عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 11:21 AM
المشاركة 128
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: دراسة احصائية عن اليتم والشخصيات الخالدة
تابع،،،

خلاصة التحليل للفئة (
العمرية الثانية - المرحلة الأولى والتي تغطي السن من الولادة وحتى نهاية السنة الأولى) من العلماء أفراد العينة المأخوذة من كتاب مايكل هارت عن "الخالدون المائة" وهذا التحليل يغطي كل من:

-جان جاك ............رسو والذي فقد الأم بعد 9 أيام من الولادة.
- ديكارت ...............وفقد الأم بعد شهرين من ولادته.


أما ديكارت وهو العبقري الأخر من بين أفراد هذه الفئة العمرية فنجده متعدد القدرات الإبداعية. فقد أبدع في مجالات الفلسفة والعلوم والرياضيات والقانون. وقد أسس علم الهندسة التحليلي والذي عرف باسمه، واعتبر اكتشافا علميا جبارا والمقدمة الضرورية لاكتشاف نيوتن بعد ذلك لحساب التفاضل والتكامل.
وقد آمن ديكارت بأنه يمكن تفسير كل الظواهر الطبيعية من خلال العلوم و الرياضيات وكان أول من وصف الكون بأنه شيء متحرك واعتقد انه ماكينة ضخمة مصمصه بطريقة رياضية فذة.
ومن صفاته الشخصية انه كان يحب النوم الطويل وكان يقضي الصباح في السرير حيث كان يعمل على جمع أفكره التي غالبا ما كانت تتوارد إليه في منامه Revelations in his dreams .
واقتنع ديكارت في سن مبكرة انه لا توجد معلومات مؤكدة في أي فرع من فروع المعرفة إلا في الرياضيات ولذلك تعتبر حياته رحلة للبحث عن الحقيقة، وقد سافر كثيرا ليرى بنفسه، ووضع وهو في سن الـ 32 منهجه في البحث عن الحقيقة الذي أراد أن يتوصل به إلى كل المعارف الإنسانية لعله يصل إلى شيء يقيني في أي مجال.
وقد أحب ديكارت الحرية في الرأي والتفكير، ونأى بنفسه عن الحياة الصاخبة . وقد وضع قواعد لتوجيه العقل في كتاب، وطبق منهجه في دراسة العلوم، وجرب بنفسه التشريح، واشتغل في أبحاثه في مجالات متعددة مثل البصريات والفلك والرياضيات وعلوم أخرى كثيرة، لكنه اشتهر بفلسفته التي تميز فيها. وكان يسعى أن يقدم أفكاره في كتاب اسمه العالم لكنه اثر أن لا ينشره خوفا من الكنيسة والتي اعتبرت أفكاره غير مريحة حتى انه تردد في نشر بعض كتبه ونشرت بعد موته.
ومن أهم مؤلفاته " مقال المنهج لحسن توجيه العقل للحصول على الحقيقية في العلوم" اتبعه بدراسات عن البصريات، وقانون انتشار الضوء، وبحث في مجال العدسات، ووظائف العين وأمراضها. كما تعرض لنظرية الضوء والتي تعتبر سابقة على نظرية الموجات الضوئية التي اكتشفت فيما بعد. كذلك له بحث في مجال النجوم والكواكب والسحب والأمطار وكان أول من قدم تفسير علمي لقوس قزح، وذلك إضافة إلى أهم اكتشاف له في مجال الهندسة التحليلية.
وفي مجال بحثه عن الحقيقة رأى ديكارت انه لكي يصل العقل إلى شيء يقيني يجب أن يشك في كل شيء وهو أيضا صاحب مبدأ أنا أفكر إذا أنا موجود.
وقد حرمت الكنيسة كتبه عندما نشر كتابه revelations تنبؤات..وقد تنبأ ديكارت بموته حيث مات بعد ذلك بعام واحد.
ومن صفاته الشخصية أيضا انه لم يتزوجولكنه أنجب ابنة غير شرعية . وعلى الرغم أن فلسفته هوجمت كثيرا وحرمتها الكنيسة لكن كان لها أثرا عظيما على الناس، وقد كان له اثر عظيم في الفلسفة والعلوم على حد سواء... وهو يعتبر أهم من الفلاسفة الآخرين أمثال فولتير ورسو وفرانسيس بيكون.


ولا عجب في ذلك إذا ما لاحظنا أن حياته كانت أكثر مأساوية من رسو، مثلا ، الذي ينتمي لنفس الفئة العمرية في تجربة اليتم رغم أن يُتم رسو أبكر منه بشهرين، والسبب ربما يعود إلى أن يُتم ديكارت كان أكثف فقد تزوج أباه بعد موت أمه مباشرة، وعاش الأب بعيدا عن أبناؤه بينما عاش رسو مع أبيه عشرة سنوات... كذلك فَقَدَ ديكارت بعضا من إخوته وهو صغير ودرس في مدرسة داخليه وفي وقت لاحق ماتت ابنته غير الشرعية وهي مجموعة فجائع لا بد انه كان لها اثر أعظم من مآسي رسو ولذلك كان الإنتاج أعظم عند ديكارت. واقرب إلى إنتاج وعبقرية المبدعين من الفئة العمرية الأولى أي أيتام الأب قبل الولادة.


