عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2014, 12:31 AM
المشاركة 52
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
سأكتفي هنا بالمتناقضات في تحليلك


تقول :

هناك أكثر من موضع مثل قوله تعالى: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} {اعبدوني ولا تشركوا بي شيئاً} وكل موضع يجتمع فيه العبادة ورفض الشرك في القرآن تكون العبادة مسبقة على النهي عن الشرك، وهذا هو منهج القرآن وعلينا أن نتبعه، وبالتالي النظر إلى تحقيق العبودية الكاملة أولاً وأن تكون الحياة كلها لله وليس فقط النسك ثم نفي وإبعاد أي شرك ثانياً، لا أن يكون المهم هو نفي الشرك مع الاقتصار على النسك فقط.


جميل وهل هذه الآية خارجة عن منهاج القرآن الذي رسمته أنت لأنني عندما أقول أنك أنت من يرسم ويكره الآيات على قول ما في نفسك فأنا أتحدث بأدلة من القرآن والسنة ، و لا أعترض على كلام الله أبدا بل أعترض على سياقك في توظيفه . فكل هذه الآيات التي أتيت بها سياقها واضح وهو توحيد الألوهية ، الذي لا يتم الإيمان إلا به و هي كلها ترمي إلى الإخلاص لله في القول والعمل و هو توحيد وعقيدة .
لا بأس يقول الله تعالى في سورة الأنبياء الآية 25
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)

وعندما قلت لك أن أخطاءك كثيرة وتظهر تباعا فأنا أقصد ما أقوله وليست حتى أخطاء بسيطة ، بل هي أخطاء جسيمة لأنها في الأصل الذي تبنى عليه الأفكار . فالتوحيد هو الأصل و منه يتفرع كل الدين . فلا يمكن بناء استدلال علمي على معطيات مغلوطة .
السلام عليكم..
الزميل ياسر علي..
معذرة ..
أنت لم تحدد لنا ما هو الدين ولا الأخلاق ولا العقل ولا المنطق ولا ما هو التناقض، تخيل أنك ترد بمسلمات لا تقدم تعريفها، ولم تعرف شيئاً وإنما تريد الجمود والاتباع بلا تبصر.
أسألك هل الدين أخلاق؟ لكن لا تجيب ، وأسألك لماذا لم يكن الدين كله أخلاق؟ لكنك أيضاً لا تجيب، أريد أن أعرف أين موقع الأخلاق من الدين؟ ولا تعرف، ولماذا يحتاج الدين للأخلاق كمكمل وهو مختلف عنه ومن مادة أخرى؟
ما هي مادة الدين وما ماهيته وكيف نصنفه؟ فلا تقل أنه دين وكفى، وما هي مادة الأخلاق ولماذا لم يندمجا؟ لا تعرف، قلت لك هل الدين أخلاقي أو لا؟ وتهربت من الجواب، أقدم لك الأدلة وتقول أنها فهمي أنا المقحم على القرآن وبدون إثبات من حضرتك!

الله يقول {يعصمك من الناس} وأنت تقول (يعصمك من الذنوب)، وبنفس الوقت تحرم تحريف الكلم عن مواضعه مع أنك حرفت الكلم عن موضعه، فبدلاً {من الناس} صارت (من الذنوب أو عواقب الذنوب) ، وبقدرة قادر يكون كلامك هو كلام الله وكلامي من عندي مع أنه بنص الآية! وتبقى أنت الصح وأنا الخطأ دائماً ولا تحتاج إلى أدلة!

الله أمرنا أن نعبده على بصيرة وأنت لا تريد البصيرة وتقول: اتبع بدون تفكير، فهل أنت الله لنطيعك؟! الله يقول على بصيرة وأنت تقول بلا بصيرة فأيكما نتبع؟!

أقول لك أن العبادة لفظاً وذكراً مقدمة في القرآن، إن لم يكن في كل المواضع فهو في أكثرها على الأقل، وأتراجع عن التعميم إن كنت عممت، وهذا شيء منطقي، فالمهم هو العبادة بشرط أن تكون لله، مثلما تريد من عامل أن يعمل عندك على شرط ألا يعمل عند غيرك، فهل المهم ألا يعمل عن غيرك أو الأساس أن يعمل عندك؟! هذه بديهية عقلية؛ لأن المهم هو العبادة لكن لها شروط ولا تكون الشروط مقدمة على الأصل في أي شيء، فهل شروط الزواج أهم من الزواج؟؟! أنت تريد مثلاً الزواج من امرأة مسلمة فهل المسلمة ألزم من امرأة! فلابد أن يتحقق وجود المرأة أولاً ثم ننظر هل هي مسلمة أم لا، فإذا لم يوجد امرأة فلا قيمة للشرط في غياب المشروط، فالملحد مثلاً لكونه لا يعبد الله ولا غيره كما يدعي، فهل مشكلته التوحيد أو العبادة أصلاً، هل تقول أن الملحد غير موحد؟

الشيء الأساسي أنه يمكن أن توجد العبادة بلا توحيد ولكن لا يوجد توحيد بلا عبادة، والمستقل هو الأصل، والشرط تابع للمشروط، إذن الأصل هو العبادة والفرع هو التوحيد، وحتى في الآية التي استشهدت بها {أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} فالانصباب على كلمة "اعبدون" ، ولم يقل أنه لا إله إلا أنا فوحدون، وبالتالي قد لا يكون تعميمي خطأ.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أول ما بدأت به كلامي معك هو أنه يمكن اعتبار الدين أخلاقيا و لكن لا يستلزم أن الدين يساوي الأخلاق .
و قلت لك أن الدين جميل و لكن هذا لا يعني أن الدين هو الجمال .
و الدين محبوب و هذا لا يعني أن الدين هو الحب .
و الدين لذيذ و هذا لا يعني أن الدين هو اللذة .
و الدين حلو و هذا لا يعني أن الدين هو الحلاوة .
و تبقى كل تلك الصفات جزء من الدين و لست أدري إن كنت علميّ التوجه لتعرف الفرق بين الاستلزام والتكافؤ .
لأنه لو كان هناك تكافؤ هنا لقلنا أن الأخلاق هي الجمال و الجمال هو الحب و الحب هو اللذة و اللذة هي الحلاوة .

و لو أخدنا الدين كمجموعة و الأخلاق كمجموعة يستحيل أن يكون هناك تطبيق تقابلي كعلاقة رياضية ضاربة في المنطق .
الأحكام العامة تطلق على المادي وعلى المعنوي، فتقول الزهرة جميلة، وهذا الجسم جميل، وتقول الرحمة جميلة وعبادة الله جميلة، إذن الدين هو الجمال المعنوي لأنه فضائل، والأخلاق صور الفضائل في الخارج أو تعبير عن الفضيلة سواء كان هذا التعبير صحيحاً أو خاطئاً، وكذلك الحب ينطبق على المادي والمعنوي، فالحب على معنوي هو دين، لأن الدين ينطبق على الحياة وليس شيئاً مغلقاً على نفسه كما تحب أن تصوره ككتلة غير محددة المعالم ولا يعرف ماهيتها تحتاج شيئاً من الأخلاق لتسلكها فقط.

أنا قدمت تعريفاً للدين فماهو تعريفك؟ ولا تقل أنه عقيدة وشريعة وأخلاق.. فكل هذا ما هو؟ وإذا لم يكن الدين أخلاقاً فما يكون؟ وكررت هذا السؤال ولم تجب عليه، وأنا أريد جوابه من باب البصيرة ، وأنت تقول لا تكلف نفسك بإجابات مثل هذه الأسئلة! بينما الله جعل البصيرة شرط أساسي للعبادة .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
تقول :
يا أخي لكل مقام مقال ولا تخلط الأمور مع بعضها، هذا الكلام عن الأخلاق بالضبط هو كلام الليبراليين والعلمانيين والملاحدة فهل تريد إلباسه لباساً دينياً؟! الله مدح رسوله بأنه على خلق عظيم فتبعاً لكلامك عن نسبية الأخلاق وتطورها أن أخلاقه بالنسبة لغيره وأن الأخلاق تطورت عبر 1400 سنة تطورت عن أخلاق الرسول حتى وصلت لتحريم التعدد وحقوق المثليين المساكين وإباحة الإجهاض وقتل المواليد كعمل أخلاقي كما هو ثابت لك..!

