الموضوع: الزمن الهجين
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2319
 
الدكتور ابراهيم الحمد
من آل منابر ثقافية

الدكتور ابراهيم الحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
6

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jan 2015

الاقامة
العراق

رقم العضوية
13526
01-27-2015, 11:51 PM
المشاركة 1
01-27-2015, 11:51 PM
المشاركة 1
Post الزمن الهجين
الزمن الهجين


لم يبْقَ إلاّ أن وتُشرِقُ دونَهُ
ويعودُ من بعدِ العذابِ يقولُها

هذي أزامينُ العذابِ تَرودُهُ
ويرودُ ضلةَ عسفِها ضِلّيلُها

كم ساورتْ أحزانَهُ أثقالُها
وتكسّرت فوقَ النصالِ نصولُها

وتناوحتْ ريحٌ تجرُّ ذيولَها
من فوقهِ والسافياتُ ذيولُها

لا غيمَ يعزفُ للربيع مواسماً
من أين تحيا واليبابُ قَؤولُها

وعلى شتاءِ الأمنيات تناوحتْ
مزنٌ بأضرحةٍ يعزُّ نزولُها

خيطتْ على جمرِ اللهاثِ مهيضةً
ترجو وفي عنقِ السّما تهليلُها

حتى اذا انتبهتْ رأتْ أن المسا
جرحٌ وأن العاصفاتِ حقولُها

لا شيءَ مثلَ الحزنِ تعشقُ روحُهُ
ويداهُ من خشبٍ فكيف يَشيلُها

لو جمرةٌ حلّت بكعبةِ روحِهِ
وجيوشُ إبرهة اللعينِ وفيلُها

كلُّ احتمالاتِ الأسى بدموعهِ
ويشدُّ أحزمةَ الحصى ويقيلُها

فَرِحاً تراهُ الناسُ وهوَ مقطّعاً
يعلو على الأوجاعِ وهو قتيلُها

دامٍ وفي عينيهِ ألفُ معاندٍ
وكمثلهِ العنقاءُ وهو مثيلُها

تنتابُهُ أسجاعُهُ وسيولُها
كالخيلِ تلتهمُ الدروبَ حجولُها

وكأنّها مزنٌ تجيءُ مُحَمّلا
تٍ برقُها عرسٌ فكيف هطولُها

هنَّ الحروفُ السامقاتُ قوافياً
لولاهُ مَنذا في الوجودِ يقولُها

ولكلِّ بيتٍ قصةٌ وغوايةٌ
فالشعرُ مثلُ الخيلِ قَلَّ أصيلُها

لكنهُ الزمنُ الهجينُ ترودهُ
هُجْنٌ يُجلجلُ في السرابِ صَهيلُها

حتى السيوفُ تبدّلت أطباعُها
صمَتَتْ غدا عندَ الحرابِ صَليلُها

دارت عليهِ الصاعقاتُ الماحقا
تُ النازلاتُ المستحيلُ نزولُها

وارْبدّت الأكوانُ حول مكوثِهِ
فكلَيلةٍ ظَلْما تَلَيّلَ ليلُها

يا مستحيلَ الصّبرِ تسألُ ظِلَّهُ
ريحٌ السؤالِ وقد يموتُ سَؤولُها

لما ترى عمقَ الأسى بمثولِهِ
تنأى ليبحثَ عن سِواهُ مُثولُها

هي غربةٌ في الروحِ ماتَ دليلُها
فغدت بلاداً واهنٌ تشكيلُها


اعمل بمحبة