عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2020, 06:35 PM
المشاركة 684
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... تَطْلُبُ أَثَرَاً بَعْدَ عَيْنٍ ....

العَيْن : المعاينة .
يضرب لمن ترك شيئاً يَرَاه ثم تبع أثره بعد فوت عينه .
قال الباهلي : أولُ من قال ذلك مالك بن عمرو العاملي .
وفي كتاب أبي عبيد مالك بن عمرو الباهلي ، قال : وذلك أن
بعض ملوك غَسَّان كان يطلب في عاملَةَ ذَخْلاً ، فأخذا منهم
رجلين يقال لهما مالك وسِمَاك ابنا عمرو ، فاحتبسهما عنده زماناً
ثم دعاهما فقال لهما : إني قاتل أحَدَكما فأيكما أقتل ، فجعل كل
واحد منهما يقول : اقتلني مكان أخي ، فلما رأى ذلك قتل سماكاً
وخلى سبيل مالك ، فقال سِماك حين ظن أنه مقتول :


ألا من شَجَتْ ليلة عامدَهْ
كما أبداً ليلَةٌ واحدَهْ

فأبْلِغْ قُضَاعةَ إن جِئْتَهم
وخُصَّ سَرَاةَ بني ساعدَه

وأبلغ نِزَارَاً على نأيها
بأنَّ الرِّمَاحَ هي العَائِدَهْ

وأقْسِمُ لو قَتَلوا مالكاً
لكُنْتُ لهم حَيَّةً رَاصِدَهْ

برأس سبيل عَلَى مَرْقَبٍ
ويوماً على طُرُقٍ وَارِدَهْ

فأمَّ سِمَاكٍ فَلَا تَجْزَعِي
فَلِلْمَوْتِ مَا تَلِدُ الوَالدهْ


وانصرف مالك إلى قومه ، فلبث فيهم زماناً ، ثم إن رَكْبَاً مروا
وأحدهما يتغنى بهذا البيت :

وأُقْسِمُ لو قتلوا مالكاً
لكنتُ لهم حَيَّةً رَاصِدَهْ


فسمعت بذلك أم سِماك فقالت : يا مالك قبّح الله الحياة بعد
سماك ، أُخْرُجْ في الطلب بأخيك ، فخرج في الطلب ، فلقي قاتل
أخيه يسيرُ في ناسٍ من قومه ، فقال : من أحَسَّ لي الجمل الأحمر
فقالوا له وعرفوه : يا مالك لك مئة من الإبل فكُفَّ ، فقال
" لا أطلب أثراً بعد عين " فذهبت مثلاً ، ثم حمل على قاتل أخيه
فقتله ، وقال في ذلك :


يا راكِباً بَلِّغَن وَلا تَدَعن
بَني قُمَيرٍ وَإِن هُمُ جَزِعوا

فَلْيَجِدُوا مثلَ ما وَجَدْتُ فَقدْ
كنتُ حَزِيناً قد مَسَّنِي وَجَعُ

لا أسمعُ اللهوَ في الحديثِ ولا
ينفعُني في الفِرَاشِ مُضْطَجَعُ

لا وَجْدُ ثَكْلَى كما وَجَدْتُ ولا
وَجْدُ عَجُولٍ أَضَلَّها رُبَعُ

ولا كبيرٍ أَضَلَّ ناقَتَهُ
يومَ تَوَافَى الحَجِيحُ واجْتَمَعُوا

ينظرُ في أَوْجُهِ الرِّكابِ فلا
يَعْرِفُ شيئاً والوَجْهُ ملتمعُ

جَلَّلتْهُ صارمَ الحديدة كالـ
ـملحِ وفيه سَفَاسِقٌ لُمَعُ

بينَ ضُمَيْرٍ وباب جِلَّقَ في
أثوابِهِ منْ دِمَائِهِ دُفَعُ

أَضْرِبُهُ بادياً نَوَاجِذُهُ
يدعو صَدَاهُ والرّأسُ مُنْصَدِعُ

بني قُمَير قَتَلْتُ سيّدَكم
فاليومَ لا رَنَّةٌ ولا جَزَعُ

فَاليَومَ قُمْنَا عَلى السَّوَاءِ فَإِنْ
تجرُوا فَدَهري وَدَهرُكُم جَذَعُ