وخلاصة القول،،،
إن خلاصة التمحيص في سيرة حياة وسمات وأعمال وقدرات ومجالات الإبداع لدى هذه الفئة العمرية الثانية - المرحلة الأولى( من الولادة إلى نهاية العام الأول) كما تظهر عند رسو وديكارت، تشير إلى مجموعة من السمات المشتركة مثل اضطراب العلاقة مع النساء رغم تعددها ، والعزوف عن الزواج وإنجاب أطفال غير شرعيين. كذلك يبدو الشك في كل شيء سمة متأصلة فـ رسو شك في كل شيء سمعه ورآه ، وديكارت أقام كل تفكيره على مبدأ الشك. وربما أن ذلك الشك كان هو السبب في عدم الاستقرار الديني أيضا. فلم يجد رسو غضاضة في التحويل من مذهب إلى آخر حين دعت المصلحة.


كذلك لا شك أن أفراد هذه الفئة العمرية هم أصحاب مواهب متعددة في مجالات متعددة أدبية وعلمية ، وكأن عقولهم تعمل هي أيضا بكامل طاقتها ومخازن المعرفة عندهم متفتحة على مصارعها. ولكنهم يبرزون ويتميزون في المجال الفكري الفلسفي تحديدا. ولديهم نزعة لخلق شيء جديد يكون له اثر عالمي مهم وخالد فقد أبدع رسو منهج الرومانسية بينما أبدع ديكارت الهندسة التحليلية التي لا تزال تسمى باسمه حتى الآن.


أيضا لديهم حب للحرية في الرأي والفكر ويرفضون الظلم ويدعون إلى إحقاق الحق ومعالجة المبادئ الأخلاقية، وهم يسعون من اجل التغيير في المجتمع، ويسعون أيضا من اجل معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية للمجتمع ككل. فهم إذا عالمين في طروحاتهم ويسعون لحل مشاكل البشرية ككل وليسوا ذاتيين أو قُطّرين أو وطنين في طرحهم ومسعاهم...بل لديهم سعى لتقديم حلول للتنمية الاجتماعية وحل مشكلة الثروة من خلال اتخاذهم مواقف بخصوص الملكية الخاصة كما هو الحال عند رسو...وحثوا على ضبط الغريزة والعقل على حد سواء بما يحقق الانجاز والتقدم والرفاه الاجتماعي.

وهم أيضا ثوار يسعون إلى التغيير في المجتمع ويعملون ضد النظام القائم الذي حاربهم ورفض طروحاتهم بسبب أثرها العظيم، ولأنها تطرح البديل وتنادي بالحرية والعدالة والتغيير ولا تأخذ الأمور كمسلمات مطلقة. وقد حاربت الكنيسة أيضا طروحات ديكارت وحرمتها لأنها تقوم على الشك الذي ظن ديكارت انه يوصل إلى الحقيقة اليقينية.

ورغم أنهم لا يحبذون العنف كما عند رسو لكنهم لا يمانعون استخدامه لتحقيق الحرية والعدل والمساواة وتحرير الناس من الاستعباد والظلم. فلديهم إذا ميل لتبني القضايا الاجتماعية رغم أنهم لا يحبون الحياة الصاخبة ويميلون إلى العزلة والابتعاد عن الناس.

لديهم قدرات نثرية بليغة ومؤثره وإبداعاتهم لها اثر كبير ويقدمون إضافات مهمة سواء على شكل منظومات فكرية أو مناهج أو اكتشافات أو علوم جديدة. وأعمالهم خالدة عظيمة الأثر مثل "العقد الاجتماعي" لـ رسو والذي يعتبر من أهم الكتب على الإطلاق و"الهندسة التحليلية" لـ ديكارت والتي أسست لعلم التفاضل والتكامل.

ويبدو أن حياتهم تتمحور حول سعيهم للشهرة ولاكتشاف الذات، كما هو الحال عند رسو، أو البحث عن الحقيقة كما هو الحال عند ديكارت. وهم يشتركون مع أفراد الفئة الأولى بقدرتهم على التنبؤ كما هو الحال عند ديكارت والذي تنبأ بمصرعه وتحقق ذلك بعد عام.

ومن السمات الشخصية الأخرى بالإضافة إلى الشك في كل شيء المزاج العصبي لحد الجنون كما عند رسو والإحساس بالذنب والشعور بالاضطهاد، كما عند رسو أيضا.

لكنهم على الرغم من ذلك يعتبرون من أهم كتاب عصرهم وأثرهم عظيم وخالد لكنه ورغم ذلك لا يرقى إلى عظمة وخلود وانجاز الفئة العمرية الأولى .

يتبع ،، تحليل البيانات الاحصائية للفئة العمرية الثانية - المرحلة التالية ( اليتم خلال السنة الثالثة ) :