عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2012, 03:15 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و قد ذكرت المؤرخة و الباحثة الألمانية الدكتورة زيغريد هونكه الاسطرلاب في استفاضة جميلة في كتابها الشهير " شمس العرب تسطع على الغرب" فقالت:
و بين الآلات التي أمر الملك الاسباني ألفونس بصنعها لتزويد مرصده المثالي بها آلات مختلفة منها الاسطرلاب " astrolabium" و منها الاسطرلاب المستدير الذي يعتبر افضل و اما آلة الاسطرلاب المسطح صغير الحجم فقد كانت أكثر انتشارا و استعمالا عند العرب من المحلقة الفلكية و التي لم تكن تستعمل الا في المراصد الجوية فقط، بخلاف الالولى إذ انها اعتبرت كساعة جيب صغيرة تؤدي في لمح البصر خدمات جلى و تساعد المسلم على حل مشاكله اليومية في تحديد مواعيد الصلاة اينما كان و تعين موقع مكة المكرمة حيث القلبة التي يولي المسلمون وجوههم سواسية قبالتها كلما سعوا إلى عبادة ربهم . و لم تقف حسنات هذه الالة عند حد هذه الامور فحسب وبل كانت تؤدي العديد من الخدمات في الحسابات الفلكية و الزمنية وهكذا فإن حاصية النجوم تلك كما كان يسميها الاغريق كانت افضل اداة قياسية عند العرب

ففي حين كان اليونانيون لا يعرفون منها الا بضع طرق للاستعمال ذكرت مخطوطة للخوارزمي أكثر من ثلاث و اربعين طريقة لاستعمالها ثم أتى أحدهم على وصف ما يقارب الف طريقة لاستعمالها
وفق العرب الى ابعد حدود التوفيق في تطويرها و السير بها خطوات واسعة إلى الامام و اعطوها اشكالا عديدة ملائمة لكثير من الخدمات و الاهداف التي كانت تؤديها ثم أوجدوا الاسطرلاب الدائري الى جانب الاسطرلاب المسطح و الاسطرلاب ذي الاشكال المختلفة من النوع الدائري و البيضاوي و الاهليلجي و المستطيل و لم يعرف عن أحد من علماء الفلك المسلمين أنه لم يهتم بتركيبه او استعماله
شمس العرب تسطع على الغرب، زيغريد هونكه، ترجمة فاروق بيضون و كمال دسوقي ، الكتاب الثالث "السماء التي تظللنا"، الفصل الثاني ، ص138-139 ، منشورات دار الافاق الجديدة بيروت 1982 .