعة ابواب حملت العناوين: البدايات، انتفاضة روائية، الغوص الى الجذور وسيرة ذاتية لوطن.
نختار من مقدمة الناقد:
"... يتمتع يحيى يخلف بمذاق متفرد في القصة والرواية الفلسطينية الحديثة، وهو يستمد فرادته من ارتباطه بالارض الفلسطينية، بناسها وتراثها، وكل ما ينبض بين جوانحها من عناصر الحياة وهو في كل ذلك يحفر عميقاً ويحكي ببساطة آسرة".



=
'جنة ونار' ليحيى يخلف: رواية المسافر والرحلة والبيت ... د. احمد رفيق عوض

يواصل الروائي يحيى يخلف سرد حكايته التي نذر نفسه لها، ووقف ابداعه عليها، ففي روايته الجديدة 'جنة ونار' التي تصدر عن 'دار الشروق' في القاهرة، يذهب الروائي بعيداً في الحفر في اركيولوجيا أرضه وشعبه، ولكن هذه المرة، من خلال نسق حسيّ بالغ التعقيد والشفافية والجمال، فمن خلال لغة هادئة ومتمكنة، تُحكى على مهل واقتدار، يجدل الروائي ضفيرة الحكاية ثم ينثرها على كامل الوطن.


الحكاية الطولية او الخيطية ان شئت تستأنف ما انقطع منذ 'بحيرة وراء الريح' التي تصنع الحكاية الكلية التي تلخص وتقطر العذاب والألم والأمل وحب الحياة وابتكارها. ابطال يحيى يخلف يكونون عادة في اقصى حالات القدرة على الحياة والتكيف مع شروطها، ويكونون عادة في اقصى حالات الشفافية والاحساس بالجمال، ويكونون عادة قادرين على الخيار الصحيح والصائب، وكأني بالروائي يستعين على ذلك بقدرة التشبث بالفكرة البسيطة أن الامل، تلك القوة الغامضة والمحيرة، هي التي تبقي شعلة الحياة متقدة، الحياة مقدسة، هكذا يقول الروائي يحيى يخلف، الحياة تستحق، والفلسطيني بالذات هو من يعرف ذلك ويمارسه ويقدره ويحياه ممارسة لا شعاراً.
في الرواية الجديدة 'جنة ونار' يؤصل الروائي يخلف للمكان، من خلال قصة مدهشة، لفتاة لاجئة في احد مخيمات لبنان، تعرف بالصدفة انها متبناة لإحدى الاسر الفلسطينية، وان لا شيء يشير الى اسرتها الحقيقية سوى مزق من ثوب قديم مطرز، ومن خلال هذه القطعة البالية من ذلك الثوب، تبدأ الفتاة بحثها عن اسرتها التي اضاعتها في عام النكبة، هذه العقدة القصصية تتحول على يدي الروائي المحنك والمجرب الى حكاية معرفية وجمالية وفنية، حيث ينطبق الثوب على فلسطين، وحيث تصبح هوية المكان كله تجربة روحية وفكرية وتاريخية، وحيث ان الفلسطيني لم يغادر بلده أبداً، وان مكانه يشبهه كما أنه يشبه مكانه، ومكان الفلسطيني مكان قلق وتوتر وفي أقصى حالات اليقظة، مكان مفتوح لكل التجارب والاجتهادات، مكان لمعرفة الله واجتراح التاريخ. واعتقد هنا أن 'جنة ونار' حاولت ان تقترب من هذا المبنى كثيراً، تماماً كما ان تطريز جنة ونار الكنعاني القديم كان منشغلاً بهذه الفكرة. بلادنا جنة ونار أيضا. مكاننا ليس متاحاً للامتلاك او الاختطاف. وبهذا المعنى، فإن للنكبة والطرد والتهجير معنى يكاد يتحول الى احد معاني القداسة، سلباً او إيجاباً.
ان بحث الفتاة المضني عن اسرتها الحقيقية، وبالتالي عن بلدها الاصلي، هو بحث عن المعنى الكامن وراء كل شيء، واذا كان الروائي يخلف يجعل من روايته اجابة جزئية عن البحث عن الهوية ومحاولة تأطيرها تاريخياً وحضارياً ونضالياً، فإنها أيضاً جزء من اجابة كلية عن معنى هذا المكان المقدس والمعقد والباهظ والثقيل. وبهذا المعنى ايضاً فراوية 'جنة ونار' هي رواية الرحلة الطويلة المضنية والشاقة التي يقطعها الانسان باتجاه مكانه واسمه وهويته ومصادره الاصلية.
