عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2017, 12:15 AM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذة ريما

مهما بلغت جودة اللغة والاسلوب فلن يستمتع بالرواية شخص غير مطلع على الفكر الصوفي لانها تعالج حياة متصوف ومهما كانت حياة ذلك الشخص مثيرة وفيها من المغامرة الكثير فلن تشكل قوة جذب الا لمن يهتم بقراءة الروايات من نمط السيرة فلها طعم تاريخي وقد تبدو أحداثها مملة عند البعض رغم انني وجدت فيها ما يكفي من الشد والتشويق لاتابع القراءة حيث وصلت الى الصفحة 59 اي بداية السفر الثاني.

لا شك ان الرواية تستحق الاهتمام لان الكاتب استطاع ان يحول حياة شخص بكل ما فيها من احداث وتفاصيل لا اعرف كيف استطاع جمعها الى قصة لكن الخطورة في ان يكون قد قصد تمرير الفكر الصوفي عن طريق الاسلوب القصصي المشوق والذي يسلب القلوب احيانا فتتعطل العقول.

شخصيا اجد صعوبة في قبول الفكر الصوفي رغم انني أحاول التعامل مع اي فكر بعقل متفتح . وظني ان الكاتب يسوق من خلال هذه الرواية لمثل هذا الفكر بقصد او عن غير قصد والذي اجد فيه الكثير من الخزعبلات.

خذي مثلا ما يقوله في بداية السفر الاول والحديث لابن عربي طبعا صاحب السيرة موضوع الرواية " أعطاني الله برزخين . برزخ قبل ولادتي وآخر بعد مماتي . في الاول رايت أمي وهي تلدني وفي الثاني رايت ابي وهو يدففنني . "

لا اجد حرج في ان يحاول الانسان تصور او تخيل كيف كانت حياته في رحم امه وقد فعلت هذا تحديدا عند كتابتي لسيرتي الذاتية لكن ان يدعي الصوفي ان هذه المعرفة كانت بكشف من الله فهذه هي الخزعبلات غير المقبولة . حيث يقول " رايت كل هذا بكشف من الله الاعم ونوره الأسنى في سنوات قليلة من برزخين".

ولا بد ان في الرواية بالضرورة الكثير من العبارات التي تقع ضمن هذا السياق وسأحاول رصدها ووضعها تحت الضوء الكاشف هنا.

واضح ان البعض ما زال يعتقد بان ممارسة الطقوس الصوفية تجعل الصوفي يرتقي الى حالة روحانية فلا يعود بشريا وانما نورانيا وهذا في تصوري الشخصي حالة ذهانية تقع للانسان كنتيجة للظروف الصادمة والصعبة التي يمكن ان يختبرها او التي يمكن ان يمارسها كطقوس فيظن انه اصبح على اتصال مباشر مع الله متوحدا معه جل جلاله كما تتوحد القطرة مع البحر.