عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2021, 09:50 AM
المشاركة 3671
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
2731- أفْلَتَ فُلانٌ جُرَيْعَةَ الذَّقْنِ

أفلت‏:‏ يكون لازماً ويكون متعدياً، وهو هنا لازم، ونصب ‏"‏جريعة‏"‏ على الحال، كأنه قَال‏:‏ أفلت قاذفاً جريعة، وهو تصغير جُرْعَة، وهي كناية عما بقى من روحه يريد أن نفسه صارت في فيه وقريباً منه كقرب الجرعة من الذقن، قَال الهُذْلى‏:‏

نَجَا سَالِمٌ والنَّفسُ مِنْهُ بِشِدِقِه * ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سَيْفٍ وَمِئْزَرَا

قَال يونس‏:‏ أراد بجفن سيف ومئزر، وقَال الفراء نصبه على الاستثناء، كما تقول‏:‏ ذهب مال زيد وَحَشَمُه إلا سعداً وعبيدا، ويقولون‏:‏ أفلت بجُرَيْعةِ الذَّقن، وبجريعاء الذقن وفي رواية أبي زيد ‏"‏أفْلَتَني جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ‏"‏ وأفلت على هذه الرواية يجوز أن ‏[‏ص 70‏]‏ يكون متعدياً، ومعناه خلصني ونجاني، ويجوز أن يكون لازماً، ومعناه تخلص ونجا مني، وأراد بأفْلَتَنِي أفلَتَ مني فحذف ‏"‏من ‏"‏ وأوصل الفعل، كقول امرئ القيس

وأفْلَتَهُنَّ عِلْبسَاءٌ جَرِيضَاً * وَلَوْ أدْرَكْتُهُ صَفِرَ الِوطَابُ

أراد أفلت منهن، أي من الخيل، وجريضا‏:‏ حال من علباء، ثم قَال ‏"‏ولو أدْرَكْنَه‏"‏ أي الخيل لصَفِرَ وطابه‏:‏ أي لمات، فهذا يدلّ على أن ‏"‏أفلتني‏"‏ معناه أفلت مني، وصغر ‏"‏جريعة‏"‏ تصغير تحقير وتقليل؛ لأن الجُرعة في الأصل اسمٌ للقليل مما يُتَجَرَّع كالحُسْوة والغُرْفة والقُدْحة وأشباهها، ومنه ‏"‏نَوقَ مجاريع‏"‏ أي قليلات اللبن، ونصب جريعة على الحال، وأضافها إلى الذقن، لأن حركة الذقن تدل على قرب زهوقَ الروح، والتقدير‏:‏ أفلتني مُشْرِفاً على الهلاك، ويجوز أن يكون جريعة بدلاً من الضمير في أفْلَتَني، أي أفلت جريعةَ ذقني، يعني باقي روحي، وتكون الألف واللام في ‏"‏الذقن‏"‏ بدلاً من الإضافة كقول الله عز وجل ‏(‏ونهى النَّفْس عَن الهَوى‏)‏ أي عن هواها، وكقول الشاعر‏:‏

وآنُفُنَا بين اللَّحَى وَالحواجب*

ومن روى ‏"‏بجريعة الذقن‏"‏ فمعناه خَلَّصني مع جُرَيَعْة كما يُقَال‏:‏ اشترى الدار بآلاتها، مع آلاتها‏.‏