جميل تحاكمني إن أتيت بكلامك و منطوقه و حرفيته و علقت عليه ، وتأتي أنت بكلام بئيس من دماغك وتسقطه علي ، أدخلت الخليلات و أدخلت المثليين و زد على ذلك .
هناك تطور في الأخلاق و لولا التطور ما تجدد الدين وما استطاع البقاء ، لأن كل جمود يعني الزوال .
هناك نسبية في الأخلاق لأنها تنسب للظرف و كفى .
قل لي ما الذي يمكنه أن يتجدد في الدين العقيدة أو العبادة أو الأخلاق .
و استعمل العقل الذي تفتخر كثيرا بامتلاكه .
رغم أن العصر تجاوز العقل كقوة صانعة للمعرفة كما تتصور فلسفة العقل و وصل إلى العقل التواصلي الحواري المتعدد . و يظهر هذا جليا في استغرابك كيف يمكن للمرء أن يجمع بين السلفية و الفكر الإنساني .
الفضيلة لا تتغير، والأخلاق صور للفضيلة قد تكون ثابتة أو تتغير، لكن الفضيلة لا تتغير، مثل الكرم كفضيلة لا يتغير لكن طبيعة الكرم وطريقة الدعوة ونوع الطعام ...الخ تتغير تبعاً للظروف، لكن الفضيلة نفسها لا تتغير، وهذا التغير غير مهم ، فشخص بدوي يذبح لك خروفاً أو قروي يذبح لك ديكاً أو مدني يدعوك إلى المطعم أو أمريكي يجعلك تحاسب عن نفسك -كما يشاع- ليس مهماً.. فالمهم أن كلاً منهم أكرمك بطريقته، فالنية هي الأهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات) فالنسبية التي تذكرها ويذكرها الغربيون هي في السلوك الأخلاقي وليس في نيتها، أي في الجزئية الأقل أهمية وهي السلوك، والنية لا نسبية فيها، فالكرم هو ما تحسه ، فقد تدعى إلى وليمة مع أنك تشعر بالإهانة..
وفي النفس حاجات تدل على الفتى *** أكان سخاء ما أتى أم تساخياً

فهل ستغير كلامك عن نسبية الأخلاق أم ستعود إلى نفس كلامك؟ وهذا شأنك على كل حال..

غني يسكنك في جناح من قصره أو فقير في زاوية من كوخه، الآن صورة الأخلاق مختلفة لكن لا قيمة لهذا الاختلاف ما دام الدافع سليماً، بعضهم يريد أن يكرمك فيضرك ومع ذلك لم تتأثر فضيلة الكرم، حتى في بعض البادية يطلق الرصاص فوق رأس الضيف حتى يؤكد دعوته للعشاء، فالكرم طيب لكن إطلاق الرصاص خطر خصوصاً مع المرتفعات!

والقرآن انتقد هذا التفريق في شكل الأخلاق والعطاء، حين ذم الذين يلمزون المطوعين في الصدقات، لأنهم قدموا صدقات قليلة وبسيطة لكنه من وجدهم كفقراء، فلاحظ نسبية الأخلاق تضحك على هؤلاء، لكن نية الأخلاق لا تضحك عليهم، لأن هذه التمرات الصغيرة التي قدموها هل تقارن بمن جهز جيشاً كاملاً كعثمان؟ لكنها عند لله تساوي؛ لأن الله ينظر للنية بينما العلمانيون ينظرون للشكل والكم.

وأنا نبهتك أن دعوى نسبية الأخلاق دعوى ملحدة ، وارجع إلى منابعها في الغرب ستجد دعاتها ومروجيها ملاحدة وعلمانيون وليبراليون يريدون التخلص من قيود الدين والأخلاق بحجة أنها نسبية وتتغير وبالتالي لا تصلح معياراً للحكم على سلوك الإنسان، أي اتركه يفعل ما يشاء كما تقول الليبرالية، وناقشت بعضاً منهم ولم يستطيعوا تقديم ما يبطل كلامي سوى التكرار بقولهم: الأخلاق نسبية ومتغيرة وأنت مخطئ واذهب واقرأ!!

من صفات المؤمنين أنهم إذا سمعوا قولاً تبعوا أحسنه لا أن يعاندوا ، إذا كان كلامي قبيحاً فوضح لي القبح وإذا كان حسناً فما الذي يمنعك؟ وربك أمرك باتباع الأحسن حتى مما نزل إليك، أي حتى من كلام الله، حين قال {اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم}.