والحكايات الكبرى هي حكايات الرحلات والاسفار، على المستوى الظاهري والباطني ايضا، من هنا، تأخذ رواية 'جنة ونار' اهميتها ومتعتها الفنية والفكرية. فالانسان في هذه الرواية - على اختلاف الاسماء والمواقع - يحاول كل من زاويته تلمس مكانه ومكانته، وواقعه وموقعه، وقد التقط الكاتب بحرفية عالية شخصياته بحيث يقومون بالدور المناط بهم، فالفلسطيني المغترب الذي اطلق عليه الثوار اسم 'الانكليزي' يحاول ان يكتشف روعة تراثه من خلال اداة ونهج غربي، والثائر القديم الذي رفض ان يتنازل عن الثورة - لانه لا يعتبر نفسه موظفاً - يعود ليجد انه مهم وانه يستطيع ان يقدم، والمرأة العجوز تكتشف ان حبها العارم يجعلها تواصل طريقها في لملمة اجزاء هويتها من خلال كم هائل من الروائح والرسوم والطعوم والاشكال والازهار والرياح، وهنا بالذات، تتحول الرواية كلها الى قصيدة مغناة، والى نثر فاتن وبليغ، حيث تتبدى الهوية الفلسطينية ابداعاً وانتاجاً واشتغالاً واشتباكاً بين المكان وشاغله. ماء السماء -وهي الشخصية المركزية في الرواية - ، وليس من الصدفة ان تكون الشخصية المركزية امرأة، فالمرأة دائماً كانت مكاناً. الامكنة نساء، والنساء امكنة، هذه المرأة - المكان لم يكن غريباً عليها او منها ان تلملم شظايا اسمها وبلدها وأسرتها، وكانت الرواية بهذا تؤصل للمسافر وللرحلة والبيت في آن معاً.
وفي جديده الروائي، فإن 'جنة ونار' تثبت وبجدارة ان السرد الفلسطيني بخير، وانه معافى، من حيث المضمون والجوهر، وان المثقف الفلسطيني لم يتأثر بما يمس مرجعياته الاخيرة ومنطلقاته الثابتة، فالوطن جغرافيا اولاً وثقافة ثانياً، واختياره ليس انحيازاً لقطعة من الارض بقدر انحيازه للانسان ايضاً. 'جنة ونار' ترسم جغرافيا معينة لأنا لآخرين ارادوها غصباً واعتداءً، وصنعوا حولها اوهاماً، وحاولوا تقديمها بطريقة شاهد، ولهذا، فإن الرواية تقول ما تقوله التلال والجبال والازهار وانواع الرسوم والتطريز، ولكنها ومن ناحية اخرى، جعلت من هذا الاختيار والخيار رؤية متكاملة للمنطقة بأكملها، وهي منطقة متعددة ومتسامحة دائماً وأبداً. ففي هذه البلاد عرف الله اولاً، ولا يمكن لهذه المعرفة الا ان تكون متسامحة.
'جنة ونار' تثبت ايضاً ان المثقف نقدي اصلاً، يسأل ويحفر ويواجه ويشتبك ولا يركن الى واقع آملاً بواقع اكثر املاً واتساعاً، ولهذا، فهذه رواية الاديب والمثقف والمبدع الذي لا يتوقف عند المحطات المربكة او المرتبكة او المضطربة.
يحيى يخلف في هذه الرواية يذهب بعيداً في سرد حكايته التي بدأها في 'بحيرة وراء الريح'، فبعد الانكسار والطرد والتهجير والنفي والعذاب، يبدأ في 'جنة ونار' حكاية العودة والاكتشاف، حكاية الرحلة والبيت، حكاية الابطال الذين لا يملكون من دنياهم سوى قلوبهم المحبة والطافحة بالوجدان. ومن عجب ان تتميز شخصيات هذه الرواية - كما في كل روايات يحيى يخلف - بانها ليست شخصيات صغيرة، اي تغرق في احقاد او تهوم في توجعات وتفجعات ذاتية او تتورط في قصص تافهة من الكراهية والحقد، بل هي شخصيات عامة، تتواصل مع واقعها المرير بطريقة ترفعها من مجرد شخصيات عادية الى شخصيات غاية في الشفافية والرقة من جهة وغاية في الصلابة والخيار من جهة أخرى.
اخيراً، رواية 'جنة ونار' رواية الهوية المستعادة، رواية الاصول المكتشفة، رواية القيم الأخيرة، رواية الوطن المكتمل، ورواية تعاند الواقع ولا تراه، ولهذا، فهي رواية فيها ذلك البعد الذي نأمله دائماً.. او نتوقعه حتى ولو لم تكن حسابات الحقل تنطبق على حسابات البيدر
==