عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2013, 11:26 AM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا راما

الصحيح انه لا ينبغي الخوف من هذه القدرة لأنها نعمة وليست نقمة.. لكنني أتفهم ذلك الشعور وأتفهم لماذا يقوم معظم الناس بمحاولة كبت تلك القدرات وإنكار وجودها.


أما سبب لماذا لا ينبغي الخوف فلأننا الآن نعرف بأن دماغ الإنسان عبارة عن كون مجهول وعلى الرغم من تطور العلوم المتخصصة في دراسة الدماغ لكنه يظل كون غامض. بل يبدو أن مزيد من الأبحاث تؤشر إلى أن الدماغ اعقد مما كان العلماء يعتقدون قبل عشر سنوات مثلا.

وفي نفس الوقت هناك ما يشير إلى أن الدماغ يمتلك قوة كامنة لا محدودة ولا نهائية أحيانا توقظ هذه القوة كنتيجة لأحداث يمر فيها صاحب الدماغ وعلى شاكلة صاحب القصة الذي تحدثنا عنه في المقال مطلع هذا الموضوع.

كما توقظ هذه القوة اللامحدودة أحيانا كنتيجة للظروف التي يمر بها الإنسان خاصة في طفولته المبكرة وقد أشارت أبحاثي في المجال أن صدمة الفقد وأهمها اليتم تؤدي إلى إيقاظ مزيد من الملكات والقدرات في الدماغ ولو أننا أجرينا دراسة على الأيتام لوجدناهم جميعا يمتلكون قدرات تتفاوت طبعا بين يتيم وآخر لعدة أسباب.

وسنجد انه كلما تعددت المآسي وكلما وقعت في سن مبكرة كان أثرها على الدماغ أعظم.

وبالتالي نجد آن الأشخاص الذين يفقدون الأب قبل الولادة ثم تتكرر مآسي الفقد لديهم لاحقا على ( شاكلة نيوتن مثلا والذي فقد الأب قبل الولادة ثم تزوجت أمه وتركته ثم مات زوج أمه ) قد امتلك قدرات لا يمكن اعتبارها عادية بل هي استثنائية بكل المقاييس مما أدى إلى وضعه أسس كل العلوم المعروفة اليوم تقريبا.

وقد وجدت من خلال أبحاثي المنشور معظمها هنا أن زمن وقوع الصدمة يؤثر أيضا على المجال الذي تبرز فيه القوة.

أي أن اثر الصدمة يكون اقل كلما تأخر العمر ويستمر التأثير إلى أن يصل الإنسان إلى عمر الحادية والعشرين وهي السن الذي اتفق العلماء انه سن النضوج العقلي والجسدي أي سن اكتمال نمو أعضاء الجسم بما فيها الدماغ فيكون التأثير في أدنى حالاته على الرغم انه لا ينتفي بشكل كامل وهناك ما يشير بأن عقول الناس تعمل بصورة مهولة واستثنائية في فترات الحزن والحداد التي تعقب موت الأحبة.

ونجد أن كثير من الأفكار والمخرجات الإبداعية الاستثنائية ولدت في أذهان أشخاص عانوا من تجربة الفقد وقد ولدت هذه المخرجات الإبداعية أثناء فترة الحداد وفي ذلك مؤشر على أن الدماغ يعمل بصورة فوق عادية كنتيجة لما يصيبه من الحزن والألم وعلى الرغم من الكيفية التي يحدث فيها ذلك.

