عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2010, 11:14 AM
المشاركة 25
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إنَّ المَسَافاتِ فِي دَرْبِي مُجَنَّحَــــــةٌ
يَكْبو على إِثْرِهَا البِرْذوْنُ والفـَرَسُ


وبعد أن يتساءل الشاعر أين الوميض؟ وأين السبيل؟ ويصف لنا تلك الحالة من الضياع والتيه وفقدان الاتجاه وانصهار تلك المشاعر الملتهبة في بوتقة الصدر...

ها هو في هذا البيت يخبرنا المزيد عن حالته النفسية فهو يرى المسافات بعيدة والسفر شاق وناءى إلى حد أن الفرس والبرذون، وهو حيوان اشد قوة وجلد من الفرس، تكبو كنتيجة لطول تلك الطريق التي يراها الشاعر مجنحة وبعيدة ومتعرجة وصعبة ووعرة وشائكة...

وفي ذلك كناية عن تلك الحالة النفسية التي يمر بها الشاعر في تلك اللحظة من مناجاة النفس...والتي يبدو فيها الشاعر وكأنه فقد الاتجاه والهدف أو انه يشعر بأن الوصول إلى هدفه أو أهدافه أمر بعيد المنال إن لم يكن ضرب من المحال.

وفي هذا البيت يأتي الشاعر على ذكر البرذون والفرس فيوقظ فينا موروث ثقافي غني كما يأتي على ذكر (المسافات/ ومجنحة ويكبو) وفي ذلك ما يشير إلى الحركة ويجعل البيت ينبض بالحياة أيضا. ويجعل المسافات مجنحة، إي ذات أجنحة، وفي ذلك تشخيص يجعل البيت ينبض بالحيوية.

ولا شك أننا نلمس من خلال النص ذلك الصراع الخفي الذي يدور في نفس الشاعر ربما حول الهدف من حياته وتلك الصعوبات الجمة التي تقف عائقا أمام تحقيقه لأهدافه...والصراع هو عامل آخر يجعل النص يضج بالحياة.

يتبع،،

شَوْطًا قَطعْتُ وَشَوْطٌ كادَ يَقْطعُنِــي
وَمُمْسِكٌ بِتلابِيبِ المَدَى النَّفَـــــــسُ