عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2011, 11:25 AM
المشاركة 4
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بدأ هوجو مع بداية الثلاثينيات من القرن التاسع عشر الإعداد لواحدة من أهم رواياته التي تناول فيها البؤس والظلم الذين يسودان المجتمع. وعلى الرغم من ذلك، فقد استغرق الأمر سبعة عشر عامًا كاملة حتى خرجت رواية البؤساء إلى النور بعد تحقيقها ونشرها - أخيرًا - في عام 1862، وهي أكثر أعماله احتفاظًا بجماهيريتها على مر العصور. وقد كان المؤلف على وعي تام بقيمة الرواية وأهميتها فأعطى حق نشرها لدار النشر التي قدمت له أعلى سعر. وتولت دار النشر البلجيكية Lacroix and Verboeckhoven حملة ترويجية للرواية لم يسبق لها مثيل قبل ذلك الوقت، وقامت بإصدار تصريحات صحفية رسمية عن الرواية قبل أن يتم طرحها في الأسواق بستة أشهر كاملة. كما قامت بنشر الجزء الأول فقط من رواية ("فانتاين") بصفة مبدئية. وقد تم طرحه في المدن الرئيسية في آنٍ واحد. ونفدت النسخ المعروضة للبيع من سلاسل الكتاب خلال ساعات، وأحدثت تأثيرًا مدويًا على المجتمع الفرنسي. وعامةً أبدت المجتمعات النقدية المعارضة عدائها للرواية: فرآها تين (Taine) غير صادقة، واعترض باربي دورفيي (Barbey d'Aurevilly)على فظاظتها، أما فلوبير (Flaubert) فلم يجد فيها أي شكل من أشكال الحقيقة أو العظمة، ووجه الأخوان جونكورت (Goncourts) اللوم لهوجو بسبب التكلف الذي تتصف به الرواية. وبالنسبة لرأي بودلير (Baudelaire), فعلى الرغم من استحسانه للرواية الذي عَبّر عنه في الصحف، فقد انتقدها بقسوة دون أن يُعلن ذلك على الملأ ووصفها بأنها تفتقر إلى الذوق والبراعة. ومع ذلك، فقد لاقت البؤساء رواجًا كبيرًا بين صفوف الجماهير لدرجة جعلت البرلمان الفرنسي (National Assembly) يضع الموضوعات التي ألقت الرواية الضوء عليها سريعًا ضمن جدول أعماله. واستمرت الرواية حتى هذا اليوم تلاقي نفس الرواج الجماهيري في كل أنحاء العالم. كما تم اقتباسها لتقديمها في السينما والتليفزيون والمسرح الموسيقي في أعمال لم يضاهيها فيها سوى عدد قليل من الأعمال الأدبية الأخرى.