الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2020, 03:14 AM
المشاركة 546
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
ماذا تعرف عن فن المقال الساخر ...؟
بقلم : بوزيان حجوط


توطئة بالمناسبة
تحية ابدعية خالصة إلى الأستاذة الكريمة غادة قويدر والمشرفة المتألقة على منبري الشعر الفصيح والأدب العالمي. وإلى كل قراء ومبدعي ومثقفي موقعنا الرائع منابر الفكري والثقافي الهام.
قرأت باهتمام كبير مقالتك الجميلة المحتوى والمطرزة بمعلومات قيمة سواء على المستوى الشكل أو المضمون.بخصوص فن المقالة وأنواعها وعناصرها .
فلم أجد بدا أن أدلو بدولي في محاولة متواضعة للنبش عميقا في جغرافية وتضاريس كل ما يتعلق بفن المقال الأدبي وتحديدا فن المقال الساخر. ملتمسا من الأستاذة غادة أن تقبلي ملاحظاتي المتواضعة التي تصب في قلب ومضامين فن المقالة الأدبية.
لنبدأ:
1 رغم وجاهة وقراءة الأستاذة غادة قودير لفن المقال. إلا أنني اعتقد جازما وبمنطلق عشقي الكبير قراءة وممارسة لفن المقال ولمدة تزيد عن 10 سنوات من المتابعة والكتابة ، وربما هذا يشفع لي كي أدلو بدلوي في الموضوع بدون عقدة نقص،أو ما شابه ذلك .ورغم أن غايتي القصوى هو تسليط بعض الأضواء الكاشفة على هذا الجنس الرائع الأدبي وهو فن المقالة.لتعميم الفائدة وهذا هو المرجو والهدف العميق أصلا.
فن المقالة هو بحر.بلا ضفاف يمتد نحو أقاصي الدهشة ومتعة القراءة الواعية.. بل أكاد أجزم أنه محيط شاسع من الأسرار الكامنة، والتوغل فيه مغامرة محفوفة بشتى اللامتوقع . فبدون ربان ماهر، وكاتب محترف في الغوص ومتمكن في فن التقاط تفاصيل الأشياء. وله دراية واسعة في ملكوت اللغة ، حيث التعابير المجازية وفن التناص ، والبلاغة البليغة ، وصور التشبيه بمعنى أن يكون متمرسا في أصول اللغة. ناهيك عن إلمامه الواسع في شتى صنوف الثقافة العامة بكل روافدها المختلفة (/ علة التاريخ – قصص التراث – الحكايات الشعبية – علم النفس – الفلسفة – الصحافة بكل ألوانها ....،) مستلهما منها ..خبرات وتجارب يصقلها في قوالب تضيف بهاء وبنيانا شامخا في بناء معمارية فن المقالة. ناهيك عن موهبة عميقة ترصد بقرون استشعار خاصة ما خفي عن الآخرين..فيأتينا بالجديد والممتع والمدهش في نفس الوقت. دون ا، يصيبنا الملل أو الرتابة ، او القنوط حتى . خاصة أننا أصبحنا نرى ونعاين مئات المقالات التي تنشر يوميا وتباعا في استسهال مريب لجماليات فن المقال ..فنرى ونشاهد بأم العين نصوصا ومقالات لاتسر الناظرين ولا تفرح القلب . ولاتضيف معرفة ولا جديدا لدى المتلقي المفترض.بل تساهم، وتزيد من ضغط الدم ونسبة الكآبة في نفوس العديدين من الناس..
2 لا يجب مطلقا الاستهانة والتقليل من شأن فن المقال ، فهو فن عظيم وبالتالي يجب على كل ممارس له أن يتزود بشتى الفنون الأخرى كي يستطيع أن يبدع وينتج لنا نصا رائعا بمقاييس فن المقالة التي تبهر الذات والآخر. وبالتالي ليس كل من كتب مقالة نحكم عليه كونه يجيد فن أصوله ويجيد المشي في سراديب دهاليزه المغرية والمحفوفة بشتى النكسات للذي لايملك مقومات فن المقال.
بمعنى أوضح - فن المقال فن صعب المراس - وليس كل من هب ودب يستطيع أن يكتب أي شيء ثم يستريح معلنا نشوته انه يجيد فن كتابة المقال.
3 ربما أغفلت أو تناست الفاظلة غادة قويدر نوعا رائعا من فن المقال وهو المقال الساخر.وهذا النوع أصبح يعرف تطورا هائلا في الغرب ويمنح لأصحابه شهرة واسعة. وفي هذا الباب اود تذكير كل أصدقائي والمهتمين بفن المقال أن أ وضح بعض عناصر فن المقال الساخر وهي مناسبة حميدة لتكملة ما خلصت إليه الأستاذة المتألقة غادة.
ويمكن تحديد أركان أساسية لفن المقالة الساخرة ، يمكن إيجازها فيما يلي:
- مبدأ مخالفة الواقع ولغة التماثل
- مبدأ المراوغة في اللغة واللفظة
- مبدأ المفارقة والمبالغة واللامتوقع
- استدعاء المعجم البلاغي ( التناص / التشبيه / التراكيب ...)
-قلب المعنى/ التعليل / الفجائية
هذه بعض عناصر وركائز فن المقال الساخر الذي يمنح أفقا شاسعا للقارئ المفترض.
باختصار، فن المقال الذي لايدهشك صديقي القارئ ولا يثير فيك ثورة جميلة في أعماقك ، ولا ينتشلك من رتابتك ...وسكونك اليومي ..ولا يغريك أكثر أن تطرح أكثر من سؤال وأكثر من تساؤل..هو مقال فاشل بامتياز.لذا أمنيتي الكبيرة أن يستدرك الكثيرون خصوصا الذين يكتبون في مثل هذه المواضيع أي فن المقال الساخر أن يراجعوا أوراقهم مرة ثالثة ؟؟ فالبقاء دوما للجيد والأجمل ....وللحديث بقية
*ملحوظة هامة : كتبت هذا النص مباشرة بعد قراءتي للنص الذي كتبته الأستاذة المقتدرة والفاضلة غادة قويدر والمشرفة على منبري الشعر الفصيح والأدب العالمي .تعميما للفائدة ـومحاولة متواضعة لفتح نقاش ثقافي رصين وجدال فكري هادف وحضاري بامتياز..ونرحب وبكل حفاوة بكل الأقلام والمهتمين بهذا الموضوع للخوض فيه والسباحة في مياهه العميقة لاشك في ذلك ...فتسلحوا رجاء أصدقائي بكثير من الجرأة والتسلح بالأدوات اللازمة للإبحار.
مع فائق محبتي وودي الثقافي.
توقيع بوزيان حجوط
شاعر وكاتب
من المغرب

منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10641

وحيدة كالقمر