وما يؤشر إلى أن العقل يمتلك قدرات لا محدودة ولا نهاية ويمكن أن ينتج عنها امتلاك الشخص لما نسميه بالقدرات الخارقة ومنها القدرة الداخلية موضوع الحوار هنا ...أمرآن:
- تاريخا نجد أن بعض الأفراد أو المجموعات نجحوا في تطوير فلسفات وآليات لتحسن أداء الدماغ ولو أخذنا مثلا ممارسة رياضة اليوغا أو التأمل لوجدنا أن الأداء الجسدي والعقلي يتضاعف مئات المرات وربما ألاف المرات وملايين المرات في بعض الحالات وهذه لا مجال للتشكيك فيها فيمكن مشاهدتها هذه الأيام في كل مكان ومن ذلك تمكن هذا الشخص الماليزي من حرق الجريدة بقوة التركيز ومن خلال وضع يديه على الجريدة فقط ودون استخدام أي نار لاشعالها.
- ولقد اختبرت شخصيا اثر هذه الرياضة على الإنسان أثناء دراستي الجامعية ومن واقع ما توصلت أليه من استنتاجات خلال بحثي التحقت بمعهد لتعليم رياضة التكاوندوا في أمريكيا وكان المدرب شخص من كوريا... طبعا ذهلت لقدرات ذلك المدرب وكان ممارسا للعبة لمدة طويلة وقد أصبحت شخص آخر بعد ممارسة اللعبة لعدة أشهر فقط على سبيل التجريب.
- أيضا نجد أن بعض من يمارس طقوس الخلوة تحديدا مع التكرار والتمرين والعزلة وما إلى ذلك من طقوس يمتلك في نهاية المطاف قدرات مشابهه لتلك التي يمتلكها ممارس رياضة اليوغا.
- وتكون هذه القوة مذهلة أحيانا فيتصور ممارس هذه الرياضة انه أصبح كائنا ملائكيا أو انه توحد مع قوة الكون بأكملها أو أن حلولا قد حصل لديه أي انه أصبح هو والقوة الأعظم ( الله سبحانه وتعالى )واحد. وللتبسيط نجد الصوفية يفسرون ذلك على أن نقطة الماء عندما تندمج مع البحر تصبح هي والبحر واحد ويكون لها قوة البحر. لكن التفسير الافتراضي للذي حصل هو مجرد تحفيز لتلك الطاقة الكامنة اللامحدودة واللانهائية الكائنة في الدماغ .
- أما المؤشر الآخر الذي يشي بأن الدماغ يمتلك تلك الطاقات والقدرات اللامحدودة فهو ما يحدث عند وقوع صدمة اليتم. لدينا الآن إحصائيات تشير إلى أن أي مجموعة من العباقرة في أي مجال هم من الأيتام وبنسبة تزيد على 50% دائما ولو توفرت معلومات كاملة وصحيحة عن أفراد هذه المجموعات لوجدنا أن نسبة اليتم ترتفع إلى ما يزيد على 90% وقد تصل إلى 100% ذلك إذا ما كان اختيار أفراد العينة سليما وعلى أسس موضوعية غير متحيزة.
- ولو أخذنا مثلا الأدباء الأيتام كدليل على وجود تلك القدرات الاستثنائية لوجدنا أن عقول هذه الفئة من الأدباء تكون أحيانا قادرة على توليد نصوص كودية تحمل على معاني مستقبلية. وأحيانا تشتمل هذه المخرجات الإبداعية على استشراف لأحداث مستقبلية. ولا شك أن هذه القدرات ناتجة عن زيادة في نشاط الدماغ والذي ينتج بدوره عن صدمة اليتم.

نستنتج من كل ما سبق أن الدماغ آلة تعمل بمبدأ الطاقة وان هذه الآلة غير محدودة القوة وان ارتفاع نسبة الطاقة في الدماغ لعدة أسباب أو إخضاع هذا الآلة لتمارين رياضية محددة يمكن أن يؤدي إلى ظهور قدرات متفاوتة قد تصبح خارقة عند البعض.

طبعا هذه القدرات تكون على عدة أشكال كما هو مبين في المقال باللغة الانجليزية والذي سنحاول ترجمته لاحقا ومن تلك القدرات امتلاك البعض لما يعرف بالـ psychic power وهي تلك القدرات الداخلية على شاكلة ما هو موصوف في المقال في مطلع هذا الحوار.

فإذا كانت القدرة الخارقة هي إحدى مظاهر قدرات الدماغ الكامنة والمهولة واللامحدودة فما الداعي للخوف؟

رغم أنني أجد بأن الخوف مشروع لان مظاهر هذه القوة قد يكون مذهل أحيانا.