الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2020, 04:34 AM
المشاركة 587
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
عزف منفرد لأنثى لاتغيب
بقلم : رامي وسوف


كأن تكونين هنا , كأن تزرعين نظرة العين في دمعة صماء من الوجد المسمى في عيون الغرباء, وكالحنين إلى روض البنفسج عالياً من أولى سماء كان لقلبك اقتراب وكان للبوح سمو الحلم الأبدي في لحظة إدمان غابت طويلاً عن ذاتي وارتسمت في عيون القادمين ضوءا ينتشر مع عتمة الليل .
أحسست الآن بكل اللحظات التي اختفت وفارقتني مذ كنت صغيراً أَحترفُ وجود الحلم في ناظريّ وأنزوي في كل زاوية صغيرة أتجلى فيها كما اللحظة التي تتراكم فيها رائحة الليل الممزوجة بعبق الروح وصدى صوتك الذي ينتشر في كل مكان مع ذاك الوقع الكبير. ربما الابتعاد لم يراودني كثيراً لأنني حتى هذه اللحظة أحتفي وحيداً بكل جزء من ذاكرة طويلة أخذت كل جوانب السعادة والحزن معاً, ولا يزال الليل وحيداً في ناظري , ولا تزال عتمته وضوء قمره ساجدين أمام مخيلتي في رونق خاص الوقع, سجي اللحظة , جميل الوتر ولو كان حزيناً معظم الأحيان .
عنوان الماضي كان ذاكرة معذبة إليكِ في لحظة الوحدة ,أما وقد اخترت النسيان طريقة لاختزال الواقع المهزوم كثيراً في ذاكرتي لم تبق َ أية عناوين قادمة للصبر و الحلم الجميل, وحين عرفت النظرة الأولى كانت في وحدة خاصة بعيدة كل البعد عن ثورة الجسد لأنها حملت كل الأشياء التي كُتبت فيها البدايات والنهايات معا.
كأن تكونين هنا .. كأن تبقى تلك الروح مفتوحة على كل الاحتمالات التي وُلدت بعدي .... تقيها دائرة الأيام من سماء الحلم الغافي على عينين من نور ونار أحاطهما رسم وجودك الذي عرف بداية الحزن الطويل وعرف أيضاً معنى تكاثر اليقين في كل الأشياء التي اجتمعت وثورة الروح في عينيك حلم أخضر يرتشف نغمة صمّاء في إيقاعٍ طال السهر على أصابعه وانتهى دائماً في عروقنا من الوريد إلى الوريد .
كأن تكونين الشيء الوحيد الذي أُدرك يظل النقاء عنوان الاختيار الأوحد لظل ماعرف تاريخٌ قبله خفايا اجتمعت وانتهت بك , فكنت كل البدايات التي حملتي إلى طائر الليل المستحيل وكنت النهايات النهايات لتعابير وجهي التي انطلقت تبحث عن قافية أخرى يطل عبرها محراب الذات مبتهلاً مختلاً فاقداَ صبره , عابراً لكل المعاني التي كانت غائبة عني في فورة خاصة من نسيج ذاكرتي إليك ومن عبقٍ ظل مجهولاً حتى وَجَدَتكِ المعاني تنسجين فيها أحلى الصور , تغتسلين في روضها وقد انتهت عند قدميك كل القوافي الغارقة , المارة عبثاً تتغنى أسلوب شاعر انفجرت قصيدته وتمردت برحلة الشعر الخرافية .
كأن تكونين هنا أكون أنا بين وجودك المنتهي في عروقي , أتحدث بك لغة أخرى من لغات العشق المتسكعة في فوضى الحرمان , أنتهي بك كما الرونق الأبدي لحلم الأرض وما بعد الروح الخالصة .
متى يمتلئ قلبك بذاك السر الخاص الذي أنتظر وهل من موعد أرتوي به حتى أنتهي وأبتدي فيك أنا العاجز عن الصراخ بكل الاحتمالات التي أشعر بها في غربة مطلقة تطل من إيقاع صوتك الذي أخذني كثيراً خلف كل زاوية فتحت أفقاً أخرى لليل الجميل الذي أحلم والشتاء الحزين الذي أحب .
أتَكَوَنُ اليوم من جديد وكل معاني الصمت تخترق الآتي منك على عجل وتلتهم أعماق الحرف في لحظة أعتقتها النار التي أعرف فازداد محيطها غرقاً في فجرك الممتد حتى أخر حرف يلتهم عروقي وينتظر منك الوجود من جديد على نار الذكرى التي تعذب صمتي وتنحني أمام يقينك يامن مشت عليه كل دروب الآلام في سكنى أضاعت الحلم في ذاتي مرتين ,أما وقد وُلدت خاصرة الليل من قبلك تظل حروفها ذاك الناقوس المعلق على نظرة سريعة لظلامه الذي عرفني كثيراً مذ رحلت إليك بذاكرتي أرنو جمال الوقت فيك وأرنو أشياءك ياكل ذرة من تاريخ ميلادي .
جمالك حيرة النسيان ودخول آخر لمعترك اليقين إلى قلبي وانتباه قل نظيره في الجمل الآتية ,أراها بك اليوم وليدة, أراها تنتهي حيث تبتدي فيك كل أقاصيص الماضي والحاضر الذي مازلتِ فيه تغتسلين على إيقاع قلبي يامن تراكمتْ كثيراً بأوردتي ,يامن انتهت في عروقي كما ينتهي النهار من عذاب الليل وكما ينتهي الربيع من حزن الشتاء وكما تنتهي الأنام من هجر الشوارع التي غابت طويلاً عن الإنس والجن في الحكايا الشرقية القديمة.
كوني حيث أملك الوقت إليك ,وكوني ظاهر متفتحة من نسيج ذاكرتي , وكوني كل الوجد الذي عرفتهُ ساحات الأرض التي أزالت الستار عن روحك لتجد فيك الحروف التي انتظرها شاعر غَرَفَ من وجودك كل البدايات والنهايات معاً ليفتح إلى قلبك طريقاً لطالما أتعبته جمل السنين فيك ولطالما اهتزت دواته لمرور ذكرى معذبة الوجود تحمل من جمال روحك كل السمو أيتها الأنثى التي ماغابت يوما عني.

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=846

وحيدة كالقمر