سلام عليكَ
رماك السهاد..
سلام على وردة للإيابْ
على خفقة العطر وقت الرحيل
عليك على قبّرات الغيابْ..
سلام..سلامْ..
سلام عليك
وأنت تمشط شعر القصائدْ
وتغمض مثل الضحى وادعا
جميلا تخلّفك الأغنيات..
وتترك خلفك كل الجرائد
يفوتك وقت الرحيل الطويل..
وفي العين تخبو جميع المقاعدْ..
فلا قهوة ياصديقي ربحتَ
ولابسمة في ممر الحقائب
تدحرجها سنبلات البلاد..
أكنتَ نهرتَ البلابل يوما
وكانت تغني على راحتيك..
ولم تمنح الفل بعض بياض
لئلا يقود انقلابا عليك..
وهذا السنونو على سلك عمرك
غنى غناء العبور الى ضفتيك..
أتمضي وحيدا
ولا تمنح الورد اذن الدخول لتلك الحقائب..
أمحمود مهلا قطار الفراشات يبكي
وهذا الشتاء اغتراب المواقد..
وقلتَ غدا ياصديقي الجميل
تعود الأماني
وتنبض قيثارة الوقت
دفء الأغاني..
غدا ياصديقي يعود المطر..
فاركب حصان النهوض وهاجر
يبللك الوقت كيف يشاء..
فلا ثمّ حولك بعض رثاء..
أمحمود كم صدعتنا القوافي
وكم قطعّتنا المسافة نحو القصيدة
دون حداء..
فهل (كلنا شهداء)
هل كلنا شعراء..
تعال لنشرب في مصر نخب الحياة
ونلثم في تونس الكبرياء..
أمحمود يكفي رحيلا
بكت رفرفات الحمام..
أعدها قليلا
وقل سأعود..
حين يطل علّي النخيل جميل القوام..
وحين تسافر بين البلاد
تماما كأنك تحلم أن الجداول تمضي
بكل سلام..
وتحلم أنك أفرغت كل قوافل صمتك..ذعرك
أفرغت من سنبلات الفؤاد
حبوب الظلام..
سلام عليك..سلام علينا..
على وجنة الغيم عند الغروب
تصير قبورا لهذا الحمام
سلام..سلامْ
معتزأبوشقير