نظرة حب كانت تائهة…
قالت له معلمة التربية الإسلامية وهي تشير بإصبعها نحو درس اليوم، احفظ هذه الآية جيداً
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ "
وصمتت المعلّمة بينما أخذ التلميذ( سيف الدين) يردد ما سمعه من مرة واحدة، مما أسعدها، خاصة أنه كان لا يُحسن الحفظ في الدروس السابقة، ولذا حددت له واجب الغد بمشيئة الله،ثم عاد إلى بيته، فالامتحانات على الأبواب، وأبواه لا يكفان عن التصريح بذلك له ولأخته التي تصغره بعامين.
صافح الفتى مكتبه المكدس بالكتب، وزفر في تقزز وفي عجالة سريعة أعاد عليه الكراسات في مكانها المحدد وأيضا الكتب جعلها بجوار بعضها البعض في شكل محبب ثم التفت إلى جهاز الكومبيوتر وأوقف شحنه وفصل عنه الكهرباء وفي أوج انشغاله كاد أن يصطدم بحقيبته الرياضية وهي مُلقاة على أرض الغرفة في إهمال. تناولها أفرغها من ملابس التمرين ووضعها في الحمام ثم أبعدها جانباً ولسان حاله يهمس، لا وقت للنادي، وإذا بصوت مدرّسيه يملأ عليه أجواء غرفته.
- أرقامك ضعيفة في الرياضيات.
- اللغة العربية شرحها طويل، يحتاج وقتاً كافياً.
- أمّا التاريخ فلا يجدي معه غير الحفظ.
وشعر الفتى ذو الثانية عشرة من عمره بالتقصير، تُرى هل سيجد وقتاً لكل هذا؟
وفي الحال أسرع يؤدي صلاة العصر مردداً الآية التي حفظها منذ قليل بعد أن تبادل مع أبويه
نظرة حب كانت تائهة.
التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 03-15-2021 الساعة 12:35 AM