عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
4855
 
دكتور محمد نور ربيع العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


دكتور محمد نور ربيع العلي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
163

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Jul 2012

الاقامة
الامارات

رقم العضوية
11374
09-25-2016, 09:37 AM
المشاركة 1
09-25-2016, 09:37 AM
المشاركة 1
افتراضي مناظرة سيبويه والكسائي في الميزان
مناظرة سيبويه والكسائي في الميزان
بقلم د. محمد نور العلي
.........................
منذ السنوات الأولى وأنا أسمع قصة موت سيبويه ولكن أجد في نفسي منها شيئا
والقصة وجدت في عشرات المصادر
وذلك أن سيبويه الامام العلامة العلم، شيخ النحاة من لدن زمانه إلى زماننا هذا، كما قال الحافظ ابن كثير وغيره .
وقد أخذ العلم عن الخليل بن أحمد ولازمه، وكان إذا قدم سيبويه عليه يقول الخليل: مرحبا بزائر لا يُمل. وذلك لجماله وحمرة وجنتيه حتى كانتا كالتفاحتين. وسيبويه في لغة فارس رائحة التفاح.
القصة تقول :
أن سيبويه قدم يريد مقابلة الكسائي ومحاورته ومناظرته , والكسائي كان مقربا من الخلفاء ومؤدبا لأبناء هارون الرشيد وله مقام كبير في اللغة والقراءات وغيرها .. ولما حضر سيبويه حصلت مشادة بينه وبين الفراء والأحمر حيث كانا متعصبين للكسائي .. ولما حضر الكسائي تناظرا في شئ من مسائل النحو فانتهى الكلام إلى أن قال الكسائي:
تقول العرب: ( كنت أظن الزنبور أشد لسعاً من النحلة فإذا هو إياها) فقال سيبويه : (فإذا هو هي )
. والقصة تقول : أنهما تشاجرا وتحاكما إلى أعرابي وتواطأ الأمين بن هارون الرشيد لأجل شيخه الكسائي ورشوا الأعرابي فقال : القول ما قال الكسائي . فقال سيبويه : مروه أن ينطق بها فإنه لا يستطيع ذلك ... وعلى أثر ذلك حزن سيبويه ومات رحمه الله تعالى .
بالنسبة لي حين سماعي لهذه القصة تأثرت لأجل سيبويه .. وحملت على الكسائي .. ولكن بعد ذلك تابعت المسألة ونظرت في تراجم الرجلين فإذا هما عملاقان من عمالقة العلم .. وهما تلميذا الخليل بن أحمد الفراهيدي .. فوصلت إلى قناعة أن هذا الذي حصل لا يليق بمقام الكسائي .. ومن ثم فإن القصة في النفس منها شيء .. وبينما أنا أتابع القراءة في سير أعلام النبلاء وإذا بالذهبي يقول : وقد جمع يحيى البرمكي ببغداد بين سيبويه و الكسائي للمناظرة بحضور سعيد الأخفش والفراء وجرت مسألة الزنبور ( وهي كذب ).
وللعلم لم أجد سوى الذهبي من قال بتكذيب هذه القصة .. وأنا أميل إلى ذلك . والله أعلم .
د. محمد نور العلي