عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2016, 04:46 PM
المشاركة 266
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي مما كان قديما .. حلم مذؤوب .. الجزء الأول
1 )

فتاه في ريعان شبابها و نقاء الورد والزهر اليانع سماتها بريئة براءة الطفل الصغير مقبلة على الحياة إقبال التلميذ النهم على العلم و التعليم التحقت بالعمل في إحدى المصالح الحكومية و حينها بدأت ترسم لنفسها أحلام مستقبلها القادم و في يوم ما كانت فتاتنا تنزل على درج منزلها مسرعة لتدرك موعد عملها فهذا أول يوم لها فيه بثياب تنم عن ذوق رفيع و ألوان مبهجة زاهية كما أحلامها الزاهية و من البراءة نظارة تكتحل بها عيناها فهي تحلم أن تحقق أغلى أحلامها .

تبحث في ملامح كل المحيطين بها عن وجه واحد هي تدرك قسماته جيدا و تعرف تفاصيل ملامحه كمعرفتها لكفي يديها .

تصل إلى عملها في الموعد فتعدل من نفسها و تزيل غبار الأرق و التردد عن وجهها و تلبس رداء الثقة بالنفس تقرأ الفاتحة في نفسها و تدلف داخل حجرة المدير بابتسامتها المعروفة وبنبرة صوتها الواثقة الموحية عما بداخلها من حب للحياة فتتراقص الكلمات من بين شفتيها حبا للحياة فإذا هذا الوجه الهادئ الرصين عيناه تنم عن غموض و قوة حاولت أن تهرب بعينيها عنه فلم تقدر و راحت تتأمل قسماته علها تستطيع فك طلاسم تعبيراته .



تسمرت الحياة أمامها في داخل وجهه و انسحب ما كان يسمى وقت حين تأملته ! الحواس كلها لن تستطيع التعبير عن هذا المشهد تسمرت عقارب الساعة في أماكنها تحجر القلب أمامه كأنما توقفت الحياة في لقطة نادرة لن تتكرر !!!!!!



وفي لحظة الخمود العقلي التي ظلت مسيطرة على الوقت قاومت كل ما يحيط بها وهبت من ثباتها لتتحرك

ولكن
ما الذي يحدث ... عجباً ماذا أصابني ( تتساءل حائرة ) ليس الحال كما هو منذ لحظة ... تعيد التساؤل من جديد و هي تتأمل المكان ما هذا الباب الذي دخلته أهو بوابة مستقبلي أم بوابة زمنية من بوابات السفر عبر الزمان ؟؟؟؟ !!! تاهت في أفكارها هل من الممكن؟ هل من المعقول! أجد من أراه في احلامى أمامى

جلست على مكتبها تحاول أن تسر ما بها من ارتباك في التظاهر باستكشاف ما في أدراج مكتبها الجديد والأوراق المرصوصه فوقه بعناية حتى خمدت العاصفة التي جرفتها إلى مكان بعيد عما كانت ترسمه إلى هذا اليوم الذي كان مشحون بتحقيق آمالها العملية . فكل شيء من حولها قد تغير و كأنها في عصر جديد



نادت الساعي بوقار و بأدبها المعهود طلبت إليه أن يتحفها بكوب من الشاي وصاية ( كما تشاهد في التلفاز في بعض الأفلام العربية )

جاءها الشاي الذي تعودت أن تشربه كل صباح في سرعة كبيرة و قدمه الساعي بابتسامة عريضة قائلا : أي خدمة تانية يا آنسة ؟؟ فلم تشعر به فقد بدأت تتفرس أجناب الكوب وكأنها تتحاور معها تديرها برقة متناهية إلى اليمين و إلى اليسار و كأنها رأت صديقة لها لم ترها منذ زمن بعيد وبعدها ترتشف منه بلهفة كأنها تهديها قبلة حانية ..



وتكرر المشهد حتى هبت في حركة غير منتظره وكأنها تصرخ بصوت عالي




من هو ؟

من يكون؟

هل يعرفني؟



و ظلت طول يومها الأول تفكر في تساؤلاتها التي لا تجد لها إجابة لم تحس بما يجري من حولها و توارد الملفات من كافة الجهات كي تقوم بدراستها ثم عرضها عليه فكانت تقتنص كل فرصة كي تذهب لتمتع عينيها بلمحة من وجهة أو ربما بسمة منه حتى عادت إلى منزلها متمايلة الخطوة تصعد درجات المنزل في خطوات حانية لا تخرج أي صوت حتى لا تستيقظ من أفكارها بل كأنها تطير فوق سحب الأمل البيضاء وعيناها تلمع من كثرة الفرحة وهى ممتلئة بالأمل في الوصول لحلمها وكأنها تبحث عن وليدها الضائع منذ سنين فأخيرا رأته أمامها





انتهى الجزء الأول ...

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب