عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2017, 03:59 PM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
Feb 14, 2017Aliaa Mohamed rated it really liked it
Shelves: 2017


دائمًا عندما أقرأ أي رواية مرشحة لجائزة البوكر سواء في قائمتها الطويلة أو القصيرة أحدد في المراجعة الخاصة بها إذا كانت تستحق التأهل أم لا، ولكن هذه المرة سأشذ عن تلك القاعدة وسأقول أن تلك الرواية أكبر في قيمتها من الترشح لتلك الجائزة التي أصبحت بعيدة كل البعد عن حسابات العقل والمنطق وظهر ذلك جليًا في نوعية الأعمال الفائزة خلال السنوات القليلة الماضية..
في تلك الرواية، ابتعد " محمد حسن علوان " عن التيمة المتبعة في رواياته السابقة، العلاقة بين الرجل والأنثى، العاطفة دون غيرها، الخسارات والانكسارات، المفاجآت والهزائم، شروخ القلب ومآسيه، هنا سلخ علوان جلده تمامًا وبدأ مسيرة جديدة في حياته ككاتب..
" موت صغير " الرواية التي يمكن أن نقول عليها سيرة للشيخ الأكبر " محيي الدين بن عربي "، بن عربي الذي ذاع صيته أكثر مع ظهور وسائل الاتصال الاجتماعي وانتشار مُحدثي القراءة، وربما أيضًا الرومانسيين..
ولكن، هل فقط فكرة الرواية تعتمد على سرد المعروف من حياة بن عربي؟ بالتأكيد لا وهنا التفرد حيث قرر علوان الدخول في عش الدبابير وكشف كل ما عايشه الشيخ الأكبر في حياته حتى لو كان هناك أمور يخجل من ذكرها المتصوفة ولكن طالما حدثت بالفعل فلا بد من كشفها للقاريء..
نكتشف في تلك الرواية أن " بن عربي " شخص عادي يخطيء ويصيب، يرتكب آثام ويقع في المحظور، يسقط في الحب مرارًا وتكرارًا، عانى من لوعاته كثيرًا، وربما كل ذلك ساهم في خروج " بن عربي " بالشكل المتعارف عليه حاليًا..
من الأمور المميزة أيضًا في الرواية هو عدم الاعتماد الكلي على سيرة " بن عربي " ولكن تطرق الكاتب أيضًا إلى أحوال البلدان المختلفة التي زارها " بن عربي " بحثًا عن أوتاده الأربعة وكيفية تفاعله معها لنجد أنه ليس فقط مجرد شخصًا يُعتمد عليه في أمور العيش والوله ولكن يُعتمد عليه أيضًا في أمور السياسة والثورة!
هناك كذلك المخطوط الحائر الذي ظل طيلة صفحات الرواية ينتقل من يد لأخرى من أجل المحافظة على سيرة الشيخ الأكبر، ربما ذلك المخطوط هو من زود ثقل تلك الرواية في نظري ولم يجعلها مجرد سرد جاف لحياة " بن عربي ".
اللغة لا غبار عليها، فهذه عادة علوان وقدراته المتعارفة ولكن يبدو أن " بن عربي " أظهر المزيد من تلك القدرات، ولولا الظروف قبح الله وجهها لربما انتهيت من قراءة تلك الرواية في يوم واحد!
هناك فقط ملحوظة لدي وهو أن الأجزاء الأولى من الرواية أقوى بكثير من الأخيرة، وهناك فصول أيضًا لم تكن تتعدى صفحاتها سوى 5 وهو أمر ليس كافيًا بالنسبة لي، ليس نقطة سلبية بالطبع ولكنها جاءت مبتورة لي ولم أشعر بالشبع معها..
التقييم النهائي: 4 نجوم وأنصح بقراءتها..

تحديث: مبروك وصولها إلى القائمة القصيرة للبوكر
تحديث ثانِ: مبروك فوز الرواية بجائزة البوكر، تستحقها عن جدارة (less)