لو لم تكن الأخلاق نسبية في صورها لكانت ثقيلة وصعبة على الناس، نسبية الأخلاق هي مرونتها وتكيفها مع كل بيئة وظرف، لو حدد أن إكرام الضيف هي كذا وكذا وكذا فقط لضاقت على الناس السبل ، إذن من يطعن بالأخلاق بسبب نسبيتها هو يطعنون أجمل ما فيها وهو سر بقائها (تكيفها تبعاً للمواقف والظروف)، لكن النية لا نسبية فيها ولا تكيف .

أصحاب الفكر المادي يدعون للتكيف في النية من خلال البراجماتية أو النفاق {ودوا لو تدهن فيدهنون} وبنفس الوقت يريدون مظاهر الأخلاق ثابتة وإلا لا تكون أخلاقاً، يعني يقلبون الأمور، والسلوك الأخلاقي جزء من الأخلاق.


و هنا سأتحدث عن العصمة

فالرسل والأنبياء هم صفوة و مختارون من الله و عصمهم من الكفر والشرك و لا تقل أبدا أن هناك من هو غير معصوم ، فالعاصم هنا هو الله فهو عصمهم من الذنوب بالمغفرة ، وأخص هنا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر و هو حي .

فلا تقس بوجود الفارق و تجعل الأنبياء كالباقي في إيمانهم و عباداتهم وأخلاقهم و كل حياتهم .
ما معنى أنه عصمهم من الذنوب بالمغفرة؟ فالمغفرة في الآخرة، إذن أنت تقر أنهم يقعون بالذنوب في الدنيا، فالمغفرة لا تمنع من وقوع الذنب، ولماذا تسميها عصمة؟ كان الأولى أن تسميها مغفرة، فالله يغفر لعباده من غير الأنبياء -وجعلنا الله وإياك منهم- فهل هذا يعني أننا معصومين؟ فالمغفرة شيء والعصمة شيء آخر، فقد نقلت تعريف كلمة إلى كلمة أخرى.

ثم الآية واضحة {يعصمك من الناس} ولم يقل: (من الذنوب) ، فلماذا تقول القرآن مالم يقل؟ وفعلاً عصم الله رسوله من الناس ومات على فراشه رغم كيدهم العظيم له.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
هل العقيدة هي الأخلاق ؟

لو قلت لك أن التكبر أخلاقي لقلت هذا بهتان عظيم .
لو قلت لك أن الانتقام من الأخلاق لقلت حاشا ما سمعنا بهذا .
لو قلت لك أن التجبر أخلاقي لقلت بئس ما جئتنا به .

لكن لو قلت لك أن هذه صفات الله تعالى نؤمن بها اعتقادا وعقيدة و نحب ربنا المتكبر و المتجبر والمنتقم لقلت هذا عين الصواب . لماذا إذن ، لأن هذا من العقيدة التي لا يصح إيمانك إلا بها ومعيار الأخلاق متجاوز كليا لأنك لن تعلم الله الأخلاق ، و هو القاهر فوق عباده .
أنت الآن تضع مشكلة من لا مشكلة، وأنت من حيث لا تدري جعلت الله غير أخلاقي وتقبلها بدون خوض, لأنك ترى أن الانتقام والتجبر والتكبر من سوء الأخلاق فقبلت عليه عقيدة أنه سيء الأخلاق ولم تر في هذا بأساً، أما أنا فلا أعتقد إلا على بصيرة, نعم الله متكبر ويتكبر في قرآنه لأنه أهل للتكبر.
هناك سلوكات وأخلاق لا تصلح للبشر وإذا فعلوها وقعوا في سوء الأخلاق لأنها من حق الخالق وحده، وهذا يدلك أن الأخلاق مرتبطة بالحق، والقرآن نزل بالحق، لهذا قلت لك أن الدين أخلاقي، فمن حق الله أن يتعالى لكن الإنسان ليس من حقه ذلك؛ لأنه ببساطة كذاب، لكن الله ليس بكذاب سبحانه، وصار التكبر و العلو رذيلة للبشر لأنها مبنية على كذب قبل أي شيء.

