عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4686
 
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية

عمر مسلط is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
614

+التقييم
0.10

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
3984
12-27-2011, 10:43 AM
المشاركة 1
12-27-2011, 10:43 AM
المشاركة 1
افتراضي قضية إنكار المضارع والمقتضب والمجتث
قضية إنكار الأخفش للمضارع والمقتضب والمجتث

أ. د. أحمد محمد عبدالدايم عبدالله












قضية إنكار الأخفش للمضارع والمقتضب والمجتث [1]

ذكرتْ كثيرٌ من كتب العَروض أنَّ الأخفش
استنكَر على الخليل إخراجَه "المضارع والمقتضب والمجتث"، مِن ذلك ما جاء في كتاب "القسطاس المستقيم"[2] للزمخشري هامش (4) من (ص: 214):

جاء في الإرشاد (103) "قال الدماميني: وأنْكر الأخفش أن يكونَ المضارع والمقتضب من شِعر العرَب، وزعَم أنه لم يُسمع منهم شيءٌ منهما".

"وعلَّق الدمنهوري: يُمكن التأويل فيما نقلَه الدماميني عن الأخفش مِن الإنكار والزعم، بأنَّ مرادَه إنكار كثرتهما عن العرَب، وعدم سماع شيءٍ منهما بكثرة، وهذا لا ينافي إثبات الأخفش لهما عن العرَب بقلَّة".

إنَّ الأمر لا يحتاج إلى تأويل، للسببين الآتيين:
1- قال عبدالحميد الراضي في شرْح تحفة الخليل: "فهذه البُحور الثلاثة المضارع والمقتضب والمجتث" أنْكرها كثيرٌ من الناس إذ لم يجدوا منها في شعْر العرب قصيدةً أو قطعة، ويضيف: "وفي الفصول والغايات (ص: 133)، والثلاثة الأوزان: المضارع والمقتضب والمجتث، قلَّما توجد في أشعار المتقدِّمين، فأمَّا المضارع فالبيت الذي وضعَه له الخليل:

وَإِنْ تَدْنُ مِنْهُ شِبْرًا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يُقِرِّبْكَ مِنْهُ بَاعًا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ويُضيف: "وأمَّا المقتضب فالبيت الذي وضعَه الخليل فيه:

أَعْرَضْتُ فَلاَحَ لَنَا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عَارِضَانِ مِنْ بُرْدٍ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وهو مفقودٌ في شِعر العرب، وزعم الأخفش أنَّه سمع على عهدِ رَسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالمدينة، وذلك أنَّ جارية قالت:

هَلْ عَلَيَّ وَيْحَكُمَا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إِنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وأما المجتث فبيته:

البَطْنُ مِنْهَا خَمِيصٌ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وَالْوَجْهُ مِثْلُ الهِلاَلِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وهذا الوزن، زعم الأخفش أنه قد سمعه في شعر العرب، وأنشد:
جِنٌّ هَبَبْنَ بِلَيْلٍ يَنْدُبْنَ سَيِّدَهُنَّ[3] ا. هـ.

لقد ذكرتُ هذه المقولة على طولها؛ لأُثبتَ أنَّ الأخفش لم يستنكرْ هذه البُحور، وإنما كان يؤصِّل ورودَها ويؤكِّد وزنها.

2- والمتفحِّص لكتاب العَروض للأخفش يراه يَتكلَّم عن هذه البُحور، ذاكرًا لها في جملة ما ذُكِر مِن بحور الخليل، وليس ثَمَّة ما يلمحه قارئٌ لاستنكاره لها.

لقد صرَّح الأخفش بقلَّة ورودها عن العرَب صراحةً في كتابه العَروض، وهذا يتنافى مع إنكاره لها، يقول في سياق حديثه عن المضارع والمقتضب: "وأمَّا المضارع والمقتضب فكانتْ فيهما المراقبة؛ لأنَّهما شِعران قلاَّ، فقل الحذْف فيهما، وإنَّما يحذفون مما يكثُر في كلامهم"[4].

إنه يقول "شِعران قلاَّ".

ويقول عن المجتث "ولم يُراقبوا في المجتث وإنْ كان قليلاً؛ لأنَّ بين سببه وتدًا، فكان أقوى"[5].

فهل بعدَ هذه النصوص من إنكارٍ لها؟

أو قل: هل بعد هذه النصوص مِن تعليق؟

لا أظن.

[1] منشور بكتابنا: "العروض للأخفش" دراسة وتحقيق (ص: 101)، طبعة المكتبة الفيصلية مكة المكرمة 1985م - 1405هـ.

[2] "القسطاس المستقيم" (ص: 214).

[3] "شرْح تحفة الخليل" (ص: 132).

[4] التحقيق (ص: 162).

[5] انظر التحقيق (ص: 163).


سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !