عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2010, 04:20 AM
المشاركة 8
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفئة الثالثة .. الكافرون بآيات الله عمدا



ونأتى لمنكر المعجزة برغم وضوحها وهم الكفرة والملحدون فهؤلاء الذين ينكشف لهم الحق فيصرون على الإثم وأمرهم غير مستغرب كسابقيهم من فئة الضالين المتكبرين أمام الاعجاز بالرغم من إيمانهم الظاهر بالقدرة الإلهية ..

لأن الانسان أصله فى الكفر والإيمان طارئ عليه لمن رحم الله .. يقول عز وجل ..
" قتل الانسان ما أكفره "
وكما قال القرآن الكريم " وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة .. "
فالإصرار على الكفر والإنكار هو الصفة الرئيسية للنفس البشرية .. ومنذ عهود الإسلام الأولى طالعنا أمثلة هذا التكبر رغم الإقتناع الداخلى الوثيق بوجود الخالق ووجود الدين القيم .. رأيناه فى كفار قريش وكانوا أول الشاهدين لمحمد عليه الصلاة والسلام بأنه الصادق الأمين ورغم ذلك كذبوه .. وكانوا أول الشاهدين بإعجازية القرآن الكريم .. ومع ذلك استنطقوا المبررات لدحض يقينهم الداخلى بوجود خالق ..
كما فعل الوليد بن المغيرة وكما فعل فيما بعده أبو جهل والذى قال فى اصرار والسيف يجز رقبته فى بدر " أبلغ صاحبك أننى ما ازددت فيه إلا بغضا " وكان يعنى بهذا الحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام .. ليكون وعدهم الحق يوم القيامة كما أخبرنا عز وجل
( ويوم تقوم الساعة يخسر المبطلون )
وفى العصر الحديث وبعد تتابع لكشوف العلمية الدقيقة المطابقة لقدرة الله فى القرآن والمماثلة لقدرته فى الخلق رأينا من هداه الله اليها فردد الشهادة بإيمان عميق ورأينا الكافر بنعمة الله وهديه وكانت تلك الأمثلة فى عشرات العلماء الذين اكتشفوا وحققوا ودققوا فى معاملهم وسنعرض هنا للجانب الذى كفر صراحة وأصر وللجانب الذى استبدت به الحيرة والله أعلم إن كان آمن أم كفر ..
يقول عز وجل ..
(قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع امن لا يهدي إلا أن يهدى)
والآية الكريمة تعبر عن الحيرة التى تسكن المتأمل عندما يطالعها وهى تنطق بالحق عن سبب الكفر والايمان بشواهده قد ألقي بنوره أمامهم .. فكل ما اخترع الانسان وظنه اختراعا هو محض اكتشافات من متابعات للخلائق والطبيعة أى أنها تطبيقات على ظواهر قائمة وفعلية .. فكيف يعجز العقل الذى شاهد وطبق أن يدرك الإيمان والإقرار رغم وضوحه ؟!
وتعالوا بنا نتأمل تجربتين لافتتين لنجوم علماء الغرب وفيها تتبدى مساوئ النفس البشرية .. واحدة مع أينشتين ورفاقه الفيزيائيين .. والثانية مع مكتشفي إعجازية الهرم الأكبر ورد فعلهم حولها ..

( 1 ) تجربة نيوتن وميكلسون وعبقرية أينشتين ..

منذ ظهور عبقرية نيوتن الذى يعتبر الأب الشرعى للفيزياء الكلاسيكية وقوانين الجاذبية التى اكتشفها من خلال اكتشاف قوة الجاذبية الأرضية .. منذ ذلك الحين والإكتشافات العلمية تتوالى بحثا خلف حقائق المادة والكون ..
