عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 02:19 AM
المشاركة 30
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
* أَمْسِ:
اسمُ عَلَمٍ على اليوم الذي قبل يومِكَ، ويُستعمل فيما قَبْلَه مَجازاً وهو مبنيُّ على الكسر (وبنو تميم تُعربه إعْراب ما لا يتصرف فتقول: "ذهبَ أمسُ بما فيه" برفع "أمس")، إلاَّ أن يُنْكَّر بأن يُرادَ به يومٌ مَا فيُنَوَّن، أو يُكَسَّر (يكسر: أي يجمع جمع تكسير)، أو دَخَلتْهُ "ألْ" أَوْ أُضيفَ، أُعْرِب بإجْماع.
* أنْ: بمَعْنى "لِئِلا" كقَوْلِكَ "رَبْطتُ الفَرَس أنْ تَنْطَلِق" أي لِئَلا تَنْطَلِق.
قال الله تعالى: {يُبَيِّن اللَّهُ لكمْ أَنْ تَضِلُّوا} (الآية "176" من سورة النساء "4" ). مَعنَاه لِئَلا تَضلوا، وقال تعالى: {وَأَلْقَى في الأرضِ رَوَاسِيَ أنْ تَميدَ بكُم} (الآية "15" من سورة النحل "16" ). أي: لئلا تَمِيدَ بكم، وقال: {إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمواتِ والأرضَ أنْ تَزُولاَ} (الآية "41" من سورة فاطر "35" ) معناه ألاَّ تَزولا.
وقال عمرو بن كلثوم:
نَزَلتُم مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّا * فَعَجَّلْنَا القِرَى أنْ تَشْتِمُونا
والمعنى: لئلا تَشْتِمُونا.
والأَوْلى في مثلِ هذا أنْ يُقَدَّرَ مُضَافٌ فالمعنى في قولِكَ: "ربطتُ الفرَسَ أنْ تَنْطِلق" خَوْفَ أَنْ تَنْطلق، كذلك المَعْنى في الآية الأولى: يبيّن الله لكم خَشْيَةَ أَنْ تَضِلّوا، وكذلك: وَأَلْقَى في الأرْضِ رَوَاسِيَ خَشْيَةَ أنْ تَمِيدَ بكم، وكذَلِكَ في البيت: فَعَجَّلْنا القِرَى خَشْيَة أن تَشْتِمُونَا.
والمُضافُ المحذُوف: مفعولٌ لأجْلِه.
* إنْ بمعْنى إما:
قد تكونُ "إن" في بعْضِ حالاتِها بمعنى "أما" وعلى ذلك قول دُرَيد بن الصِّمَّة:
لقد كَذَبْتَكَ نَفْسُك فاكْذِبَنْها * فإنْ جَزَعاً وإنْ إجْمَالَ صَبْر
قال سيبويه: فهذا مَحْمُولٌ على "أما" وليسَ على الجزاء، يريد أنَّ "إن" في هذا البيت يُرادُ بِها أحَدُ الشَّيْئين، فاضَّطُر الشاعرُ فحذفَ "ما" فَبَقِيَتْ "إن" والمَعْنى: فإمَّا. ومثلُه قَوْلُ النِّمر بن تولِب:
سَقَتْه الرَّواعدُ مِنْ صَيِّف * وإنْ مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعدَما
قال سيبويه: يريد: وإمَّا مِنْ خَرِيفٍ.
وقال الأصمعي: "إن" ههنا بمعنى الجَزَاء، أرَادَ: وإنْ سَقَتْه مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعدَمَ الرَّيّ، وبهذا القَولِ أخَذَ المُبرِّد وقال:
لأَنَّ "أما" تكون مُكَرَّرَة، وهي ههنَا غير مكرَّرة، وهي ههنَا غير مكرَّرة، ويجبُ على قولِ الأصْمعي: أنَّه يَعْدَم الرَّيَّ، لأنه قال: وإن سَقَتْه من خَريفٍ فلن يعدَمَ الرَّي.
فكأَنَّه يعدَم الرَّي إن لم يَسقِه الخَريف.
كما قال الهَرَوِيُ، وليس هذا مراداً.
* أَنْ الزَّائِدَة:
هيَ التَّالِيةُ لـ "لَمَّا" الحينية نحو: {فَلَمَّا أنْ جَاءَ البَشِيرُ} (الآية "96" من سورة يوسف "12" ). ومثلُه قولُ لَيلى الأَخيلية:
ولَمَّا أنْ رَأَيْتُ الخَيْلَ قُبْلاً * تُبَارِي بالخُدُودِ شَبَا العَوَالي
والواقِعَةُ بينَ الكَافِ ومجرورِها كقول كَعب بن أرْقَمَ اليَشْكري:
ويَوماً تُوافِينا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ * كأَنْ ظَبْيَةٍ تَعْطُة إلى وَارِقِ السَّلمَ
أو بَيْنَ فعلِ القَسَم وَلَوْ، كقولِ المسيَّبِ ابْنِ عَلَس:
فَأُقْسِمُ أَنْ لَوْ الْتَقَيْنَا وَأَنْتُمْ * لكانَ لكُم يومٌ مِن الشَّرِّ مُظلِمُ
(الرواية الصحيحة "وأقسم لو أنا التقينا" ولا شاهد فيه)
* أَنْ المُخَفَّفَة مِنَ الثّقيلة:
هي الوَاقِعَةُ بَعْدَ عِلْمٍ نحو {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} (الآية "20" من سورة المزمل "73").
وأَجْرَى سيبويه والأخْفَشُ: "أَنْ" هذه بعد الخَوْف مُجراهَا بَعْدَ العِلْم، لتَيقُّنِ المَخُوف نحو "خفْتُ ألاَّ تَفْعلُ" و "خشِيْتُ أَنْ تَقُومُ" ومِثلُ ذلك أَنْ تَقَع بعد نحو "أكثرُ قَوْلي أنْ بَكْرٌ ظريفٌ" ومثله "أَوَّلُ مَا أَقُولُ أنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم".
ومثله: {وآخِرُ دَعْوَاهُم أنِ الحمدُ لله ربِّ العَالمين} (الآية "10" من سورة يونس "10" ).
أمَّا الواقعةُ بَعْدَ الظَّنِّ فالأَرْجَحُ أنْ تَكُونَ ناصِبَةً، لذلك أجْمَعَ القراءُ عليه في قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أن يُتْرَكُوا} (الآية "2" من سورة العنكبوت "29" ). ويجوزُ اعْتِبَارُها مُخَفَّفةً كَقِراءَة: {وَحَسِبوا أَلاَّ تَكُونُ فِتْنَة} (الآية "71" من سورة المائدة "5" ).
وإذا خُفِّفَتْ "أَنْ" المَفْتُوحةُ يَبْقَى العَمَلُ وُجُوباً، ولكن يَجَبُ في اسمِها كونُهُ مُضْمَراً مَحْذُوفاً.
وأمَّا قولُ عمرة بنت ابن العَجْلان:
بأَنْكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مَرِيعٌ * وأَنْكَ هناكَ تكونُ الثِّمَالاَ
فضرورة ويجبُ في خَبَرِها أنْ يَكُونَ جُملةً، فإنْ كَانَتْ اسْمِيَّة، أو فِعْليَّةً فِعْلُها جَامِدٌ، أو دُعاء، لم تحتج إلى فاصل نحو: {وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينِ} (الآية "10" من سورة يونس "10" ). {وَأَنْ لَيْسَ للإِنْسَانِ إِلاَّ ما سَعَى} (الآية "39" من سورة النجم "53"). {والخَامِسَةَ أَنْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْها}(الآية "9" من سورة النور "24" ). والقِراءةُ المشهورَةُ: {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا}. بتشديد نون أنَّ. ويَجِبُ الفَصْلُ في غَيْرِهِنَّ بـ "قَدْ" نحو {وَنَعْلَم أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} (الآية "113" من سورة المائدة "5" ). أَوْ "تَنْفَيس" نحو {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} (الآية "20" من سورة المزمل "73"). أَوْ "نَفْيٍ بِلاَ أَوْ لَنْ أَوْ لَمْ" نحو {وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُون فِتْنَة} (الآية "71" من سورة المائدة "5" )، على قراءة الرفع في تكونُ {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيهِ أَحَد} (الآية "5" من سورة البلد "90") {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَد} (الآية "7" من سورة البلد "90"). على جواز أن تأتي أن المخففة بعد الظَّن، أو "لو" نحو {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أصَبْنَاهُمْ} (الآية "100" من سورة الأعراف "7" ). {وأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا} (الآية "16" من سورة الجن "72"). وَيَنْدُرُ تَرْكُ الفَصْلِ بواحِدٍ منها كقوله:
عَلِمُوا أَنْ يُؤَمَّلُون فَجَادُوا * قَبْلَ أَنْ يُسْأَلُوا بأعْظَمِ سُؤْل
* أن التَّفْسِيرية:
أنْ هذه بمنزِلةِ أَيْ، وذلك مثلُ قولِه عز وجل: {وانْطَلَقَ المَلأُ مِنْهُمْ أنِ امْشُوا واصْبِرُوا} (الآية "6" من سورة ص "38" ) لأنَّك إذا قلت: "انطَلَق بنو فلان أنِ امشوا، فأنْتَ لا تُرِيدُ أن تُخبر أنَّهم انْطَلَقُوا بالمَشْي ومثلُ ذلكَ: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إلاَّ ما أَمَرَتني بِهِ أنِ اعبُدُوا اللَّهَ} (الآية "117" من سورة المائدة "5" ) ومثل هذا في القرآن كثير.
وأمَّا قولُه: "كتبتُ إليه أنِ افْعَلْ" و "أمَرْتُهُ أنْ قُمْ" فيكون على وجهين:
على أنْ تكون "أنْ" التي تَنْصِبُ الأفعال وصَلْتَها بِفِعلِ الأَمْر. والوَجْهُ الآخَرُ أنْ تكونَ بِمَنْزِلَةِ "أيْ" كما كانت في الأول.
وأما قوله عز وجل: {وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمين} (الآية "10" من سورة يونس "10" ) فأنْ هُنَا مُخَفَّفَةٌ من الثّقِيلة.
والمُتَأَخِّرُون يَقُولُون في تعريف "أنْ" المفسِّرة هي التي يَسْبِقُها مَعْنَى القَولِ دُونَ حُروفِهِ، ويكون بَعْدَهَا جملةٌ.
* أَنْ المَصْدَرِيَّة:
هي أَحدُ نَواصِبِ المُضارع، وهي والفعلُ بمنزِلةِ المَصْدَر، وعلى هذا يجوز تَقْدِيمُها وتَأْخِيرُها، وتَقَعُ في كُلِّ مَوْضعٍ تَقَعُ فيه الأسْماء، إلاّ أنَّ المضارعَ بَعْدَهَا لِمَا لم يَقَع - أي للمُستَقبل نحو قولك: "أَنْ تَأْتِيَني خَيرٌ لك" وقَوْلِه تعالى: {وأْن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} (الآية "184" من سورة البقرة "2" ) و "يسُرني أنْ تَجلِسَ" وقوله تعالى: {والذي أطْمعُ أنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين}.
وإن وَقَعَتْ على فِعلٍ ماضٍ كانتْ مَصْدَراً لِمَا مَضَى، تَقول: "سَرَّني أنْ قُمتَ" وقال الله عز وجل: {وامرأةً مُؤمِنَةً أنْ وَهَبتْ نَفْسَها للنبي} (الآية "50" من سورة الأحزاب "33" ) قراءة بِفَتْحِ أنْ، ونحو "سَاءَني أنْ كَلَّمَكَ زَيْدٌ وأَنْتَ غَضْبان" أي لهذه العِلَّةِ. وتقول "عَسَى زيدٌ أن يَقْرَأَ" أنْ مع الفعل بتأويل المصدر، ولكنْ لا يجوزُ أنْ تُظهِر المصدَرَ مع عَسَى، فتقولَ "عَسَى زيدٌ القيام" لأنَّ المصدَرَ يكونُ للماضِي والحَاضِرِ والمستقبل و "عسَى" إنما تُعدُّ لما يَقَعُ و "أنْ" النَّاصِبَةُ لا تَقَعُ ثابِتَةً، وإنَّما تَقَعُ مَطْلُوبةً أو مُتوَقِّعَة نحو "أرْجُو أنْ تَذهب" "وأتَوقَّع أنْ تأتي" أما الثَّابِتة التي لا تَقَعُ إلاّ بعدَ ثابتٍ فهي المُخَفَّفَةُ من الثقيلة، وإذا وَقَعتْ بعدَها الأفْعالُ المُسْتَقْبلة وكانَتْ بينَها وبينَها "لا" فإن عَمَلها على حالِه، تقول: "أُحِبُّ أَلاَّ تَذْهَب" و "أكْرَهُ ألاَّ تُكلِّم زَيداً" والمعنى: أكْرَه تَرْكك كلامَ زَيدٍ، ومنه قولُه تَعَالى: {إلاَّ أَنْ يَخَافَا أنْ لا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} (الآية "229" من سورة البقرة "2" ).
وَقَدْ يَشْتَرِكُ بالعَطْفِ بالوَاوِ، أو الفَاءِ، أوْ ثُمَّ أو فعلٌ آخرُ في "أَنْ" تقول: "أُرِيدُ أنْ تقومَ وتكرم زَيْداً" و "أرِيدُ أنْ تَأْتِيَني فَتُؤْنِسَني" و "أرِيدُ أن تَجلِسَ ثُمَّ نَتَحدَّثَ".
