عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4665
 
عزت فائق ابوالرُب
من آل منابر ثقافية

عزت فائق ابوالرُب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
38

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
فلسطين - جنين

رقم العضوية
10453
02-23-2012, 10:30 PM
المشاركة 1
02-23-2012, 10:30 PM
المشاركة 1
افتراضي تراثنا العربي - حكمة ٌ و جمال (7) فصاحة الخنساء
فصاحة الخنساء :
كان النابغة الذبياني واحداً من أكبر شعراء العصر الجاهلي ، وحكماً يحتكم إليه الشعراء حين يلتقون كل عام في موسم (عكاظ) يتناشدون الأشعار و يتفاخرون ، و ذات يوم ، كان فيمن تقدم بين يديه الخنساء و حسان بن ثابت ، فلما أنشدته الخنساء قصيدتها في رثاء أخيها صخر ، التي تقول فيها :
و إن صخراً لمولانا و سيدنا وإن صخراً إذا نشتو لنحار
وإن صخراً لتأتم ُالهداة به كأنه علم في رأسه نار
قال لها النابغة : لولا أن أبا بصير ( الأعشى ) أنشدني قبلك لقلت إنك أشعر أهل الأرض .
فأغضب ذلك حسان بن ثابت ، وقال للنابغة : أنا أشعر منك ومنها ومن أبيك.
قال النابغة : بماذا؟
قال حسان : بقولي :
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فقال النابغة للخنساء : خاطبيه يا خناس.
فقالت له الخنساء : أضعفت افتخارك و أنزرته (أي أقللت من قيمته) في ثمانية مواضع .
قال حسان : وكيف ؟
قالت : قلت : الجفنات ، والجفنات ما دون العشر ، ولو قلت : البيض (أي السيوف) لكان أكثر اتساعاً، واللمع شيء يأتي بعد شيء ، ولو قلت يشرقن لكان أكثر طرّاقا ، وقلت : أسيافنا والأسياف ما دون العشرة، ولو قلت سيوفنا : كان أكثر . وقلت : يقطرن ولو قلت : يسلن ، كان أكثر ، وقلت من نجدةٍ ، والنجدات أكثر من النجدة ، وقلت دماً ، والدماء أكثر من الدم.
فلم يُحر حسان جواباً ، وانصرف خجلا ً أمام فصاحة الخنساء و دقة ملاحظتها ، وقوة حُجّتها وبيانها .