لأن نيوتن وضع قوانين الجاذبية ومعادلاتها التى ثبتت صحتها .. لكنه عجز تماما عن تفسيرها ووضعها فى إطار المنطق الرياضي وتبرير وجود قوة الجذب الأرضي على الأشياء .. وأتى من بعد نيوتن ميكسون ومورلى صاحبي التجربة الشهيرة المعروفة باسميهما وكانت تدور حول إثبات وجود ما سموه " بالأثير " وذلك فى محاولة تفسير غوامض الضوء التى وقف العلماء أمامها عاجزين .. حتى شفتهم نظرية الأثير نوعا ما وهى التى ملخصها أن فى الفضاء الماثل أمامنا يوجد شيئ غير مرئي اسمه الأثير له قوة تأثير على الأشياء ومن ضمنها الضوء وهذا ما يفسر اللغز الفيزيائي الذى أثار جنون العلماء عندما اكتشفوه وهو ثبات سرعة الضوء مهما كانت حالة مصدره متحركة أو ساكنة .. فتلك الحقيقة التى أثبتها الفيزيائي نيكلسون عمليا أفادت بأن سرعة الضوء البالغة "300 ألف كيلومتر / ث " سرعة ثابتة غير قابلة للزيادة مطلقا حتى لو كان مصدر الضوء المنطلق عبارة عن مصدر متحرك ومهما كانت سرعته ..!
فتجربة نيكلسون والتى أجراها على الجسيمات والإلكترونيات بالذرة أفادت بأن سرعة الضوء المنبعثة من بريق الإليكترون المتحرك بنفس سرعة الضوء ثابتة عند مقدارها المعروف , مع أنها كحقيقة مُسلم بها يجب أن تبلغ الضعف " 600 ألف كيلومتر " وهو مجموع سرعة الإليكترون وسرعة الشعاع المنبثق منه ..
ولتبسيط الظاهرة أكثر ..
سنفترض أن هناك مصدران للضوء واحد منهما ثابت والآخر متحرك بسرعة الضوء وأطلق كل منهما شعاعا ضوئيا فى نفس اللحظة .. هنا المفروض أن تكون سرعة الشعاع المنطلق من المصدر المتحرك ضعف سرعة الشعاع المنطلق من المصدر الثابت لكن هذه الحقيقة الفيزيائية ثبتت عدم صحتها والشعاعان يسيران ويصلان فى نفس اللحظة !
فافترض العلماء نظرية الإثير والتى افترضت وجود هذا الأخير لتبرير ثبات السرعة عن طريق إعاقته للشعاع المتحرك .. وجاء بعد هذا فى بدايات القرن العشرين العالم والمفكر " ألبرت أينشتين " عام 1905 م وهو فى سن الثلاثين عاما ليهدم نظرية الإثير ويدمغها بالخرافة عمليا .. وبعد تجربة أينشتين والتى أعادت الحيرة القديمة للعلماء هرع هؤلاء الحيري إلى أينشتين لتفسير هذا اللغز ,
وانقطع أينشتين محاولا تفسير هذه الأعجوبة وكان تفكيره فى سبب ثبات سرعة الضوء هو الخيط الأول الذى غزل به فيما بعد أكبر وأروع نظرية فيزيائية فى العالم حتى الآن وهى النظرية النسبية الخاصة التى قلبت موازين الفيزياء والرياضيات التقليدية ليبدأ عصر جديد لهما مع توصل أينشتين لحل اللغز ,
وفى الواقع أن ما أتى به أينشتين من تفسير لم يكن حلا بقدر ما هو لغز جديد ظل أينشتين يحاول إفهامه لعالمه دون جدوى إلا من قليل فقد جاء مفسرا ثبات سرعة الضوء مهما تحرك المصدر بأن السرعة القصوى فى هذا الكون هى سرعة الضوء وعندما يتحرك أى جسم أيا كان بتلك السرعة الخرافية فإن الزمن عندها يتوقف نهائيا ويصبح الزمن = صفر بالنسبة لهذا الجسم ولذلك يصل الشعاعان فى وقت واحد ..
وتطبيقا لنظريته إذا تحرك المصدر بسرعة تبلغ ثلث سرعة الضوء مثلا وأطلق شعاعا فإن السرعة تظل ثابتة أيضا ويصل الشعاع المتحرك مع نظيره المنطلق من مصدر ثابت فى نفس الوقت لأن الزمن يؤخر بمقدار السرعة !