فإن كانَ الفِعْلُ الثاني خَارجاً عن مَعْنى الأَوّل كان مَقْطوعاً مُسْتَأْنَفاً أي لا يَتْبَعُ النَّصْب بأنْ نحو: "أُرِيدُ أن تَأْتِيَني، فتقْعُد عَني؟" و "أرِيدُ أنْ تُكْرِم بَكْراً، فتهينه؟" كما قال رُؤْبة أو الحُطَيئة:
والشِّعْرُ لا يَضْبِطُه من يَظْلِمُهْ * إذا ارْتَقَى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ
زَلَّتْ بِهِ إلى الحَضيضِ قَدَمُهْ * يُريدُ أن يُعرِبه فيُعجِمُهْ
والشاهِد "يُعْجمُه" إذْ رفَعَه وقَطَعَهُ ولم يَعْطِفه، والعَطْفُ خَطَأٌ بالمَعْنَى، والمعنى: فإذا هُو يُعْجِمُهُ، و "أنْ" أمْكنُ الحُرُوفِ في نَصْبِ الأفعال. لذلك تَنْصِبُ ظَاهِرةً ومُضْمَرةً، فالظاهِرَةُ كما تَقَدَّم.
وأَمَّا المضمرَةُ: فتُضْمَرُ وجوباً في خمسَةِ مواضع:
بعد "لامِ الجُحُود" بعد "أو" بمعنى "إلى" أو "إلاَّ"، بعد "حَتَّى"، بعد "فاء السَّببيَّة"، بعد "واو المعيَّة".
(=كُلاَّ في حرفه).
وتُضمرُ جوازاً بعد خمسة أيضاً:
(1) لام التعليل، إذا لَمْ يَسْبِقْها، كونٌ مَنْفِيٌّ، ولم يَقْتَرِن الفعل بـ "لا" الزائدة أو النافية، نحو {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العَالَمينَ} (الآية "71" من سورة الأنعام "60") و{وَأُمِرْتُ لأَنْ أكُونَ أَوَّلَ المُسْلِمين} (الآية "12" من سورة الزمر "39" ) فإن سُبِقت بالكون وجَبَ إضمار "أَنْ" وتكون اللامُ لامَ الجحود (انظرها في حرفها)، وإنْ قُرِن الفِعلُ بـ "لا" النافية، أوِ الزَّائِدة، وَجَبَ إظْهَارُها، فالأَوَّل: نحو {لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} (الآية "150" من سورة البقرة "2" ) والثاني: {لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتَابِ} (الآية "29" من سورة الحديد "57") أي ليعْلَمَ.
والأربعةُ الباقِيةُ "الواوُ، الفاء، أَوْ، ثُمَّ". إذا كانَ العطفُ بها على اسمٍ صريحٍ.
فمِثالُ "الواو" قولُ مَيْسُون زَوجِ مُعاوِية:
وَلُبْسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرَّ عَيْني * أَحَبُّ إليَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوف
(وتقَر: وتُسر، الشُّفُوفِِ: واحِدُها شفْ وهي الثياب الرقيقة)
ومثالُ "الفاءِ" قَوْلُ الشاعر:
لَوْلاَ تَوَقُّعُ مُعْتَرٍّ فأُرْضِيَه * ما كُنْتُ أُوثِرُ إتْراباً على تَرَب
(التوقع: الانتظار، المعتر: السائل، الإتراب: مصدر أترب إذا استغنى، والترب: مصدر ترب إذا افتقر)
ومثال "أو" قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أو يُرْسِلَ رَسُولاً} (الآية "51" من سورة الشورى "42" ) ومثال "ثُمَّ" قولُ أَنَس بن مُدْرِكة الخَثْعمي:
إِنِّي وَقَتْلِي سُلَيْكاً ثُمَّ أَعْقِلَهُ * كالثَّورِ يُضرَبُ لمَّا عَافَتِ البَقَرُ
والنصب بـ "أَنْ" مُضْمَرة في غيْرِ مَا مَرَّ شَاذٌ كقولهم في المثل "تَسمعَ بالمُعَيْدي خَيْرٌ من أَنْ تَرَاه" (للمثل روايات منها هذه، ومنها: سَمَاعُك بالمُعَيْدي ومنها: أَنْ تَسمعَ بالمعيدي، ويضرب هذا المثل في الرجل تسمع عنه أكثر مما ترى فيه). وقول الآخر: "خُذِ اللِّصَّ قَبْلَ يَأخُذَكَ".
ولا يجوزُ - عند البَصْريين - النصبُ على إضمار "أَنْ" في غير ما تقدَّم وبعضهم يُجيزه واسْتَشْهد بقول طَرَفة:
أَلاَ أيُّهذا الزَّاجري أحضُرُ الوَعَى * وأنْ أَشْهَدَ اللَّذاتِ هل أَنْتَ مُخْلِدِي
ويُنشِده سيبويه بضم الراء من أَحْضُرُ مع اعتِرافه أنَّ أصْلَها: أنْ أحْضُرَ.
وبعضهم: يرويها: أحْضُرَ بالنصب على تقدير أن، وحسن ذلك عنده قول الشاعر بعدها: وأنْ أشهد.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني