الموضوع: رجل الظل
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2011, 03:18 PM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قرءاه نقدية مغايرة ومعمقة لقصة " رجل الظل" لكاتبها القاص مباركالحمودومحاولة لفكفكة الغموض فيالقصة واستخراج عناصر الجمال والتأثير فيها:-

"رجل الظل"...قصة أخرى فذة من قصص مبارك الحمود التي تمتاز بالقوة في الصياغة، والمتانة في الأسلوب السردي، والشد، والإدهاش، والغموض إلى حد لا يكاد يحتمله المتلقي.

قصة جميلة تقوم على صراع نفسي داخلي رهيب، يدور في نفس بطل القصة الذي يروى لنا قصته مع ظله، وقد اختار مبارك الحمود ان يسرد لنا قصته بصيغة المتكلم، وهو الأسلوب الأكثر تأثيرا في المتلقي، كون أن الراوي شديد المصداقية.

وهي قصة فيها الكثير من عناصر الجمال التي تجعل النص حيويا، بل ينبض بالحركة والحياة.

وفيها الكثير من الألفاظ التي تستثير المشاعر والأحاسيس والتي يكون وقعها شديد في بعض الأحيان وأشبه ما يكون بسيل عارم أو فيضان من المشاعر المتدفقة.

وفيها من الألوان ما يجعلها مثل لوحة فنية تجسد مشهدا جميلا فيه من السحر الكثير. كما انه يسخر التضاد الذي يكاد يكون سيد الموقف في القصة بإكمالها والمتمثل في الرجل وظله.

ورغم أن في القصة حبكة متسلسلة الأحداث، لكننا نجد بأنها تتمحور حول شخصية البطل،هذه الشخصية الغنية، والديناميكية، والنامية المتطورة عبر القصة، والتي تتمكن من استقطاب اهتمام المتلقي وشده إلى الحدث بصورة مهولة. ولكن ابرز ما في هذه الشخصية ربما هو ذلك الصراع الداخلي الذي يتقن القاص مبارك الحمود رسمه وتصويره للمتلقي بصورة آسرة بالغة التأثير.

ويظل الغموض احد عناصر التشويق الرئيسية في هذه القصة كما هو الحال في باقي قصص مبارك الحمود. هذا الغموض الساحر يجعل القصة ذات مدلولات متعددة، يمكن فهمها على عدة أوجه....ولعل المجتهد مثلي لا يستطيع سبر أغوارها بشكل كامل مهما اجتهد...لتظل غامضة قابلة للتأويل والتفسير من أبعاد أخرى متعددة وهو ما يشير إلى قدرة مبارك الحمود على الكتابة القصصية الفذة...

لقد اختار مبارك الحمود هذه المرة كلمتين عنوانا لقصته ( رجل الظل) وليس كلمة واحدة كما هي عادته. وربما أن السبب هو حاجته لتمييزها عن قصته الأخرى المدهشة والتي عنونها باسم "الظل". ولا شك أن هذا العنوان الذي اختاره يظل مناسب وهو يوحي بما ستكون عليه القصة من غموض ورهبة وإدهاش، وهو حتما يثير الكثير من الأسئلة في ذهن المتلقي الذي يندفع في محاولة للحصول على إجابات عن تلك الأسئلة التي أثارها العنوان في مخيلته.

يتبع،،،