أنا من بدرب المعالي يسير
ولا يرتضي عندها باليسير
أطوف المدى شعلتي في يدي
ومصباح عقلي به أستنير
يقولون درب العلا شائك
بعيد المنال عصي خطير
فقلت إذا المرء ذا همة
وعزم يرى كل شيء يسير
وما قيمة المرء إن لم يكن
بأمجاده في الأعالي يطير
رفيعا بأخلاقه في الورى
قريبا لديهم كبدر منير
هناك على التل في حينا
حمامات صيف عذاب الصفير
تغني فترقص من نشوة
بسحر الغناء حقول الشعير
وقد هب فيها نسيم الصبا
وريح الشمال بيوم مطير
فعطر أنفاسنا بالشذى
ولطف أجواءنا بالعبير
تذكرت أيام كنت الذي
على التل يرعى المواشي صغير
أغني لها من أغاني الصبا
وألهو أنا وابن عمي بشير
نسير بأحلامنا بكرة
وندنو من الظل عند الهجير
ألا أيها الصبح إن المدى
لنورك يشتاق شوق الأسير
فجد من سناك بإطلالة
عليه وكن في ذراه الأمير
لتشرق يا صبح آمالنا
ويسفر خد الأماني النضير