عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2017, 04:53 PM
المشاركة 21
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي شيماء والشجرة المباركة
محبة وتلبية لدعوة اقدم هذه القصة داعيا الله عز وجل ان تنال اعجابكم

شيماء والشجرة المباركة

رغم مرور شهر على زواج فراج ببدور الجميلة ابنة المرأة الصعبة شيماء، إلا آن هذا الحدث مازال محور حديث سكان البادية . لم يكن الحديث يتعلق بالقلوب التي أصابتها الحسرة وألام لخسارتها ، ولا لإندهاش وذهول الناس لموافقة شيماء على تزويج ابنتها الفاتنة لرجل فقير من عامة الناس ورفض أصحاب الجاه والمال
نعم لم يكن في الحسبان ، ولا حتى في الخيال أن تكون خاتمة القصة بهذه الطريقة... رغم وجود الكثير من القصص التي رسمها الخيال ، وأحبها الناس وصدقوها، لا .... لم تكن تلك هي الأسباب التي أبقت القصة حية يتداولها الجميع، بل كلام جارية شيماء كان هو السبب وراء انشغال الناس بهذه الحادثة حين أخبرت احد النسوة سراً بما حصل ، حيث قالت لها متعجبة :

لم يبقى رجل من أصحاب الجاه والمال سمعت به إلا وزارنا، فخلال ثمانية أشهر كان الشيوخ ، وأبناء الشيوخ يتوافدون على ظهور جيادهم من كل فج حاملين معهم الهدايا ، والهبات ، وبالطبع كانوا يأتون منفردين وقت الظهيرة حسب شروط سيدتي...

والعجيب في الأمر أن سيدتي كانت لا تعطيهم فرصة للحديث معها معللة ذلك بانشغالها وتطلب منهم انتظارها تحت شجرت السدر العظيمة !!

وكان الجميع يطيعها رغبة في إرضائها ، ويقف الواحد منهم كأنه صنم تحت الشجرة ، وبعد مضي ساعة بالتمام ، والكمال تأتي إليه وتعتذر منه بجملة واحده :" ما في نصيب " !!

وفي ظهيرة احد الأيام جاء إلينا خاطباً في مقتبل العمر كان الرجل أشعثاً رث الثياب يجر حماره الهزيل
وكالعادة اعتذرت منه سيدتي مبررة ذلك بانشغالها ، وطلبت منه الطلب المعهود :
- انتظرني تحت تلك الشجرة !

فتوجه ذلك الشاب إلى الشجرة وقام بتنظيف أرضيتها من الأشواك ، والأغصان اليابسة ، وجمعها في مكان واحد ثم قام بتكسير الغصون المتدلية الميتة ، واختار ارض ظليلة ، وابرم النار ، وانزل فِراشه واعد قهوته
كانت رائحة القهوة طيبه قوية انتشرت وعمت المكان وعلى غير العادة وقبل أن تنتهي ساعة الانتظار المحددة جاءته سيدتي ، وجلست بجانبه ، وطلبت منه سكب فنجان لها ، وبعدما أخذت رشفة منه سألته مبتسمة : اسمك؟
فقال : فراج.
فقالت : فُرجت يا فراج.
الله أعطاك يا بُني مبروك عليك بدور!!

هذا كل ما قالته الجارية .

فتساءل الناس عن مغزى طلبات شيماء الغريبة والعجيبة، لماذا تصر على كل من يريد التقدم لخطبة ابنتها أن يأتي إليها منفردا؟ !وأن تكون زيارته وقت الظهيرة والشمس في كبد السماء!؟ وما هو سر الشجرة !
لماذا فعلت ذلك ؟!!
فانقسم الناس إلى أحزاب كل يدلي برأيه :
حزب يقول :هنالك سحر في القهوة !
وحزب يقول: إن للشجرة المباركة دور في ذلك ، فهي من تختار !
وأخر يقول : أن للشمس دورا ، لذلك تصر شيماء أن تكون الزيارة وقت الظهيرة !
وحزب ثالث وهم قليلون ،عند سؤالهم فقط يبتسمون !!!!