عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2011, 01:01 PM
المشاركة 103
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع رواية
36 ـ جود المغمور، للمؤلف توماس هاردي.
Jude the Obscure
Thomas Hardy
جود المغمور
توماس هاردي

بطل هذه الرواية هو ( جود ) Jude و هو شاب يتيم كان يفكر في مغادرة القرية و الدراسة في جامعة ويستمينستر بعد أن يتقن اللغتين اليونانية و اللاتينية , لكن زواجه من أرابيلا Arabella وو قوعه في غرام ابنة عمه ( سو ) Sue قد منعاه إلى حد ما من تحقيق أحلامه

تبدأ هذه الرواية بتعريفنا
بطفولة جود و التناقض الذي عاشه هذا الصبي فمعلم المدرسة فيلوتسون Phillotson يوصيه بأن يعامل الحيوانات و الطيور برفق و أن يقرأ المزيد و المزيد من الكتب , وبالرغم من أن هذا الصبي اليتيم كان يعمل كفزاعة طيور في الحقول فإنه يمتثل لتعليمات معلمه و يسمح للطيور بأن تأكل من المحصول لذلك فإنه يتعرض للضرب و الطرد من عمله .
لقد كان جود لايحب قريته و كان يتوق للحياة و الدراسة في المدينة لكن أحلامه و آماله كانت تنتهي دائماً بشكل مأساوي فعندما يرسل له المعلم فيلوتسون كتباً عن قواعد اللغتين اللاتينية و اليونانية يكتشف جود بأن فهم هذه الكتب دون معلم هو أمر مستحيل .

لقد كان القرويون الآخرون يشعرون بالغيرة منه و كانوا يحاولون منعه من أن يصبح متميزاً عنهم لكن جود لم يكن طالب علم بمعنى الكلمة فقد استطاعت أول فتاة يقابلها في الطريق وهي أرابيلا Arabella
أن تغير مخطط حياته و أرابيلا هذه كانت فتاةً قروية سوقية و كانت تفكر بالزواج من جود الذي جذبها بوسامته وقد نصحتها نساء القرية بأن أفضل طريقة للزواج من رجل ما تتمثل في أن تحمل المرأة منه سفاحاً وأن تضعه بعد ذلك أمام الأمر الواقع وهذا ما كان
فقد ادعت أرابيلا كذباً أنها حامل .

لقد كان حمل أرابيلا الكاذب صدمةً كبرى لجود فهو لم يكن يحبها حيث كانت علاقته بها مجرد علاقة بهائمية عابرة كما أن ارتباطه بها كان يعني تخليه عن أحلامه و بالإضافة إلى كل هذا لم تكن توجد أية نقاط مشتركة بين جود و أرابيلا و هذا ما نراه عندما تسخر منه عندما يذبح الخنزير برفق فقد كانت لا تكترث لآلام الكائنات الأخرى .


إن مشهد دماء الخنزير التي أريقت على الثلج كانت ترمز إلى الصراع بين الواقع الفج الذي تمثله ارابيلا و بين المثل العليا التي يسعى جود للوصول إليها في حياته .

