عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2021, 09:42 PM
المشاركة 81
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: عِنْدَما يَتَحّدث القلم ...
أيفترض بهذا العمر أن أنسى أيامي؟
جمعتُ أوراقي القديمة
وبدأت أقلبها كي لا أنساها
هذه الورقة طبعت قدمي عندما ولدت
آه كم هي صغيرة ولطيفة
تذكرني بتوائمي عندما ولدوا بهذا الحجم
كم أحب هذه الكائنات الصغيرة!

وهذه ورقة أخرى أقلبها
إنها من صديقتي في الطفولة،
كتبت لي بخربشات: أحبكِ
كم هي جميلة مشاعرنا قبل أن نكبر.

وهذه ورقة أخرى من معلمتي
كتبت لي بورقة شبه ممزقة
كم أنتِ هادئة ولم أرَ بهدوئكِ أحداً
أين أنتِ يا معلمتي؟
لتأتِ وتري كم غيّرتني الحياة

ورقة أخرى أقلبها
إنها شهادة ميلاد لأطفال أنجبتهم
وأعطيتهم جزءاً منّي
بلا ندم على أي شيء نقص منّي
فلو قالوا لي أعطيهم قلباً فبقلبك سيعيشون
لأعطيتهم إياه بلا تردد وبلا مقابل ننتظره منهم
إنهم قطع منّا...
لكن في مكان آخر ،ورقة أخرى أقلبها
ما هذه؟!!!
إنها رسالة من ابنتي عندما كانت صغيرة
كتبت بخط غير مفهوم
فقد كانت تتعلم الكتابة
( أمّي أحبك ولن أحب سواك)
هل عندما نعجز عن القيام بأدوارنا،
لا نستحق أن نكون أمهات لأبنائنا؟
هل نغيّر أمهاتنا إذا لم نعجب بتصرفاتهن؟
هل ذهبنا للسوبر ماركت واشترينا غيرهن؟
لم يخطر ببالي في يوم
أن التضحيات تكون بلا ثمن

قلبت الأوراق بسبب دمعة فرت من عيني بلا قصد
وجمعتها كلها ووضعتها داخل الدرج
وأغلقته بحكمة
فما زال بقلبي ثقب
ينزف كلّما فتحت ذلك الدرج.