عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2011, 02:49 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]

2- تراث غلغامش في اللغة الأكدية:

‌أ - إن مجموعة غلغامش البابلية القديمة التي تتشابه إلى حد كبير مع المجموعة السومرية، مع ظهور ملامح خاصة بالمرحلة البابلية، تعود إلى الثلث الأول من الألف الثانية قبل الميلاد، وقد وُجِدَتْ نسخ منها منتشرة في أرجاء منطقة الرافدين كافة، وشكلت مادة ثرية لظهور «ملحمة الاثني عشر لوحاً».

‌ب - ملحمة غلغامش، أو ملحمة الاثني عشر لوحاً باللغة الأكدية النينوية، وهي تعود إلى نحو 1200 ق.م حين ظهر كاتب يدعى سين - لِقِه - أونّيني Sin-Leqe-Unnini الذي تمكَّن من جمع حكايات غلغامش المعروفة في عصره، وأعاد صياغتها شكلاً ومضموناً، في ملحمة مأسوية تعالج موضوعات الصداقة والبطولة والأفعال المجيدة والموت المرير والبحث اليائس عن الخلود، وكذلك موضوع العلاقة الوثيقة بين وجود الإنسان وقدره المحتوم والغامض الذي لا يمكن التنبؤ به.

وهذا النص المدوَّن على رُقم طينية هو الذي أمر آشور بانيبال نحو 650 ق.م بنسخه لمكتبة قصره في نينوى، كما وُجدت نسخ أخرى عنه في مدينة آشور وبالقرب من حرَّان وكذلك في أوروك نفسها. وبالمقارنة بين هذه النسخ تمكن العلماء الآثاريون من التوصل إلى صيغة النص المتداولة عالمياً منذ النصف الثاني من القرن العشرين، التي ترجمت إلى العربية أربع مرات، مرة من قبل طه باقر في العراق، وثانيةً من قبل محمد نبيل نوفل وفاروق حافظ القاضي في مصر، وثالثةً من قبل سامي سعيد الأحمر عن الأكدية، ورابعةً من قبل فراس السواح في سورية. وفي هذه الأسطورة البابلية ثمة أحداث وتفصيلات وأوصاف لم يرد ذكرها في الأشعار السومرية، ومنها خلق الآلهة لابن الطبيعة إنكيدو، رفيق الحيوانات والنباتات، وكيف تهذبه وتحضّره «عاهرة» المدينة ليصبح من ثم صديقاً حميماً لغلغامش يشاركه في أعماله البطولية كافة، إلى أن تعاقبه الآلهة بالموت لما ارتكبه من أخطاء بحقها، والحدث الآخر الذي يشكل نصف الملحمة تقريباً هو رحلة غلغامش بعد موت إنكيدو للبحث عن سر الخلود عند جده القصي أوتنابشتيم Utnapishtim وما يلاقيه من عناء ومخاطر خلالها، ولقاؤه بساقية الحان الحكيمة سيدوري، ثم لقاؤه بجده الذي يجرّعه الحقيقة المريرة حول نهاية البشر، والذي يهديه تعويضاً يتجلى في نبتة الشباب التي تسلبه إياها الأفعى، ليعود إلى أوروك كسير النفس ويبدأ بتشييد أسوارها المنيعة لحماية أهلها ومعابد آلهتها.
تبرز خصوصية ملحمة غلغامش في تأكيدها أسلوب الحياة والمفاهيم الدينية، وبلورتها فلسفة الحياة البابلية. وقد كان لها تأثير عميق في كثير من أساطير الآلهة والأبطال الإغريق، ويعزو عديدٌ من الباحثين كثيراً مما ورد في الكتب المقدسة إليها.

م ن ح- الموسوعة العربية


مراجع:
ـ صموئيل كريمر، من ألواح سومر، ترجمة طه باقر (القاهرة 1956).
ـ فراس السواح، قراءة في ملحمة جلجامش (دمشق 1978).

[/justify]

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)