إن علاقة زوجية كتلك التي تجمع بين جود و أرابيلا لا يمكن أن تستمر طويلاً إلا بطغيان أحد الطرفين على الآخر فالمتناقضين لا يمكن أن يتعايشا إلا بطغيان أحدهما على الآخر … وعندما يكتشف جود أنه قد وصل على طريق مسدود مع أرابيلا يحاول الانتحار لكن تلك المحاولة كانت محاولة فاشلة .
لكن أرابيلا تهجره بعد ذلك لأنها كانت تخطط للهجرة مع والديها إلى استراليا و هذا الأمر قد أحيا آمال جود من جديد سواء تلك المتعلقة بالالتحاق بالجامعة أو تلك المتعلقة بالزواج من ابنة عمته ( سو )
Sue .
لقد قام جود بمراسلة عدد من رؤساء الجامعات طالباً الالتحاق بجامعاتهم لكنه كان يتلقى رداً واحداً منهم , فقد كانوا جميعاً ينصحوه بأن يهتم بعمله كعامل بناء لأنه مكانه الطبيعي في الحياة لذلك فإن السنوات العشر التي أمضاها في مطالعة الكتب و تعلم اللغات الأجنبية قد ذهبت عبثاً و هكذا فقد بدأ يتعاطى الخمر في إحدى الخمارات الوضيعة .
وخلال تلك الفترة تلقى جود رسالة من ابنة عمته سو تخبره فيها بأنها تدرس حالياً في جامعة ميلشستر و انها تشعر بالوحدة لذلك فإنها ترجوه أن يأتي للعيش قريباً منها وهكذا فإنه يجد عملاً في إصلاح إحدى الكاتدرائيات هناك لكنه سرعان ما يكتشف أن ابنة عمته سو كانت تخطط للزواج من فيلوتسون معلم المدرسة العجوز في القرية و على كل حال فإن علاقة الخطبة التي جمعت فيلوتسون مع سو لم تمنع جود من مقابلة ابنة عمته و قد حدث أن تأخرا عن القطار المتوجه إلى ميلشستر
Melchester لذلك فإنهما أمضيا الليل في كوخ أحد الرعاة لكن كلاً منهما نام في غرفة منفردة وفي اليوم التالي أوصل جود ابنة عمته إلى الجامعة فأعطته صورتها .
لكن إدارة الجامعة لم تصدق بأن سو هي ابنة عمة جود لذلك فإنها تمنع من مغادرة غرفتها كنوع من العقاب و تنصح إدارة الجامعة سو بأن تتزوج من جود حتى تحافظ على سمعتها لكن جود لا يستطيع أن يتزوجها لأنه متزوج من أرابيلا لذلك فإنها تطرد من الجامعة .
وخلال تلك الفترة ترجع أرابيلا من استراليا إلى زوجها جود بعد أن تضع مولودها هناك و جود يصعق عندما يعلم بأن زوجته أرابيلا قد تزوجت رجلاً آخر هناك لكنه يخفي قصة زواجها الثاني خوفاً عليها من العقاب .

إن اللقاء القادم بين جود و سو يتم خلال جنازة والدة سو وهنا يقدم لنا المؤلف توماس هاردي مشهد الأرنب في المصيدة كرمز لقدر جود و سو الذي لا مهرب منه .
إن جود يحرق كتبه كما فعل الدكتور فوستوس في مسرحية كريستوفر مارلو و كأن إحراق الكتب هذا كان بمثابة إقرار بالذنب و اعتراف بأنه قد وصل في حياته إلى نقطة اللاعودة .

وبعد العرس تختبئ سو من زوجها فيلوتسون في خزانة الملابس لذلك فإنه يسمح لها بالنوم في غرفة منفصلة وعندما يدخل فيلوتسون و هو شارد الذهن إلى غرفة نومها فإنها ترمي بنفسها بشكل هستيري من النافذة لذلك فإنه يطلب المشورة من بعض أصدقائه فينصحه أحدهم بأن يضربها و بأن يعاملها معاملةً قاسية حتى يعيدها إلى جادة الصواب لكن فيلوتسون يخبره بأنه يحترم علاقة الحب العذري التي تجمع بينها و بين جود و هكذا فإن فيلوتسون يمنح زوجته الحرية المطلقة في أن تعود إلى جود و هكذا يسافر جود مع سو إلى البريكهام
Albrickham لبدء حياة جديدة في مكان لا يعرفهم فيه أحد و ذلك بعد أن يطلق أرابيلا طلاقاً مدنياً .
و أثناء رحلتهما تلك يقضي كل من جود و سو الليل في غرفتين منفصلتين في إحدى الفنادق , لكن سو تغضب عندما تعلم بأن جود وزوجته السابقة أرابيلا كانا قد قضيا ليلة في الفندق ذاته في غرفة واحدة .

وفي القرية يجبر فيلوتسون على الاستقالة من وظيفته لأنه سمح لزوجته سو بأن تهرب مع جود و هكذا يفقد فيلوتسون كلاً من وظيفته و سمعته مما أدى إلى تدهور صحته بشكل خطير و عندما تعلم سو بذلك فإنها تعود إليه لتعتني به و تمرضه و في بداية العام التالي يطلق فيلوتسون زوجته سو .