إن أي صفة من صفات الله وحده من الرذيلة أن ينسب الإنسان نفسه لها, أما الصفات المشتركة بين الله سبحانه والبشر كالصبر والرحمة والعفو والحلم والكرم فيزداد الإنسان فضيلة حين ينتسب لها..

هل رأيت أن البصيرة في الدين مفيدة؟ أنت تقبل على الله ما تراه سوء أخلاق لكن البصيرة تنير العقل وتسبب ارتياحاً داخلياً واطمئناناً للنفس, أنا أرى أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً, و العقل هو البصيرة التي أحبها وتنفر منه, وتعتقد أنني أتفاخر بعقلي بينما أنا أبحث عن البصيرة لتي أمرني الله بها، والله مدح العقل وقال أن آياته لقوم يعقلون, وأتمنى الخير لي ولك ولكل مسلم ولم آت لأضيع وقتي بالتفاخر عليك, فمن أنا ومن أنت؟ أنا أعرف ما أعتقد وأنت لا تعرف وقدمتَ الدليل أنك لا تعرف حينما اعتقدت أن الله متكبر مع أنك ترى التكبر رذيلة. والمعرفة نور والجهل ظلام.

فرعون علا في الأرض وغرق في قاع الأرض فأين العلو لينقذه؟! الله ينتقم ممن يستحقون ويغفر لمن يستحق المغفرة، لأنه أدرى بعباده وذنوبهم، والله هو الجبار نعم، ولا جبار حقيقي غيره, من تكون السماوات والأرض مطويات بيمينه أليس هو الجبار؟

لكن هذا المخلوق الضعيف إذا تجبر بينما لا يستطيع أن يمنع الميكروبات أن تدخل جسمه, إنه كاذب! والجبار لا تعني الظالم بل تعني القوي الذي يستطيع أن يجبر كل شيء بقوته. ولهب الكبرياء في السماوات والأرض وهذه حقيقة وليس ادعاء لأنه هو الأكبر, حتى سوء الأخلاق يجب أن نعرف لماذا, أنت تعرف أن التكبر سيء لكن لم تعرف لماذا, لهذا أنصحك و نفسي بالبصيرة كما أمرنا الله حتى لا نهرف بما لا نعرف, ونعرف الكلمات التي نقولها والمعتقدات التي نعتقدها حتى لا تقوم علينا الحجة بعدم العلم والتبصر مع القدرة عليهما, لأن عذاب الله شديد قل تعالى:{إن السمع ولبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}..

إذا قلت لك أن الدين أخلاق أقصد أن الدين حق؛ لأن الأخلاق جزء من الحق, لهذا الله لم يسمي الدين أخلاقاً بل سماه حقا؛ لأن الحق أوسع من الأخلاق. وهذا رد على تساؤلك: لماذا يذكر في القرآن أن الدين أخلاق؟ فكل أخلاق سليمة هي حق وليس العكس. الوفاء بالعهد وأداء الأمانة هي حق وبنفس الوقت هي خلق ويصح أن تسميها بالاثنين. أن يتعالى إنسان على الناس وهو مثلهم لا يعرف ما يجري عليه بعد لحظة فهذا سوء أخلاق، وإذا فرضنا أن الله سيكون أخلاقياً بموجب فهمك فماذا عليه أن يقول؟ فهل تريده أن يتواضع ويقول أنا إله بسيط وعلى قد حالي؟!! و لا تريده أن يمن فيقول عفواً لا دور لي فيما أتاكم من نعم!! هل رأيت أن هذه الفكرة التي تعتقدها خاطئة؟

التكبر للخالق.. نعم ، التكبر للمخلوق.. لا، ادعاء معرفة كل شيء من المخلوق هو سوء أخلاق وباطل أما من الخالق فهو حق، أريدك أن تفهم الأخلاق هذه المرة على أساس أنها حق ما دمت تقر أن القرآن نزل بالحق وأن الله خلق كل شيء بالحق، وما الأخلاق إلا صدى للحق فيما يتعلق بعلاقات الناس..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

جعلتني ناسبا الخبث إلى الله ظلما وعدوانا ، لأنك فقط استعملت معيار الأخلاق ، و نسيت أن الله هو من خلق الخنزير و خلقك أيضا ، ونسيت أن الله هو من خلق الخمر و خلق الموت و خلق ما لا أعلم و لا تعلم .
أتيت بفائدة واحدة للخمر وأنتظر تلك الفوائد التي ذكرها الله بالجمع في السورة ، قلت فائدة اقتصادية واحدة و أنتظر المزيد من الفوائد .

