عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2011, 11:04 AM
المشاركة 36
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الوقائع الغريبة في اختفاء أبي سعيد النحس المتشائل - معلومات عن الكتاب

"كتب إلى سعيد أبو النحس المتشائل قال... أما بعد، فقد اختفيت ولكنني لم أمت، ما قتلت على حدود كما توهم ناس منكم، وما انضممت إلى فدائيين كما توجس عارفو فضلى ولا أنا أتعفن منسياً في زنزانة كما تقول أصحابك، صبراً صبراً، ولا تتساءل: من هو سعيد أبو النحس المتشائل هذا؟ لم ينبه في حياته فكيف ننبه له؟ إنني أدرك حطتي، وإنني لست زعيماً فيحس بي الزعماء، ولكن يا محترم، أنا هو الندل، ألم تضحك من الأضحوكة الإسرائيلية من السبع الذي تسرب إلى مكاتب اللجنة التنفيذية؟ ففي اليوم الأول افترس مدير التنظيم النقابي، فلم ينته زملاؤه، وفي اليوم الثاني افترس مدير الدائرة العربية فلم يفتقده الباقون، فظل السبع يخرج مطمئناً ويفترس مريئاً حتى أتى على ندل السفرة، فامسكوه... فكيف تزعم أنك لم تسمع بي؟ أني إنسان فذ، فلا تستطيع صحيفة ذات إطلاع، وذات مصادر، وذات إعلانات، وذات ذوات، وذات قرون، أن تهملني، أن معشري يملئون البيدر والدسكرة والمخمرة. أنا الآخرون، أنا فذاً بأسلوب نقدي ساخر يصور اميل حبيبي الوضع الفلسطيني الذي ما زال ورغم دخول العقد الخامس في أزمته من غير حل حاسم، إنه واقع جسدته شخصية المتشائل التي يجمع اسمها المتشائم والمتفائل هي خليط من عناصر موجودة في الخرافة ومقامات الحريري، وكافكا ودوماس، ووالت ديزني، أحداثها مزيج في الهزل السياسي التهريجي والقصص العلمي والمغامرة والنبوءة التوراتية.
==
الوقائع الغريبه في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل

الكثير مناممن يحب قراءة الروايات تحديدا- قد يتابع احدث الروايات التي تحدث صدى عالمي اويذهب الى المكتبه و يختار الروايه حسب الاسم او المؤلف او... لكن هناك نقطه مهمهتغيب عن البعض، في اي مجال تهتم فيه (علوم... دين...فن) هناك كتب لا بد و انتقرأها، هي بمثابة معيار للاخرين، اعمال مميزه خالده... ربما قرأ معظمنا لـ غسانكنفاني مثلا (و لا ابالغ ان قلت انها جريمه ان تحب القراءه و تعيش على احدى ضفتيالنهر، و لم تقرأ لـ غسان كنفاني) لكن هنالك شخص لا يقل اهمية عن كنفاني، كما انرواياته تعتبر اعمال عالمية و ليست محليه، لكن اشك ان الكثير لم يسمع به للاسف،الاديب اميل حبيبي، و تحديدا روايته "الوقائع الغريبه في اختفاء سعيد ابي النحسالمتشائل"...

الرواية مصنفه من قبل اتحاد الكتاب العرب كواحده من أفضل مئةرواية عربيه ظهرت في القرن العشرين، كما انها ترجمت الى لغات عده و حتى الىالعبريه... ما يميز الروايه انها ليست جامده فهي ليست قصه محدده و عقده "تنحل" معنهاية الروايه... او كما يصفها موقعgoodreads :
إقتباس:
لكييخرج اميل حبيبي الشكل العربي للرواية امتص رحيق ألف ليلة وشملته روح الجاحظالساخرة حينا ، المتفاكهة حينا آخر، وصدر في روايته عن طريقة كتابة الرسائل فيالتراث العربي ، وعن حكمة كليلة ودمنة ، ثم لم يقتصر على التراث العربي ، بل رفدهبالتراث العالمي ، حين أنشأ علاقة ما بين روايته ورواية فولتير" كانديلو". والمحصلةالنهائية : رواية فذة ، عربية الشكل والمضمون ، لعلها الأولى التى تثبت بجدارة أنفي وسع الرواية العربية المعاصرة أن تترك جانبا الشكل الغربي الذي اتخذته وعاء لهافأقامها حتى الان إلى شكل خاص بالعرب ينبع من تراث قصصي زاخر وطويل
و من موقعالجزيره نت:
إقتباس:
في "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" (1974) يصور حبيبي كابوسيةالمصير التراجيدي لشعب انشطر نصفين: شطرا داخل الوطن وشطرا خارجه. و"المتشائل"،الذي يمزج في نظرته إلى الحياة بين التشاؤم والتفاؤل ويُغلّب نظرة التفاؤل غيرالمبني على أسس واقعية على التشاؤم، شخصية مركبة كاشفة يميط المؤلف من خلالهااللثام عن تجربة شعب.
إنه يعمل على تكوين شبكة سردية معقدة تدور حول شخصية سعيدأبي النحس التي يبدو ظاهرها غير باطنها، ولكن المفارقات اللفظية والموقفية تكشف عنطبيعة ولائها وتكشف في الوقت نفسه عن كوميديا سوداء يعيشها شعب مشرد على أرضه.
***
الروايه هي كوميديا سوداءساخره تدور احداثها على لسان سعيد، و هو شخصيه فكاهيه الى حد السذاجه، جبانه . عادالى فلسطين من لبنان بعيد النكبه ليروي قصة عقدين من الزمن قضاهما تحت حكم "دولةاسرائيل"... المتشائل مليئة بالمواقف الساخره و الاسقاطات، و اللعب على الالفاظ ، ولعل الدلاله واضحه في اسم البطل "سعيد" ابي "النحس" و اسم عائلته "المتشائل" و هوخليط من كلمتي التشاؤم و التفاؤل، الذي يقول فيه:
...خذني أنا مثلاً، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل. فأسأل نفسي: منأنا? أمتشائم أنا أم متفائل؟ ‏
أقوم في الصباح من نومي فأحمده على أنه لم يقبضنيفي المنام. فإذا أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكره ‏منه لم يقع، فأيهماأنا: المتشائم أم المتفائل؟ ‏
ثم يسرد واقعه ليبينروح "التشاؤل" التي تسكن عائلته
ووالدتيمن عائلة المتشائل أيضًا. وكان أخي البكر يعمل في ميناء حيفا. فهبت عاصفة اقتلعتالونش الذي ‏كان يقوده وألقته معه في البحر فوق الصخور، فلموه وأعادوه إلينا إربًاإربًا، لا رأس ولا أحشاء. وكان ‏عروسًا ابن شهره. فقعدت عروسه تولول وتندب حظها. وقعدت والدتي تبكي معها صمتًا. ثم إذا بوالدتي ‏تستشيط وتضرب كفا بكف وتبح قائلة: (مليح أن صار هكذا وما صار غير شكل)! فما ذهل أحد سوى ‏العروس، التي لم تكن منالعائلة فلا تعي الحكم. ففقدت رشدها، وأخذت تعول في وجه والدتي: أي غير شكل ‏ياعجوز النحس (هذا اسم والدي، رحمه الله): أي شكل بعد هذا الشكل يمكن أن يكون أسوأمنه? ‏
فأيهم نحن: المتشائمون أم المتفائلون؟ ‏
***
المتشائل من الاعمال القليلهالتي لا تملـ \ـيـن من قرائتها اكثر من مره، فهي لا تقرأ لمجرد البحث عن حل لعقدهتتطور مع الاحداث، بل مجموعه لمشاهد قصيره ساخره تحمل بين سطورها الكثير من المعانيو الدلالات... الروايه تقع في اقل من 100 صفحه و هناكنسخهاليكترونيهمنها موجوده على الانترنت.
في الختام اترككم مع مشهد منالروايه...