عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2019, 08:20 AM
المشاركة 68
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: بصحبــــــــتي ..


( 10 )

ما أكثر الشكوى !!
وما أكبر الألم !!
نشكو من الدنيا والدنيا بريئة من إيذائنا
ولا شك .. لا يمكن للأذية أن تأتيك من شجرة أو سور حديقة أوأو
كل ما في الأمر ...
الناس .. البشر .. المخاليق الذين هم على سطح الأرض
لا يأتي الإيذاء إلا منهم
وكلما قلّت معرفك قلّت مصائبك
يقول الشاعر
وما ساءني إلا الذين عرفتهم *** جزى اللهُ خيراً كلَ من لست ُ أعرف
وشاعر آخر يقول :

" ستؤذيك في طبع الزمان حقائقُهْ
ويَسبقكَ المكتوبُ يا مَنْ تُسابقُهْ

ويؤذيكَ مَنْ تخشى عليهِ من الأذى
ويَغرسُ فيك النصلَ حين تُعانقُهْ

وجدتُ إلتصاقَ الناس بالناس كذبةً
فكُلُّ خليلٍ أنتَ يوماً مفارقُهْ

تخونُكَ عينٌ أنتَ كفكفتَ دمعَها
ويجحدكَ الصوت الذي أنتَ عاشقُهْ

وتشغلك الأعوامُ قبلَ قدومِها
وما العمرُ -يا مخدوع- إلاّ دقائقُهْ

وتشكو من الماضي الأليم كحاجزٍ
وفي داخل الإنسان تحيا عوائقُهْ ! "
ما يقوله الشهراء ليس قانوناً ,, فليقولوا ما أرادوا هذا شأنهم
فهل نعتزل الناس لنسلم من أذاهم أم نتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل :
ما رواه الترمذي (2507) ، وابن ماجة (4032) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
فهذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومخالطتهم لأجل ذلك ، وإسداء النصح لهم، لا لمجرد المجالسة والمؤانسة .
فمن خالط الناس ، ودعاهم إلى الله ، ووعظهم ، ونصحهم ، وذكرهم ، وصبر على أذاهم في سبيل ذلك ؛ فهو خير ممن لا يخالطهم ولا يدعوهم ، ولا يصبر على أذى يلقاه منهم في سبيل ذلك .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" العزلة خير إذا كان في الخلطة شر، أما إذا لم يكن في الخلطة شر؛ فالاختلاط بالناس أفضل " انتهى من " شرح رياض الصالحين " (3/ 72) .
وقال أيضا :
" من كان يخشى على دينه بالاختلاط بالناس : فالأفضل له العزلة .
الآن .. الخيارات مفتوحة أمامك .. فاختر ما شئت
تحية