تعاني اوروبا هذه الايام من ازمة ثقيلة ونسمع تصريحات لم نكن نسمعها وتتضارب السياسات حول قضية اللاجئين واليات التعامل معهم ولكن هناك اجماع من كل الاطراف تقريبا ولو ان بعضها يتحدث باستحياء حول خطر هذه الهجمة من اللاجئين غير المرغوب فيهم وعلى اعتبار انها اصبحت تشكل خطر وجودي على اوروبا لا بد من عمل كل شيء من اجل منعه ومكافحته ...حتى ان البعض اصبح يخشى من ان يلعب العامل الديمغرافي دوره في اسلمة المجتمعات الاوروبية ...
فهل ينتج عن كل ذلك تغير في التوجهات السياسية وانظمة الحكم بحيث تصل بعض الانظمة المتطرفة ذات التوجهات العنصرية النازية الى الحكم؟ وهي التي تتبنى منع المهاجرين من الوصول الي تلك البلاد ؟ اليس هذا ما يحدث في امريكا حيث يكتسح مرشح مشبع بالافكار العنصرية وهو ينطق بها ولا يخفيها الانتخابات الاولية بصورة فوق عادية وبارقام فلكية حتى ان البعض اصبح يعتبره الفائز في الانتخابات من الان نظرا لما يحققه من فوز غي رمسبوق...فان كانت مؤسسة الحزب الجمهوري عجزت عن وقفه هل يمكن للحزب المنافس ان يوقفه؟ وهو يمتلك لسان سليط يحرق فيه خصومة ويكفيه ذلك حتى انه لا يحتاج الى طرح برامج عمل ..فقد صرح قبل ايام مثلا بأن احد منافسيه وهو من اصل كوبي قائلا عنه "ربما انه غير مؤهل ولا يحق له المشاركة في الانتخابات" وهو يشير طبعا في ذلك الي اصوله الاسبانية ...ولكن هذا التصريح لوحده كان كفيلا بأن يحرق التأيد لذلك المنافس ويحصل على نصف ما حصل عليه صاحب التوجهات العنصرية حتى من ابناء الجالية التي كان يعتقد البعض بأنها ستمحه تفوق فوق الاخرين؟ وكذلك فعل مع بقية منافسيه فهذا ضيف وذلك معتوه وتلك قبيحة وتلك تنزف دما من كل نواحي جسدها ...ان الكلمات تخرج من كحد السيف فتقتلهم ولا احد يسمي عليهم...الى حد ان الساحة اصبحت خالية له تماما تقريبا؟
فهل يقوم مثل هذا الزعيم وبالتحالف مع اوروبا المتضرر الرئيس من الازمة التي لم يحدث مثلها خلال القرن الماضي كله على احتلال البلاد العربية والبلاد التي تصدر المهاجرين بهدف وقف الهجرة والحفاظ على مجتمعاتهم ؟
هل يطبقون مبدأ ان الهجوم خير وسيلة للدفاع؟
هل يعود الاستعمار من هذه البوابة ؟