أُحِبُّ أبا بَكْرٍ أو أبو بَكْرٍ يُخطِّئونَ من يقولُ : أُحِبُّ أبو بكرٍ أو أُعجِبْتُ بأبو بكرٍ . ويقولونَ : إنَّ الصَّوابَ هو : أُحِبُّ أبا بكرٍ, وأُعجِبْتُ بأبي بكرٍ . والحقيقة هي أنَّ الجملَ الأربعةَ صحيحةٌ . وقد درجَ النّاسُ على التَّسمية ببعضِ الأسماء الستَّة , وهي : ( أبٌ , وأخٌ , وحمٌ , وفمٌ , وهَنٌ - بمعنى شَيْ - , وذو .... - بمعنى صاحب - ) , مثل أبو بكرٍ , أبو الخير , ذي النّون , ذي يَزَن . فإن سُمِّيَ باسمٍ مضافٍ من تلكَ الاسماء الستَّة , جازَ في العَلَمِ المنقولِ منها , أحدُ أمرين : ( 1 ) إعرابهُ بالحروفِ , كما كانَ يُعربُ أولاً قبلَ نقلهِ إلى العَلَمِيَّةِ , مثل : أبو بكرٍ عظيمٌ , إنَّ أبا بكرٍ عظيمٌ , إعجابي بأبي بكرٍ عظيمٌ . ( 2 ) أن يلتزِمَ العَلَمُ صورةً واحدةً في جميعِ الأوضاعِ الإعرابية , وهي الصّورةُ التي سُمِّيَ بها واشتهرَ . نحوَ : كان أبو بكرٍ أولَ الخلفاءِ الرّاشدينَ , إنَّ أبو بكرٍ أوّلُ الخلفاءِ الرّاشدينَ , إيمانُ أبو بكرٍ عظيمٌ . فكلمة ( أبو ) ونظائرها من كلِّ عَلَمٍ مُضافٍ صدرهُ من الاسماء السّتًّةِ يلتَزِمُ حالةً واحدةً لا يتغيَّرُ فيها آخِرُهُ , ويكونُ معها مُعرباً بعلامةٍ مقدَّرَةٍ , سواءٌ كانتِ العلامةُ حرفاً أم حركةً على حَسبِ اللغاتِ المختلفةِ . ويرى - النحو الوافي - أنَّ الأمرَ الثاني أنسبُ وأولى لمطابقتهِ للواقعِ الحقيقي البعيدِ عنِ اللَّبْسِ , ولأنَّ بعضَ المعاملاتِ الرَّسميَّةِ لا تجري إلاّ على أساسِ الاسمِ الرَّسميِّ المعروفِ . أمّا الآخَرونَ فيُؤثِرونَ الأمرَ الأولَ , أي تُعربُ الاسماءُ السِّتَّةُ دائماً ( بالحروفِ ) , ليضعوا سدّاً بينهم وبينَ الجملةِ المألوفةِ : " في المسألةِ قوْلانِ " . واللهُ أعلمُ . حميد عاشق العراق 12 - 10 - 2013