وبعد زواج جود من سو تسمح له سو بأن ينام معها خوفاً من أن تفقده مجدداً فقد كانت تشعر بغيرة شديدة من أرابيلا المرأة الساقطة التي مارست الرذيلة مع جود قبل أن تتزوج منه ثم تزوجت زوجاً آخر في أستراليا ثم مارست البغاء غير مرة .

و كان على جود و سو أن يعتنيا بابن جود الذي أنجبته ارابيلا أثناء إقامتها في أستراليا , لكن أرابيلا التي كانت تعيش مع رجل سكير شعرت بالغيرة من جود و سو الذين كانا يعيشان مع الطفل كأسرة واحدة سعيدة و بالإضافة إلى كيد أرابيلا فقد كانت السمعة السيئة تطارد هذين الزوجين أينما اتجها و تدمر حياتهما و جود الذي كان يعمل في ترميم الكنائس قد تعرض للطرد من عمله من قبل رجال الدين لأنهم كانوا يعتقدون بأن بناء و ترميم الكنائس هو عمل مقدس يجب ألا يقوم به شخص سيء السمعة و هكذا فقد أجبر هذين الزوجين على بيع ممتلكاتهما في المزاد العلني وخصوصاً بعد أن أنجبت سو عدة أطفال آخرين .

و كما أن الأقدار قد جمعت سو و جود سوياً فإنها قد جمعت كذلك بين فيلوتسون زوج سو السابق و أرابيلا زوجة جود السابقة و في محاولة منها لتحطيم حياة جود و سو تحاول أرابيلا إقناع فيلوتسون بأن يستعيد طليقته بقوة القانون و في سبيل إقناعه فإنها تستشهد بالعهد القديم الذي يطلب من المرأة أن تخضع لزوجها كما تخضع للرب .
وفي كريستمنستر تطرد مالكة المنزل سو مع أطفالها من المنزل لأن زواجها من جود ليس زواجاً شرعياً لذلك فإن سو تبدأ مجدداً في رحلة البحث المريرة عن منزل .
إن الصبي تايم
Time ابن جود و أرابيلا الذي يعيش مع سو و جود يدرك بأنه هو و إخوته و عائلته منبوذون في المجتمع و أن المجتمع يرفض الاعتراف بهم و التعامل معهم و يدرك أن مجيئهم للحياة كان مجرد خطأ لذلك فإن تايم الصغير يشنق إخوته الصغار ثم يشنق نفسه بعد ذلك في خزانة الملابس .

و أثناء دفن الأطفال ترجو سو حفار القبور بشكل هستيري بأن يسمح لها أن تراهم للمرة الأخيرة و بعد الدفن تضع سو مولوداً ميتاً و لأن المصائب تأتي تباعاً فإن ارابيلا كانت تسعى لاستعادة جود لذلك فقد كانت تحرض فيلوتسون على استعادة سو و قد كان هذا الأخير متحمساً للقيام بهذا الأمر حتى يستعيد و ظيفته و سمعته المفقودة .
لقد رأت سو أن ماحدث لأطفالها كان عقاباً من السماء لأن زواجها من جود لم يكن زواجاً شرعياً وأن زوجها الشرعي هو فيلوتسون , أما جود فقد دفعت به المأساة إلى أن يرفض الدين و بخلاف سو فقد كان يرى بان هنالك أسباب اجتماعية لما حدث .
و مرة ثانية يتزوج فيلوتسون من سو و يتزوج جود من ارابيلا و تنتهي الرواية بموت جود و امتناع سو عن حضور جنازته و بداية علاقة بين أرابيلا و الطبيب المحتال فيلبيرت
Vilbert الذي كانت أرابيلا تخطط ليكون زوجها الثالث أو ربما الرابع .

لقد كان توماس هاردي متأثراً بنظرية البقاء للأصلح
survival of the fittest في كتاباته و الأصلح ليس بالضرورة الأفضل فالأصلح قد يكون الأقذر أو البهائمي الذي يعيش بمقتضى شهواته كالحيوان إلى أن يموت أو ينطفئ بريح خبيثة و هذا ما رأيناه في شخصية ارابيلا التي كانت تحصل دائماً على ماتريده أما جود فيكفينا ما قاله توماس هاردي في وصفه حين وصفه بأنه نوع من البشر ولد ليتعذب كثيراً قبل أن تسدل الستارة على حياته عديمة الأهمية.

