عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2010, 12:22 PM
المشاركة 22
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


يُدَقُّ حِينَ يَصُبُّ الغَيْمُ أحْرُفَــــــــهُ
زَخَّاتِ حَشْرَجَةٍ يَهْمِي بهَا الهَـــــوَسُ


في هذا البيت يخبرنا الشاعر بأن ذلك الجرس الكائن في زاوية من زوايا الذات الشاعرة... يدق حين يصب الغيم أحرفه... ولا بد أن الشاعر يشبه هنا ذاته الشاعرة بالغيم الذي يصب أحرفه كزخات حشرجة...والأحرف لا بد أنها كناية عن الأشعار أو الأفكار أو الأحاسيس والمشاعر التي تهطل في ذات الشاعر على شكل زخات وكأنها زخات المطر، أي غزيرة ولها صوت الحشرجة وربما في استخدام كلمة حشرجة ما يشير إلى الألم والمعاناة.

كما يخبرنا الشاعر بأن مصدر كل تلك الزخات هو الهوس، وهي حالة نفسية تصيب الذات الشاعرة فينتج عنها زخات من الأفكار أو الأشعار أو الأحاسيس والمشاعر تنهمر كما المطر في ثنايا الذات الشاعرة...ومثل هذه الحالة النفسية التي تشير إلى افتنان أو هوس الشاعر بأمر ما وربما هي ذاته الحساسة الشاعرة والتي دائما تغمرها الأحاسيس الملتهبة! وهي حتما ما يتسبب في أن يدق ذلك الجرس المخبوء في ناحية من نواحي الذات الشاعرة.

وهذا البيت يستنفر حواس المتلقي ويوقظها بسبب استخدام كلمات (يدق، وزخات، وحشرجه)، وفيه صورة شعرية جميلة للغاية...وفيه تشخيص للهوس.