وهذا المفهوم هو مفهوم نظرية الزمكان التى قامت عليها نظرية النسبية الخاصة باكتشاف مؤداه أن عالمنا رباعى الأبعاد والزمن هو بُعده الرابع والمكان والزمان شيئان متصلان فى مفهوم أينشتين الذى أثار الجنون ولا تزال نظريته تثيره مع ثبات صحتها كل يوم وكل ساعة
وأجرى العلماء التجارب الواحدة تلو الأخرى ليتضح أن أينشتين على حق ليواصل بعدها هذا الأخير حقائقه المذهلة والتى توصل إليها حول هندسة الكون كله وطريقة تنظيمه التى لا تفيد الفيزياء الرياضية التقليدية لنيوتن وإقليدس وفيثاغورس فى فهمها لأن الكون كله متحرك ولا شيئ به ثابت والأهم أن الكون كله عبارة عن خطوط منحنية ولا وجود فيها للخط المستقيم وحتى الضوء ذاته بل حتى الفضاء ينحنى مع قوى الجذب الكونى
وقال أيضا أن الجسم الذى يفترض فيه أن يتعدى سرعة الضوء سيمكنه أن يسبق الزمن بمعنى أنه سيعود للماضي ! وهى الفرضية المستحيلة والتى أفادت من قبل عن استحالة الوصول لسرعة الضوء ذاتها لأن تلك السرعة تجعل كتلة الجسم لا نهائية وقصوره الذاتى لا نهائي وبالتالى فالجسم ذى الكتلة الذى يصل لسرعة الضوء لن يصل إليها بهيئته ذات الأبعاد المحسوسة " الطول والعرض والارتفاع " وبالتالى فالوصول إليها مستحيل ..
وعندما طلب العلماء وانتظروا منه استخراج واستنباط رياضيات تناسب فلكيات الكون وتكون لها قوانين واضحة يمكن معها فهم المعمار الكونى وحركته .. ظل أينشتين ومعه عدد غفير من العلماء يحاولون الوصول إلى القوانين المفترضة حتى أنهم أضافوا لبعد الزمن أبعادا أخرى متعددة فى عالمنا وغير منظورة لنا كبشر بلغت ستة عشر بعدا مخفيا ومفترضا كمسلمات رياضية ليمكنهم الوصول إلى تلك القوانين فعجزوا وكان أول المعترفين بهذا العجز أينشتين نفسه .. وعندما سألوه السؤال المعبر عن الحل لهذا الإشكال أجاب " رياضيا .. يجب أن يكون هناك إله لينتظم الكون على تلك القوانين غير المألوفة لعالمنا " !
وبعد مقولة أينشتين الشهيرة والتى كررها فى أكثر من استضافة بقوله " إن الله رياضيا موجود .. "
الله أعلم بمدى تأثير توصله لتلك الحقيقة الأولى والتى كان لابد أن تقوده وتقود غيره لقوله تعالى
( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) .....
والأية واضحة معبرة بقولها
( وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
إضافة للعجز الذى لاقوه فى فهم الدقة الكونية المطلقة والتى سمحت بوجود الأرض ضمن إطار مجموعة كواكب تابعة لشمس تبلغ درجة حرارتها 15 مليون درجة مئوية ولو انخفضت تلك الحرارة الخرافية بمعدل درجتين مئويتين لا غير .. فهذا يعنى ببساطة حدوث عصر جليدى على الأرض بالإضافة للكشف عما سماه العلماء أعمدة المجال المغناطيسي والتى تمثل القوة الرادعة فى الفضاء لتحفظ للشمس سيطرتها على الكواكب التابعة فلا تنغمر فى الفضاء
فصدق من قال
( هو الذى رفع السماء بغير عمد ترونها ) ..
أى أنها مرفوعة بأعمدة لا نراها مما يشير بوضوح وإيجاز معجز إلى أن هناك أعمدة لا نراها تحفظ للكون اتزانه ـ كما أوضح د. مصطفي محمود ـ.. مصداقا لقوله تعالى
( وجعلنا السماء سقفا محفوظا )
فسبحان الذى خلق فأحسن .. وما أبعد العقل عمن رأى فأنكر وكفر