و كما ذكرت سابقاً فقد كان توماس هاردي متأثراً إلى درجة بالغة بنظرية تشارلز داروين
Charles Darwin 1859 في الانتخاب الطبيعي natural selection وهي نظرية فلسفية لا دينية أكثر مما هي نظرية علمية .
إن جود و سو يمثلان العناصر المتنحية التي لم تستطع الاستمرار في الحياة أما أرابيلا فإنها تمثل العنصر الصالح للبقاء .
و كذلك فإن هذه الرواية تتحدث عن شخص بسيط كان يحاول الالتحاق بالجامعة لكنه فشل في ذلك ليس لسباب علمية بل لأن المنظومة السياسية و الاقتصادية في تلك الحقبة كانت تمنع البسطاء من الحصول على درجات علمية .
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن كثيراً من أحداث هذه الرواية قائمة على التكرار و الثنائية فجود يتزوج مرتين من أرابيلا و كذلك فإن فيلوتسون يتزوج مرتين من سو كما أن سو تختبئ في خزانة الملابس هرباً من زوجها فيلوتسون ثم تجد في نهاية الرواية أطفالها مشنوقين في خزانة الملابس

==
جود المغمور .... عندما قرأتها لأول مرة لم تعجبني أبداً.. وظننت أنها تترك انطباعاً بالتشاؤم والبؤس .. ولكن فيما بعد أدركت أنها ليست سيئة, بل أصبحت من رواياتي المفضلة..
يقال إن فصة حياة توماس هاردي تشبه قصة حياة جود، فالإثنان بدآ بداية متواضعة جداً... كلاهما عانا من الفقر في بداية شبابهما وكان الفقر بالنسبة لهما عائقاً كبيراً أمام طموحهما في الدراسة في الجامعة.... وجامعة كريستمنستر هي في الحقيقة جامعة أكسفورد، إن هاردي ينتقد بشدة نظام الجامعات في عصره والذي لا يسمح للفقراء بالدراسة حتى ولو امتلكوا الموهبة والمقدرة الفائقة على الدراسة والتفوق..

ولكن نهاية كل من القصتين تختلف... فجود (المغمور) لم يستطع تحقيق أي من أهدافه.. فهو سعى لتحقيق هدفين أساسيين في حياته: العلم والعاطفة، لكنه أصيب بخيبة أمل كبيرة عندما فشل في تحقيق هذين الهدفين.. الجامعة رفضته ولم تقبل محاولاته العدة في الانتساب إليها، وابنة عمته سو قررت تركه و العودة إلى زوجها والذي سمته (my lawful husband) فأصابه البؤس الشديد ومات كمداً..


أما هاردي فقد حقق نجاحاً من خلال أعماله وعاش استقراراً مادياً .. لكن روايته هذه (جود المغمور) أحدثت ضجة واستياء كبيرين في العصر الفيكتوري المحافظ وقتها ومنع من نشر هذه الرواية لما تكشفه من واقع مظلم ساد تلك الفترة.
===
Jude the Obscure
Thomas Hardy

Context

When Thomas Hardy's Jude the Obscure was first published in 1895, its critical reception was so negative that Hardy resolved never to write another novel. Jude the Obscure attacked the institutions Britain held the most dear: higher education, social class, and marriage. It called, through its narrative, for a new openness in marriage laws and commonly held beliefs about marriage and divorce. It introduced one of the first feminist characters in English fiction: the intellectual, free-spirited Sue Bridehead.

Hardy is famous for his tragic heroes and heroines and the grave, socially critical tone of his narratives. His best known works are Tess of the d'Urbervilles,The Return of the Native,Far from the Madding Crowd, and The Mayor of Casterbridge. All his novels are set in Wessex, a fictional English county modeled after the real Dorset county. They deal with moral questions, played out through the lives of people living in the countryside, and point to the darker truths behind pastoral visions.

Hardy was born to a builder's family in 1840 and died in 1928. He spent much of his life working as an architect and was married twice.