الموضوع: قُبلة الوداع
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3216
 
خالد البلوشي
من آل منابر ثقافية

خالد البلوشي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
62

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Feb 2014

الاقامة
Dubai

رقم العضوية
12745
06-07-2014, 01:37 PM
المشاركة 1
06-07-2014, 01:37 PM
المشاركة 1
افتراضي قُبلة الوداع


قُبلة الوداع

*

كان حذاء منتظر الزيدي حديث الجميع في فترة من الفترات ، فليس من السهل أن ترشق الحذاء في اتجاه الرئيس الأمريكي ، و الفرصة التي حانت للزيدي لا تتكرر كثيراً لأن الموقف يحتاج إلى شجاعة بالغة ، و هذا ما فعله الرجل و هو يصوّب حذائه اتجاه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قائلاً له : هذه قبلة الوداع يا كلب .

و إذا كان حذاء الزيدي هو حديث الأعلام بمختلف وسائله في فترة من الفترات ، فإن حذاء سندريلا كان الشغل الشاغل لعقود من الزمن ، و سيظل هذا الحديث مستمراً لأن الناس تميل إلى الرومانسية أكثر من ميْلها إلى الحروب ، كما أن مقابلة أميرٍ وسيم في صالة رقص ملكية ألطف بكثير من مقابلة رئيسٍ دموي في قاعةٍ أُعدّت للحديث عن الحروب و القتلى ، و مع الأمير الوسيم خسرت سندريلا فردة حذاء و أما مع السفاح الأمريكي فقد خسر المسلمين آلاف الضحايا و تشتّتت آلاف العوائل .

و بخلاف المُتعارف عليه من كون الأحذية تحمي القدمين عند المشي فإن بعض النسوة استخدمن الأحذية في ردع الشباب المعاكس لهن ، كما أن بعضهن يعرفن قيمة الرجال من خلال النظر في أحذيتهم ، و الأديب الإيطالي البرتو مارافيا ذكر في إحدى كتاباته أن زوجة العمدة في أحد الأرياف الإيطالية قالت لِرَجُلٍ كان يُعاكسها : أرني حذاءك كي أعرف من تكون ؟ و بهذا القدر كان هوكين ولز يرى الأوضاع الاقتصادية في لندن ، فهو وبحكم عمله في مكتبه في القبو كان أقصى ما يراه من النافذة هو أحذية المارة ، فأخذ يعرف أقدارهم من جودة الأحذية التي يرتدونها و كان يقول : أيُّ أزمة في أغنام و أبقار استراليا تظهر نتائجها فوراً على جودة الأحذية في بريطانيا .

و عندما أرسل الحارث بن عباد سفارته للزير سالم طالبه إما بإيقاف الحرب حقناً للدماء أو بالأخذ بدم ابنه بجير مقابل كليب ، فقتل المهلهل بجيْر و هو يقول " بل بشسع نعل كليب " ، و في ذلك قال ابن عباد :

قَتَـلـوهُ بِشِسـعِ نَعـلٍ كُلَيـبٍ
....................... إِنَّ قَتلَ الكَريـمِ بِالشِّسـعِ غـالِ


و رغم أن الغالبية تناست منتظر الزيدي إلا أن فعلته ستبقى خالدة كسابقة لم يجرؤ أحدٌ على القيام بها ، و ستظل قبلة الوداع التي أرسلها إلى بوش محل تقدير لدى الغالبية و سوف نتسائل يوماً عن عدد الذين يحتاجون لقبلة وداعٍٍ من هذا النوع .



الأَفكارُ مُعْفَاةٌ مِنَ الضّرِيبَة.

" كامدن "

*
twitter : @k4rak