عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2017, 09:35 PM
المشاركة 30
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ زياد وحيد

صراحة قصتك "حلـــــم العودة" مكتوبة بمهنية عالية وسرد جميل للغاية، وحبكة كاملة، يتوفر فيها كل عناصر القصة الجميلة.

صحيح ان العنوان ينبئ بمجريات الحدث لكن النهاية مزلزلة، فان يموت البطل في باب المخيم يوم عودته فتلك نهاية لم اتوقعها ابدا...وهذا حسب لصالح النص.

القصة محيرة بعض الشيء من حيث نقطة تركيز السرد، هناك وصف جيد للمكان، ويمكن اعتبار القصة قصة مكانية، اي انها تجعل المكان محورا للاحداث، وهناك وصف جيد للشخصيات بطل القصة والام والحبيية لكنها ظلت شخصيات مسطحة في تصوري، وكان بالامكان تريكز الوصف على سمات البطل لجعله شخصية دائرية، وكذلك الحبكة متماسكة لكنها ليست محورية.

زمن القصة مناسب وقصير يمثل لحظات عودة البطل من الجزائر الى المخيم في سوريا وما لبث ان وقع صريعا برصاص تجار النكبة وتم تسخير الازمان الاخرى لخدمة هذا الزمن.

علاقة الحب بينه وبين عبير فيها بعض المبالغة فمن اين تجد فتاة بمثل هذا الاخلاص ان تنذر نفسها لخدمة امه لكي يذهب هو للدراسة في الجزائر؟

الصراع في القصة هو صراع من اجل الحياة والبقاء يسافر لكي يعيش حياة افضل فيموت يوم عودته نتيجة لصراع اخر هو صراع تجار النكبة ومصاصي الدماء...فالقصة تعالج ثيمة الحياة والموت وهذه من اهم القضايا التي يمكن للقصة معالجتها.

الفكرة وصف لمعاناة ابناء المخيمات في الشتات وما عانوه من الم كنتيجة للحروب ونتيجة لظروف البؤس التي عاش فيها الناس هناك من كل ناحية، ومحاولة للتخلص من تلك الظروف بتحسين المستوى التعلمي.

ربما كان من الافضل اختيار عنوان اخر للنص مثل " رصاصة طائشة " ولو انني اتفهم بأنه لا بد كان يحلم بالعودة من اجل امه وحبيبته والمكان الذي ولد وترعرع فيه، لكن سقوطه صريعا جعل التريكز على نهاية الحلم بالموت وهذا ما ارادت القصة ايصاله.

لكن في المحصلة القصة من حيث السرد جميلة اما اثرها على نفسي كمتلقي فلم يكن بتلك القوة ، فانا افضل ان يؤدي السرد الى حبس الانفاس، وزلزلة الكيان، وتسارع في النبض، وزيادة في حدة التشويق واتصور ان ذلك يتحقق باضافة محسنات بديعية تتمثل في ذكر ما لي :
1- الالوان.
2- الحواس.
3- الارقام
4- التضاد
5- التشخيص
6- والحركة.

هذه العناصر في تصوري تجعل اثر السرد اقوى، وحيث انك طلبت مني قراءة النص والتعليق عليه اظن انك لو اهتمت بتطعيم نصوصك بمثل هذه المحسنات من دون تكلف فسوف تجعل النص اعظم اثرا.

وفي هذا المشهد اسقطته صريعا بكل تلك البساطة ولم تستثمر المشهد تقول "لقد سقط صريعا على أبواب المخيم حين قادته أقداره في يوم العودة إلى أتون معركة حمى و طيسها و اشتدت حمية الانتقام بين مصاصي الدماء و تجار النكبة في سوريا الحبيبة".

كان بامكانك تطعيم المشهد بما يجعله اكثر إثارة وتشويق مثلا ان تقول "لم يمض على وصوله المخيم سوى دقائق حتى تطاير الرصاص في كل الاتجاهات وسمع دوي بعض القذائف من العيار الثقيل ، جثث بدات تتساقط هنا وهناك ، وارتوت الارض بدماء الضحايا الابرياء الحمراء ، وعجزت سيارات الاسعاف من الوصول الى المكان ، انطلق كالسهم ، حاول ان يحتمي خلف جدار ايل للسقوط، الا ان شظية عاجلتة ليخر صريعا قبل ان يكحل عيونه برؤية امه وحبيبته،....هذا مثلا او شي من هذا القبيل .

ما يجذبني في قصص ادجر الن بو هو انه يفاجئ المتلقي بسلسلة هائلة من العقد المتوالية قبل ان يصل الى الذروة فحينما تظن انت كمتلقي انك قد وصلت الى اهم عقدة في النص تجد ان النص ما يزال يشتمل على عقد اكثر تأثيرا وتعقيدا وكانه يفجر لغما في كل زاوية الى ان تصل في نهاية النص فتجده حقل الغام.

شكرا لك على النص الهادف لكشف معانات اهالي المخيمات في الشتات...

طبعا تعليقي هذا يأتي من باب كيف نكتب قصة ناجحة .. وكيف نحسن ونرفع من مستوى السرد لدينا من خلال الممارسة ودفع انفسنا لنكتب قصة كل اسبوع والاستفادة من الملاحظات حتى نصل الى امتلاك افضل اسلوب وأعظمها تأثيرا.
من هنا اقول ان السرد في هذه القصة لا غبار عليه بل هو جميل لكنه لا يترك ذلك الأثر المزلزل الذي أظن انه سر القصة الناجحة الاهم.؟!؟!