عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2012, 02:12 PM
المشاركة 454
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيف تولد في المســتقبل‏(1)‏
بقلم :مجيد طوبيا


منذ القدم عرف الانسان أنه توجد فروق أو تشابهات بين أنواع الحيوان‏,‏ فالخيل والحمير متشابهة‏,‏ كذلك الأغنام والماشية‏,‏ وقد عرف الانسان ذلك بالعين المجردة‏,‏ لكن من المؤكد وجود اختلافات عديدة لا تلمحها العين‏,‏ هنا ظهرت الحاجة الي أجهزة رؤية غير عادية‏.‏

وفي حياته سمع جاليليو ـ وهو عالم متنوع النشاط عن شيء اسمه تليسكوب اخترعه رجل هولندي‏,‏ فشيد واحدا‏,‏ وكان هو أول من وجهه الي السماء في التاريخ‏,‏ فشاهد عددا هائلا من النجوم والكواكب لم يكن يشاهدها بالعين المجردة‏,‏ وكانت هذه فاتحة عصر الفضاء‏.‏

ولأن كلمة تليسكوب تعني تقريب أو تكبير الأشياء البعيدة‏,‏ خطرت علي باله فكرة إعادة ترتيب العدسات‏,‏ فاخترع الميكروسكوب‏(‏ وتعني باليونانية رؤية ماهو صغير جدا‏,‏ وكانت البداية لاكتشاف كائنات حية متناهية الصغر وأشياء أخري أدق منها‏.‏

بعد تليسكوب جاليليو بخمس وأربعين سنة‏,‏ اكتشف عالم ايطالي وجود شعيرات دموية تصل مابين الشرايين والأوردة‏,‏ وبعده بعدة أعوام اكتشف عالم انجليزي الخلايا‏,‏ وبعد جهود عظيمة لعلماء متعاقبين‏,‏ ومع تطور المجهر‏,‏ اكتشف لويس باستير سنة‏1860‏ البكتريا‏,‏ ثم اكتشف وجود كائن أدق منه سماه فيروس‏.‏

منذ ذلك الوقت أصبح معلوما أن الانسان البالغ يتكون من خمسين تريليون خلية‏,‏ أي رقم خمسين وأمامه‏12‏ صفرا‏.‏

ثم أخذ العلماء يبحثون عما بداخل الخلية‏,‏ فتوصل عالم تشيكي ثم آخر ألماني‏,‏ الي اكتشاف مااسماه بروتوبلازم‏..‏ ويشكل أول شكل للحياة ينمو وينقسم ويتنوع ليتحول في النهاية الي جسم بالغ‏.‏

بعد عدة قرون توصل عالم ألماني الي ان هذا البروتوبلازم له خصائص متماثلة في كل الخلايا النباتية والحيوانية‏,‏ المعقدة جدا والبسيطة جدا‏,‏ مايعني ان أشكال الحياة علي الأرض واحدة‏,‏ ومادام الأمر كذلك فلماذا كل كائن حي صغار من نوعه هو وبالتحديد؟‏!‏

عرف العلماء عن طريق المجهر أن لكل خلية نواة‏,‏ وبعد خمسة وسبعين عاما عرفوا أن للذرة أيضا نواة‏,‏ وكل خلية لها نواة‏,‏ وكل خلايا الانسان من هذا النوع‏.‏

بعد سنوات أصبح واضحا أن بويضة خرتيت مخصبة قد تبدو مماثلة لبويضة قط مخصبة أو انسان مخصبة‏,‏ ولكن لماذا تنتج الأولي خرتيتا والثانية قطا أو انسانا؟‏!‏

في عام‏1865‏ كان عالم النباتات النمساوي الشهير مندل هو الذي حل هذا اللغز‏,‏ لغز الوراثة أو طريقة انتقال الخصائص الطبيعية من الأباء الي الأبناء‏..‏ ولم يكن وحده‏,‏ فمنذ قرن تقريبا‏(‏ حوالي عام‏1909)‏ اقترح عالم نباتات دنمركي أن الكروموسات‏(‏ التي لا تري إلا بالمجهر‏)‏ مقسمة الي قطاعات صغيرة‏,‏ يقوم كل قطاع منها ينقل صفة وراثية واحدة أطلق عليها جينات‏(‏ وهذه كلمة مشتقة من كلمة يونانية معناها يوجد أو يبتعث‏).‏

وهناك تفاصيل أخري عن خلايا الانسان‏,‏ أي خلايانا ومكوناتها‏,‏ وعن الذرة ومكوناتها وآلية حياتها‏,‏ ومعظمها لا يري إلا بمجهر فائق التقنية‏,‏ حتي أصبح جسم الانسان كتابا مفتوحا لأي طالب طب‏,‏ وتطلب ذلك جهودا عظيمة‏,‏ عندما خطر علي بال عالم ايطالي عبقري اسمه جاليليو جاليلي‏,‏ أن يبدأ باختراع الميكروسكوب‏.‏

هكذا تتلاقي أحلام العلماء حتي إن لم يتقابلوا‏,‏ وكل اكتشاف يؤدي الي اكتشاف جديد أو يحتاج الي اكتشاف آخر يوضحه‏,‏ وكل عالم يكمل انجازات السابقين‏,‏ ويأتي اللاحقون ويضيفون ويطورون‏..‏ بحيث أن أفكار الانسان التي ظلت سائدة عدة قرون عن الزمن والمادة والطاقة تغيرت وتبدلت‏,‏ فتوصل العلماء الي ان الفضاء الكوني مقوس‏,‏ وعلي هذا فإن الخطوط المتوازية تلتقي في النهاية‏,‏ وأن أقرب نقطة بين نقطتين ليست خطا مستقيما‏,‏ والأرض بيضاوية تقريبا وليست كروية‏,‏ وأن هناك بعدا رابعا هو الزمن الي جانب الطول والعرض والارتفاع‏.‏