عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 06:40 AM
المشاركة 4
نزار ب. الزين
عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب
  • غير موجود
افتراضي

إن كانت الأشجار الخضراء جعلته يستمتع بزقزقة العصافير فإن الأوراق الخضراء رمت به إلى مكتب المحقق ..
وإن كانت حلاوة الآيس كريم قد هدته إلى الكنز الطارىء فإن الشوكولاطة التي تغلفه قد رمت به في ظلمات السجن
وبين هذا وذاك تتسارع الأحداث لتجعل الحلقات متماسكة وتجعلنا نلهث للبحث عن الحلقة المفقودة والأهم في القصة
خاتمة الطمع المشروع الذي يقبع بعيدا في ركن مظلم من النفس متربصا , منتظرا الفرصة ليطفو ويخرج من قمقم
النهي والأمر..
لقد رفع الستار على مشهد هادىء رتيب يجعلنا نعتقد أن فادي رجل قد غلّف حياته بالنظام , فهو قد اعتاد ممارسة
الرياضة , وأوجد لحياته نظاما غذائيا صارما يحميه من متقلبات الصحة المفاجئة ...
هذا النوع من الناس, صعب أن تؤثر فيه مجريات الأمور أو متقلباتها ..
لكن يبقى الطمع - تلك الشهوة الكامنة فينا - غول يحث الخطى خلفنا ..
وقد سقط " فادي " من أول إغراء ..
كان ينافق ؟..
ربما .
فما كان ذاك البهرج الذي غلّف به حياته إلا درءا لوقوعه في الأسوإ ..
ووقوعه في الخطإ سيجره حتما إلى المزيد من الأخطاء..
وكانت بداية النهاية بسقوطه في فخ الآيس كريم عدوّ صحته , والتي يسعى للحفاظ عليها بممارسة الرياضة ..
ومن هانت عليه حياته لا يرفض الانجراف خلف الخطإ..
حلقات من الخطإ سعى فادي لتحطيمها على مساحات عمره وشواطىء عائلته الهادئة ..
حلقات حاول نزار ب الزين أن يعيد جمعها بعد أن نفخ فيها من روحه لتصلنا كأجمل ما تكون ..
وجمالها يكمن في إقحامنا في مجريات الأمور لنكون شهودا على فادي وهو يخفي حقيبة الدولارات بين طيات ثيابه
بعد أن طوقها بنبضات قلبه المتسارعة وحطم أجراس الضمير بأمانيه التي تفرعت أغصانها ..
فادي الذي نسي كمية السكر التي ربما يكون إصبع الآيس كريم قد رفّعها.. لقد أحرق الكنز حذره ونظامه وعقله ..
وكيف يحتمل العقل هذه الصعقة المفاجئة ؟
لقد تخدرت الحواس واستيقظ مارد الطمع يفتح أمامه أبواب الأحلام الموصدة , ويدخله مملكة الثراء..
وقد حاول فعلا أن يدخل هذه المملكة.. لكن أنّى له ذلك ومارد الطمع لم يستطع أن يئد خوف الزوجة من المجهول ..
حاول .. ومرات حاول ..
فانبثق الصراع الأزلي بين الشر والخير .. بين الطمع والقناعة .. بين التهور والعقل .. بين شهوة النفس وحكمة
الضمير ..
صراع لم تكن فيه الغلبة لأحدهما .. ناما ليتواصل الصراع من الغد .. وإلى الأبد ..
حاول فادي أن يبرم صلحا مع نفسه ومع زوجته ..
وليته لم يفعل ..
لقد كانت الهاوية التي ارتمى فيها حين أقنع نفسه أنه قادر على دخول مملكة الغنى من باب غسل الأموال وهو لا
يدري أنه يغسل مبادئه ليتخلص من آخر نبضة ضمير فيه ..
وسقط المسكين فريسة الطمع ..
سقط في هوة السجن ..
والله أعلم أين ستحمله تلك الهوة ...
كاتبنا المبدع : نزار ب الزين
أمتعتني حد الثمالة .. أحسست فعلا أني أقرأ قصة ..
لذلك لا تلم قلمي الذي سال حبره بين جنبات إبداعك ..
أتمنى ألا يكون قد شوّه هذه الرائعة بثرثرته ..
هكذا قرأت قصتك وأتمنى أن أكون قد وفقت في بعضها ..
ولتبق كما أنت رائع دوما ..
******
اخي الرائع طارق الأحمدي
قدمت هنا ، تحليلا قيِّما للغاية
أضاء جميع جوانب النص مما رفع من قيمته و أثراه
هذا إضافة لما صاحبه من بحث شامل للعوامل النفسية التي تأثر بها فادي و التي تتناول أيضا الإنسانية بشكل عام فأجدت و أبدعت
***
أما ثناؤك أخي الكريم فهو إكليل غار زيِّن نصي و توَّج هامتي
فالشكر الجزيل لك و الإعتزاز العميق بك
نزار