رغم أن تلك الفائدة الإقتصادية موجودة في الربا أكثر من الخمر و لم يتحدث عنها القرآن ، بل قال مباشرة الربا حرام ، فلا تحاول أن تجد تفسيرا لكل ما نهى عنه الله . بل قل سمعنا وأطعنا . و وفر على نفسك التوغل في أشياء ربما تجعل فيها أكثر من مدخل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

هل تستطيع أن تفسر أن الكفر فساد أخلاقي .
لا أستطيع أنا أن أفسر الزاني بأن أخلاقه غير فاسدة.
لا أستطيع أن أفسر أن السارق أخلاقه غير فاسدة .
لا أستطيع أن أفسر أن المطفف أخلاقه حسنة .

فهل هذا يعني أنهم بهذا دخلوا في زمرة الكفار ، لا يمكن أن تقبل بهذا المنطق أبدا ورغم ذلك كان هذا هو عنوان عرضك كله و الفكرة العامة التي التي يحملها نصك و إن كنت تحاول اللف والدوران ، وهذا هو اختزال الدين في الأخلاق و تضييق الخناق عن المؤمنين و جعلت حياتهم كلها أخلاق في أخلاق رغم أن الإسلام بني على خمسة أركان واضحة و الإيمان بني على ستة أركان واضحة و ضوح الشمس ، و جعل الله التوبة و الحدود للتحلل من الخطيئة و التشريع للمحافظة على الجماعة ، و الأخلاق تكمل البناء و منها شعب للإيمان و منها تعبد لله و عمل صالح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

يتبع
لماذا لا تستطيع أن تفسر أن الكافر أخلاقه فاسدة بينما استطعت أن تفسر سوء أخلاق الزاني والمطفف؟

الآن واضح أنك لا تحب الأخلاق بل وتعتبرها قيوداً ثقيلة مضيقة على المؤمنين! هذا من خلال كلامك. فهل من كمال الإيمان استثقال الأخلاق وكراهتها؟! و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إنما جئت لأتمم مكارم الخلاق) ويقول : (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً), ولم يقل عبادات ولا سنن, هل تريدنا أن نكون من المفلسين الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال أتدرون من المفلس؟

ولم أسمع أحداً يقول أن الأخلاق تضيق الخناق! بل نسمع الناس يشكون من غياب الأخلاق ويتمنون انتشارها! و أنت تشتكي وتخاف من كثرتها! شيء عجيب! ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم (لقد ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة)؟ ولا يذهب بخيري الدنيا والآخرة إلا الدين، ولو لم يكن الدين هو الأخلاق لما قال هذا الكلام.

أنت تريد الإيمان ولا تريد الأخلاق ولا تحب أن تكون الحياة والدين أخلاق في أخلاق, السؤال لماذا؟ ألا تحب أنت أن يعاملك الناس بأخلاق؟ أم أنك لا تحب أن تعاملهم بأخلاق بينما تحب الأولى؟ الأخلاق خير يا أخي والدين خير، وليس بعد الخير إلا لشر, أنت تريد أن يكون الدين هوية وأيديولوجية يدخل فيه البر والفاجر, هذه فكرة دنيوية علمانية, الله أراد أن يميز الخبيث من الطيب. إذن من يرفض شيئاً سيقبل عكسه، إذن أنت تريد أن تكون الحياة سوء أخلاق في سوء أخلاق! طبعاً لم تقل هذا لكنك رفضت أن تكون أخلاق في خلاق فيُستنتج أنك تريد عكسه, فكاره النور يحب الظلام وكاره الظلم يحب النور. كأنك تريد العقيدة والفروض ولا تريد الأخلاق, لماذا؟ وتريدنا أن نصلي ونصوم ولا نلتزم بالوفاء ولا بالصدق إلا حسب المصلحة! هذه هي علمنة الدين! كما أن العلمانية الإلحادية تتبرأ من الأخلاق كذلك العلمانية الدينية تتبرأ من الأخلاق.