عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2010, 04:20 AM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكمثال للايضاح ..

فإن الإنسان عندما يتعرض للألم مثلا فى كفه نتيجة إصابة فالإشارة التى تصل للخلية المساعدة تحمل أمر هذا الألم واقتراح بالتخلص منه بينما تقوم خلية أخرى بدراسة الظرف المحيط به واقتراح رد الفعل المناسب وتكون مهمة الخلية العصبية الإختيار بين هذه الخيارات وتحديد رد فعل واحد منها ولذا نجد أن الإنسان المتعرض لإصابة من مصدر مشتعل مثلا قد لا يبعد يده كما هو متوقع نتيجة لإنشغال يده المصابة بأمر أهم من إبعادها عن مصدر الإشتعال كما لو أنه كان يحمل طفلا ويخشي عليه فدفعه هذا للتحمل أو أن مصدر الإصابة أتى من إناء تسخين مملوء بماء ساخن وأمسك بها الإنسان ورغم ذلك تحمل الألم ولم يلقها لإدراكه أن الماء الساخن إذا وقع من الإناء تسبب فى زيادة حجم اصابته مما يدفعه لتحمل الألم ووضع الإناء الساخن بهدوء
أيضا عندما يتعرض الإنسان لإغراء ما يخالف معتقداته فَـيَـهُم بالإستجابة له تبعا للغريزة ثم يتراجع عنه بفعل العقيدة تكون خلايا الضمير هنا قد رفعت تقارير مختلفة كل منها يحمل اقتراحا معينا مختفا عن الآخر وتكون مهمة الخلية العصبية إنتقاء الصواب وفعله
وهذه الحركة البسيطة من رد الفعل على إمساك الإنسان بإناء ساخن أو التراجع عن الإستجابة لشهوة تكون نتيجة لملايين الاتصالات المتبادلة بين جزء الجلد المصاب أو مركز الرؤية وبين الخلايا المعاونة والتى بدورها ترفع تقارير منفصلة إلى الخلية العصبية التى تنتقي رد الفعل الصحيح من ملايين الإختيارات وكل هذا يجيئ فى زمن بالغ الضآلة لا يتجاوز 1/ 100 من الثانية أو أقل !
كان بافلوف يظن أن ردود الأفعال هى وظيفة المخ بينما اتضح أن وظائف المخ أعمق من هذا بكثير عندما تتحد الخلايا العصبية وتعمل بمجموع قدراتها .. حيث تكون وظيفة الخلايا العصبية المنفردة هى ردود الأفعال ودراستها بشكل مستقل وذلك تبعا لما اكتشفه البروفيسور أنوكى من أن الخلية العصبية الواحدة لها إمكانية اتصال خرافية تبلغ " 10 أس 28 " اتصال فى الثانية الواحدة !
وهى إمكانية مذهلة لا تستخدمها الخلية فعليا وإن كانت قادرة على إجراء هذا العدد من العمليات بالفعل ..
أما الشيئ الخارق فعلا فهو إمكانية الإتصال لدى المخ بكامل خلاياه فى الثانية الواحدة وهو الرقم الذى حدده البروفيسور أنوكى وأثبته وسط ذهول الدوائر العلمية حيث يبلغ عدد الإتصالات التى يمكن للمخ البشري أن يجريها بطاقته القصوى هو حاصل ضرب إمكانية إتصال الخلية الواحدة فى مجموع الخلايا الذى يتراوح ما بين " 10 ـ 15 " مليار خلية
لتكون النتيجة كالتالى
رقم 10 وعلى يمينه أصفار مرصوصة بطول 9 مليون كيلومتر !! وهذا الرقم البالغ الغرابة المستحيل نطقه هو إمكانية الإتصالات التى يمكن للمخ إجراؤها فى ثانية واحدة فقط ..
أما ما يجريه المخ فعليا من اتصالات فى الأحوال العادية المستقرة بالإنسان فى الثانية الواحدة فهو عدد اتصالات يبلغ مائة مرة قدر الإتصالات التى تجرى على الكرة الأرضية بكل أجهزتها واتصالاتها السلكية والبرقية والإليكترونية وأقمارها الصناعية .. وهو رقم متواضع إذا علمنا أن وظيفة المخ فى الرقابة تشمل بالمتابعة المستقلة كل خلية فى كامل جسم الإنسان حيث يتحكم المخ فى نشاط كل منها فى كل ثانية وتقوم كل خلية بممارسة وظيفتها بناء على الأوامر الصادرة إليها من مركز السيطرة !
تبلغ سعة الذاكرة البشرية بعد الأبحاث الحديثة التى تعمقت بشكل بالغ فى الوظائف المخية واكتشفت أن الإنسان العادى لديه ذاكرة حديدية بسعة استيعاب خرافية تمكنهُ ـ لو أراد ـ من استيعاب كراسة معلومات من مائة صفحة على الأقل كل ثانية ليبلغ متوسط قدرة الإنسان على الحفظ فى متوسط عمر يبلغ 90 عاما من أن يستعيد وبدقة مطلقة ما مقداره 3000 مليون كراسة معلومات .. !
لا وجود للنسيان فى المخ البشري حيث تستطيع الذاكرة البشرية استعادة أى مشهد وأى معلومة فى أى وقت من العمر بشرط هام تحدث عنه البروفيسور أنوكى وهو الصفاء الذهنى الكامل مقرونا بالهدوء الروحى التام .. لأن المخ لا يستطيع الإستجابة لعشرات الأوامر التى تصدر إليه فى وقت واحد ولكنه يجيب على كل إتصال أو رغبة على حسب أهميتها التى ترفع إليه من تقارير خلايا الضمير السابق الإشارة إليها ويهمل الباقي ..
ولذلك تمكن محترفو التنويم المغناطيسي وهم من الروس أيضا من دفع شخص خضع للتجربة العملية إلى أن يتذكر ويرسم صفحة كاملة مكتوبة بلغة غير لغته بعد أن ألقي عليها نظرة واحدة فقط وهى التجربة التى فسرتها اكتشافات أنوكى لأن التنويم المغناطيسي يبلغ بالانسان درجة فائقة من الإسترخاء وعدم التركيز إلا فيما يطلب منه .. وهذا أيضا ما يفسر عمليا ما توارده التاريخ الاسلامى من سعة ذاكرة واستيعاب الأئمة القدامى حيث كان الواحد منهم يتبحر فى سبعة أو عشرة علوم يجيدها كلها ويتدارسها ..
وكان الإمام الشافعى رضي الله عنه يحفظ صفحة الكتاب بمجد نظرة واحدة حتى أنه كان يخفي الصفحة المقابلة لكى لا يحفظها قبل الصفحة السابقة لها ! نظرا للإطمئنان الخرافي الذى كان يبعثه الإيمان فى قلوبهم ويدفعهم إلى تركيز قدراتهم فيما هم بصدده فقط مما يخرج بالمخ إلى آفاق وقدرات خرافية تجعله ينفصل عن المكان والزمان ولا يشعر إلا بما تحت يده .. ويروى التاريخ الإسلامى أيضا كيف أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كان يصلي فى الحرم أثناء اشتداد المعارك بينه وبين جيش الأمويين بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي والذى قام بضرب الحرم المكى بالمنجنيق .. ومرت واحدة من قذائف المنجنيق بين لحية عبد الله بن الزبير وبين كفيه المعقودين أمام صدره فى صلاته فلم يهتز أو يغير وقفته أو يقطع صلاته لحظة واحدة !
وصلت بحوث أنوكى واكشافاته الى قدرات جديدة للمخ البشري فسرت الكثير من الظواهر الخارقة التى تسجلها الموسوعات المختلفة بالذات لفقراء الهنود الذين تمكنوا من التحكم فى الألم الطبيعى ومنعه وفى اخضاع أنشطة الجسم اللارادية للارادة فسجلت لهم التجارب قدرتهم على خفض ضغط الدم والحرارة والوصول بنضات القلب لحدها الأدنى بمجرد الارادة !حيث اكتشفت معامل العلماء قدرات أطلقت عليها اسم " الفيت باك " والبيو فيت باك " ..
1. الفيت باك فهى المواد الكيماوية التى يقوم المخ بتركيبها وتخليقها ذاتيا ويبلغ عددها مائة مادة لم يتمكن العلماء إلا من كشف طبيعة 12 مادة فقط منهم
وأذهلتهم وظائف تلك المواد التى أثبتت أن المخ البشري به صيدلية ذاتية فائقة القدرة على تخليق الكيماويات ومن هذه المواد الإندورفين والإنكفرين وهى مواد مخدرة تبلغ قوتها التخديرية مائة مرة قدر المورفين مع العلم بأن المورفين يتيح للانسان عدم الشعور بالألم نهائيا حتى لو تقطعت أوصاله ..
واكتشاف تلك المواد الذاتية القدرة فى المخ هو الذى فسر العديد من حالات المغص الكلوى الحاد التى فاجأت بعض المرضي فى ظروف قاسية بعيدة عن أى نوع من الإسعافات ومع ذلك فقد نجا هؤلاء من تلك النوبات وسكن الألم ذاتيا ..
والتفسير العلمى لهذا أن المخ لا يبادر مطلقا بتركيب مواد الأندورفين والإنكفرين إلا فى حالة عجز الإنسان عن إدراك العلاج والتسكين بوسيلة خارجية .. هنا يتدخل المخ لانقاذ الموقف ويفرز المواد تلقائيا ..
ومن تلك المواد أيضا الأستيل كولين المنشطة للذاكرة وغيابها يسبب الزهايمر فى آخر العمر بالتحديد لأن إفراز تك المادة يقل بقلة النشاط .. ولذلك انتشرت حالات الزهايمر في الفئة المحالة للتقاعد
ومادة الدوبامين المسئولة عن الإتزان وقد كان اكتشاف تلك المادة بالذات فتحا علميا جديدا فى علاج مرض مستعصي وهو " مرض باركنسون " والمعروف باسم " الشلل الرعاش " حيث تم اختبار تلك المادة على مريض وكانت النتيجة قياسية وسريعة فى تمكنه الفورى من استعادة سيطرته على عضلاته لمدة معينة من الوقت ولذلك كان العلاج الوحيد الذى جري به العمل الآن هو زرع خلايا مخ مسئولة عن إفراز الدوبامين فى المخ ويتم أخذها من الغدة الكظرية " فوق الكلوية " وهى تلك الغدة الوحيدة بالجسم التى تحتوى خلايا عصبية ومخية ومسئولة عن إفراز مادة " الأدرينالين " التى اكتشفها العلماء منذ زمن بعيد وهى مسئولة عن تنشيط قدرات الإنسان حال الشعور بالخطر فتصل بقدراته إلى معدلات مستحيلة
2. البيو فيت باك .. وهى ما توصلت اليه الأبحاث من أن المخ البشري لأى انسان قادر بالتركيز والصفاء الروحى على التحكم الكامل فى الوظائف اللاإرادية وهو الاكتشاف العلمى الذى استطاع به العلماء فى بداية القرن الحالى تفسير الخوارق التى كان يفعلها فقراء الهنود ..
وكذلك تمكنوا من تفسير قدرات الساحر الأشهر فى القرن العشرين " دافيد كوبر فيلد" والذى كان يتمكن من الخروج سالما من صندوق صلب مغلق برتاج محكم بعد إلقاء الصندوق فى البحر .. حيث كان دافيد كوبر فيلد يبتلع نسخة من مفتاح الصندوق ويحتفظ به بمعدته وبعد سقوط الصندوق فى البحر كان يستغل قدراته فى خفض عملياته الحيوية إلى أدنى حد بحيث لا يحتاج إلى التنفس بنفس المعدل الطبيعى ويقوم بدفع المفتاح لأعلى عكسيا من المعدة والتقاطه وفتح الصندوق والخروج منه ..
وهو ما تم اختباره فى المعامل على متطوعين فى الولايات المتحدة وروسيا ونجحت التجربة عشرات المرات ..
اكتشفت الأبحاث الحديثة أيضا مزيدا من عجائب المخ البشري وهى قدراته الذاتية على توظيف أعضاء الجسم المختلفة ليحل العضو المجاور لأى عضو مصاب فى مكانه ويقوم بنفس عمله
وهو ما أثبته العلماء عندما تابعوا مريضا بالصرع أجريت له عملية استئصال نصف المخ كاملا وعاش المريض عشرين عاما بعد ذلك يمارس حياته بشكل طبيعى رغم العملية البشعة التى أُجريت له ولم تتعد نسبة نجاحها الواحد فى المليون وبتحليل المخ اكتشف العلماء أن النصف الآخر من المخ تحرك لأخذ مهام النصف المفقود كاملة فتمكن المريض من استخدام كافة قدراته رغم وجود حواس عديدة فى النصف المنزوع من الرأس
هذه الحقائق المذهلة ..
بالذات تلك التى أبرزت الفارق بين عمل النصف الأيسر والأيمن من المخ وكيف أن الحضارة الغربية بعد هذا الإكتشاف المذهل أخذت فى مراجعة الحسابات عندما اكتشفوا ضمور خلايا النصف الأيمن المسئول عن الأنشطة الروحية والعقائدية والاتزان النفسي كنتيجة مباشرة لتركيز المخ على أنشطة الجزء الأيسر المسئول عن التفكير المادى .. أليست تلك الحقائق داعية لنا بالتأمل نحن الشرقيين من باب أولى .. لا سيما وأن علماء الغرب هم من أعلنوا حسدهم الآن للحضارات الشرقية ..
ترى هل هى مصادفة أن يكون النصف الأيمن من المخ هو المسئول عن مهام العقيدة والتوحيد ونجد فى نفس الوقت القرآن الكريم يتحدث عن أهل اليمين وهم أهل الجنة وأهل الشمال وهم أهل النار .. هل هى مصادفة ؟!
محال .. " ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار "
وهذا هو ما رأيناه فى أنفسنا كما قررت الآية الكريمة ..

فماذا عن الآفاق يا ترى ؟! .. لنتأمل ونرى

ولا زالت أسرار الكون التى تتكشف فى كل يوم .. " فى الآفاق "
ومؤخرا اكتشف العلماء بوضوح الكوكب الحادى عشر فى المجموعة الشمسية ليتحقق قول الآية الكريمة فى سورة يوسف
" إذ قال يوسف لأبيه:يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "
مع أن العلماء اسقروا ما يزيد عن عشرين عاما على حقيقة أقروها وهى أن المجموعة الشمسية تتكون من الشمس وبها تسعة كواكب ضمنها الأرض .. لتأتى وكالة ناسا لأبحاث الفضاء فى بداية القرن الحالى لتقرر أن المجموعة الشمسية بها 11 كوكب من ضمنها الأرض بعد أن كشفوا خداع الرصد الفلكى الذى أظهر الكوكبين الأخيرين كأقمار تابعة
وبالنسبة للكشوف الكونية
ما توصل إليه العلم حتى تلك اللحظة ـ ولا زالت الكشوف تتوالى ـ أن الكون يحتوى على مائة ألف مليون مجرة بكل مجرة مائة ألف مليون نجم لبعضها مجموعات شمسية وكواكب تابعة
وهناك نجوم مثل نجم " كويزار " اكتشف العلماء أن طاقته المنبعثة منه تعادل الطاقة المنبعثة من كامل مائة ألف مليون نجم بمجرة درب التبانة التى تقع مجموعتنا الشمسية فى مدارها !
وبعد هذا خرج علينا بعض علماء الغرب يقررون أن الوصول إلى القمر هو اختراق للسموات والأرض بسلطان العلم !
ويزعمون أنهم خالفوا التقرير القرآنى باستحالة ذلك مع إدراكهم الكامل أن المسافة بين الأرض والقمر ثانية ضوئية واحدة تقريبا بما يعادل 300 ألف كيلومتر " وهى المسافة التى يقطعها الضوء فى ثانية " والمسافة بيننا وبين الشمس تبلغ 8 دقائق ضوئية ومدى بحث الإنسان ونزوله لم يتعد القمر بعد ومن المتوقع أن يصل إلى المريخ قريبا .. أى أن العلم لم يحتو ويخترق بعد مجموعته الشمسية التى لا تساوى مثقال ذرة فى مجرتها " 1 / 100 ألف مليون من المجرة " والتى بدورها لا تساوى ذرة من عدد مجرات الكون " 1 / 100 ألف مليون من عدد المجرات المدرَكة فى الكون والذى تبلغ مساحة اتساعه المـُدركة حتى الآن 15 ألف مليون سنة ضوئية "

بالله عليك عزيزى القارئ ألا تشعر أنك بحاجة إلى سجدة خاشعة واستغفار حتمى لله عز وجل ؟!

وهل يمكن الرد بغير السخرية من أولئك المحتجين قديما على القرآن بمخالفة آياته التى تحدثت عن استحالة اختراق الكون ؟!

هذا مع الوضع فى الاعتبار أن الإنسان لم يتمكن حتى الآن من الوصول لمعشار سرعة الضوء وحتى لو وصل إليها ـ وهذا مستحيل كما قررت النظرية النسبية ـ فسيحتاج إلى مليارات السنوات الضوئية ليصل إلى المدى الذى اكتشفه من الكون مع العلم بأن الكون نفسه لن ينتظر هذا الإختراق المفترض لأنه فى حالة اتساع مطرد لا يتوقف وهو ما قرره العلماء ككشف ثابت علميا مصداقا لقول الله تعالى
" والسماء بنيناها بأيد .. وإنا لموسعون .. "
ففيم مكابة المكابرين بعد كل هذا .. وهل لا يزال أولئك على ظنهم أن القرآن الكريم وإعجازيته العلمية خرافة صنعتها العرب بعسف اللغة ! .. وهل بعد بيان اللغة فى الآيات الكونية بيان آخر يا ترى .. ؟!
وهل فهم المرتابون أى جرم أجرموا